الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء المدخنين أكثر تغيُّباً عن الدراسة

أبناء المدخنين أكثر تغيُّباً عن الدراسة
13 سبتمبر 2011 01:55
لا تقتصر آثار التدخين على الإضرار بصحة الأطفال فقط، بل إنها قد تُسهم في إضعاف أدائهم وتحصيلهم الدراسي وتُكلف آباءهم الكثير. فقد أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى ماساشوسيتس العام في بوسطن أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت يوجد فيها مُدخن واحد على الأقل يُدخن داخل البيت يتغيبون أكثر عن صفوفهم الدراسية من أولئك الذين يعيشون في بيوت لا يُدخن أي فرد من أهلها. وتدعم الدراسة، التي نُشرت في العدد الأخير من مجلة «طب الأطفال»، ما ذهبت إليه دراسات سابقة كانت أُجريت حول الموضوع ذاته في كاليفورنيا ونيوجيرسي وخلُصت إلى نتائج مماثلة. وقام فريق الباحثين بجمع العديد من البيانات من استبانات وسجلات رسمية وتحليلها لدراسة مدى وجود علاقة بين التدخين والتغيُب عن الدراسة. وكان المشاركون زودوا الباحثين في حوار الصحة الوطنية سنة 2005 بمعلومات عن عدد الأشخاص الذين يُدخنون في بيوتهم، والصحة العامة للأطفال الموجودين في بيوتهم، وحالات الإصابة بالتهاب الأذن خلال آخر 12 شهراً، وحالات الإصابة بالزكام خلال آخر أسبوعين، ومدى وجود حالات ربو، بالإضافة إلى تفاصيل صحية وديموغرافية أخرى. وركز الباحثون في هذه الدراسة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة، في حين استثنوا الأطفال الذين تصل أعمارهم 12 سنةً فما فوق، وذلك حتى تكون نتائجهم أكثر دقة ولا يتم خلطها بحالات التغيب عن الدراسة الناتجة عن تدخين الأطفال واليافعين فوق سن 12 أنفسهم. وأشارت النتائج إلى كون أكثر من 14% من الأطفال يعيشون في بيوت تضم بين جدرانها شخصاً يُدخن داخل البيت على الأقل، و6% يعيشون في بيوت يُدخن فيها شخصان أو أكثر داخل البيت. وبينت الإحصاءات الديموغرافية التي تحصر عدد السكان المدخنين وغير المدخنين أن البيوت التي لا يُدخن أي من أهلها في البيت تعود لأشخاص ذوي مستوى تعليمي عالي أو عالي جداً، أو من الأميركيين ذوي أصول لاتينية. وأرجع الباحثون 24% من حالات التغيُب في صفوف الأطفال الذين يعيشون في بيوت يُدخن شخص واحد بها على الأقل إلى الأمراض المرتبطة بالتدخين السلبي أو الناتجة عنه. وترتفع نسبة حالات التغيُب إلى 34% لدى الأطفال الذين يعيشون في بيوت يُدخن فيها شخصان أو أكثر من أفراد الأسرة. ولاحظ الباحثون أيضاً أن نسبة إصابة الأطفال بالتهابات الأذن ثلاث مرات أو أكثر في السنة ترتفع كلما زاد عدد أفراد الأسرة المدخنين داخل البيت. كما أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت يُدخن فيها شخصان يُصابون أكثر بأمراض الزكام ونزلات البرد. غير أن الدراسة لم تُشر إلى وجود أي رابط بين التدخين داخل البيت والإصابة بالربو. ويُؤثر التغيب عن الدراسة بشكل سلبي جداً على أداء الأطفال وتحصيلهم التعليمي والتربوي. وتصل أصداء هذا التأثير السلبي إلى جيوب الآباء وميزانيات الأُسر بسبب اضطرار الآباء إلى التغيب بدورهم عن العمل لمرافقة الطفل إلى أقرب عيادة أو مشفى حتى يتلقى العلاج عن نزلة البرد أو التهاب الأذن الذي أصابه. ويُقدر الباحثون تكلفة عدد الساعات التي يقضيها الرعاة الصحيون في رعاية الأطفال الذين يتغيبون عن الدراسة بسبب المرض في الولايات المتحدة بحوالي 227 مليون دولار سنوياً. ويُشير الباحثون كذلك إلى أنه «عندما يحول مرض الأطفال الصغار دون ذهابهم للمدرسة ويظلون في البيت، فإن أحد الأبوين أو كليهما يضطر إلى التغيب عن العمل والمكوث بجانب الطفل، أو إيجاد بدائل أخرى كجلب ممرضة أو مربية خاصة لرعايته في فترة مرضه. وهو أمر لا تقدر عليه الأسر ذات الدخل المحدود أو الأسر ذات مُعيل وحيد. بل إن الآباء العاملين في مؤسسات أو شركات صُغرى قد يتعرضون لفقدان وظائفهم إذا كثُر تغيبهم بسبب مرض الأطفال». عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©