«موصلات الإنترنت» هدف سهل للاختراق

قد تتفق معي بأن هنالك وسيلتين فقط لقراء هذا الخبر، فإما أن تقرأه وأنت تمسك بالنسخة الورقية للجريدة، أو أن تقرأه وأنت متصل على الإنترنت وبأي طريقة كانت “سواءً في “المنزل أو مكان العمل أو 3G ...”، أو أي وسيلة اتصال أخرى. في النهاية فأنت الآن تقرأ الخبر، والمهم هنا ليس من يقرأ الخبر من خلال النسخة الورقية، إنما الشخص الذي يقرأ هذا الخبر من خلال الإنترنت. من الآن وصاعداً إذا كنت أحد المتصلين على الإنترنت في “المنزل” مثلاً، ومن خلال ما يعرف بالـ “راوتر – Router”، فيجب عليك الحذر والانتباه واتخاذ كافة التدابير والوسائل، لتحمي نفسك من المتطفلين الذين يُعرفون باسم “القراصنة – Hackers”. لأنك قد تصحو يوماً وتجد جهازك “مُخترقا” من قبلهم... قد يكون هذا الخبر ليس جديداً على بعض القراء، إنما أهميته تكمن في الطفرة السريعة التي نشهدها في عالم الإنترنت الحديث، ولخطورة التعامل مع هذا العالم الخارجي ولضرورة الاستعداد التام في مواجهته. هولندا لا تعاقب القراصنة !! مؤخراً قضت محكمة هولندية، أن كسر حماية أو “اختراق/ قرصنة” جهاز توجيه الإنترنت “الراوتر – Router” المحمي “بكلمة سر – Password” واستخدام “اتصال وآي فآي” أصبح لا يعد جريمة جنائية، ولا يمكن أن يحاكم “قراصنة وآي فآي” لاختراقهم جهاز التوجيه الـ”راوتر”. كما قضت محكمة أخرى في لاهاي خلال هذا الشهر، أن عملية الاختراق أعلاه هي عملية قانونية وأن “كسر وآي فآي” محمي بكلمة سر، بهدف استخدام الإنترنت، لم يعد بمثابة “جُرم” يُحاكم مرتكبوه من خلاله. كما قررت المحكمة ذاتها، أن الأشخاص الذين يتصلون بشكل مباشر على مثل هذه الشبكات المحمية “بكلمة سر” في الأماكن العامة مثل “الفنادق، المحلات الكبرى والأماكن العامة...” لا يمكن محاكمتهم أو توجيه أي تهم تجاههم.. وذلك على عكس كثير من البلدان التي تعتبر مثل هذه الإجراءات غير القانونية، ويترتب عليها عقوبات معينة. وربطت المحكمة هذا الحكم، بقضية طالب ثانوي، هدد بإسقاط الجميع في كلية “ميرلانت” في لاهاي، والذي أرسل رسالة تهديد باستخدام الإنترنت بأنه تمكن من اقتحام اتصال واي فاي الخاص بالكلية، ولقد أدين الطالب لنشر الرسالة وحكم عليه بالسجن لمدة 20 ساعة في خدمة المجتمع. ولكن! تمت تبرئته من تهمة “قرصنة واي فاي”. واستند القاضي في حكم البراءة، أن الطالب لم “يخترق” جهاز كمبيوتر إنما اخترق الجهاز الموصل للإنترنت وهو الراوتر، بمعنى أنه اخترق الـ “واي فاي” وهذا لا يحاسب عليه القانون الهولندي. وفي هولندا يتم تعريف الكمبيوتر باعتباره الجهاز الذي يستخدم لثلاثة أمور: ? تخزين البيانات ? معالجة البيانات ? نقل البيانات وبما أن “الراوتر” لا يُستخدم إلا لنقل البيانات، ولا يمكنه تخزين ملفات بأحجام الـ”بت، بايت، ميجا... وغيرها”، فلا يمكن وصفه على أنه “كمبيوتر”، وبالتالي لا يمكن اعتبار فعل “اختراق/قرصنة” الراوتر للوصول إلى “الإنترنت ? واي فاي” على أنه عمل يُجرمه القانون أو يعاقب عليه. وقال المحامي الجنائي ماتيو فان لينده من Advocaten Blokzijl: إذا تم اختراق أو قرصنة اتصال إنترنت محمي بكلمة سر، أو تم استخدام شبكة إنترنت مفتوحة لاستخدام الـ واي فاي، فإن هذه الإجراءات يمكن أن يحاكم مرتكبوها من خلال “القانون المدني” فقط. وأكد أن القانون الخاص بعدم تجريم قراصنة “الراوتر المحمي”، هو قانون قديم جداً، وأن أغلب الناس في هولندا يعتبرون أن قرصنة واختراق شبكات الـ واي فاي هي أعمال غير قانونية. ولقد قرر المدعي العام الهولندي باستئناف الحكم بمثل هذه القضايا، وأنه سوف يعاد النظر في قضية الشاب من قبل المحكمة العليا لهولندا والتي من شأنها أن تقرر ما إذا كان يمكن تعريف جهاز التوجيه “الراوتر”، على أنه كمبيوتر أم لا، وذلك بموجب القانون الهولندي. مسألة أخلاق تعتبر قرصنة أو اختراق أجهزة الراوتر بهدف الوصول إلى الإنترنت/ واي فاي، في أغلب الدول العربية والأجنبية، “جريمة جنائية” يحاسب عليها القانون الجنائي وليس المدني. وقد تصل عقوبة القرصنة/الاختراق في بعض الدول، لحد السجن وليس فقط الغرامة. في النهاية.. إن “اختراق/ قرصنة” الأجهزة الشخصية مهما كان نوعها.. ومهما كانت طبيعة عملها.. ومهما كان موقعها.. يعتبر عملاً “غير أخلاقي”، بغض النظر أن هنالك دولا وقوانين وافقت عليه ولم تدرجه تحت قائمة الأفعال التي يجرمها ويمنعها القانون. فأنت بالتأكيد لا ترغب ولا تحب أن يقوم أحد القراصنة باختراق كمبيوترك أو الـ “راوتر” الخاص بك، لاستخدام الإنترنت أو الإطلاع على ملفاتك وموادك الشخصية. أما إذا كنت تفضل القرصنة واختراق أجهزة الغير، فهنالك ما يعرف بالـ “الاختراق السلمي” أو “القرصنة الآمنة”، وهو ما سنتكلم عنه ونشرحه لاحقاً. نصيحة حاول أن تتأكد من أن جهاز الـ”راوتر/المودم” الخاص بك، محمي بـ “كلمة مرور – Password”، حتى لا تفاجأ بأن جيرانك.. وأصدقاءهم.. ومن في البقالة.. ومن يتمشى ذهاباً وإياباً حول مسكنك وبيده لاب توب.. يستمتعون بخدمة إنترنت “مجانية” على حسابك..!