السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغربيات يكسبن رزقهن من «الطشت» ويراهنّ على الإتقان

مغربيات يكسبن رزقهن من «الطشت» ويراهنّ على الإتقان
23 يناير 2011 20:25
تواجه مهن البسطاء تحديات كثيرة تنذر باختفائها وقطع سبل عيش أصحابها بسبب التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى إحلال الآلة مكان الإنسان، وألغت العمل اليدوي في بعض المهن، ومن بين هذه المهن مهنة غسل الثياب وكيها وهي «مهنة شعبية» تمارسها النساء الفقيرات المعيلات لأسرهن، ورغم تغير إيقاع الحياة مازالت هذه المهنة تؤمن مصدر رزق لعدد كبير من الأسر التي تعيلها نساء أرامل أو مطلقات لاسيما في الأحياء الشعبية والعشوائية حيث تعمل أغلب «الغسالات». إتقان العمل تفضل نساء الاستعانة بـ»الغسالة» وهي المرأة المتخصصة بغسل الثياب وكيها على الذهاب للمغسلة العصرية، لأنها أرخص سعرا وأفضل في العناية بالملابس، وتقول عزيزة همام (موظفة) «أستعين بالغسالة بسبب ضيق الوقت وكثرة الأعمال وعدم قدرتي على غسل الملابس والقيام بالمهام المنزلية إلى جانب عملي، حيث أغسل الملابس الخفيفة في غسالة كهربائية، وأتصل بالغسالة لتهتم بباقي الملابس لاسيما ثيابي وثيابي زوجي التي نرتديها في العمل وبعض ملابس ابني إضافة إلى الملابس التقليدية التي تحتاج إلى العناية لأنها باهظة الثمن». وتضيف أنها أصبحت زبونة دائمة للعاملات في غسل الثياب لأنهن يتقن عملهن ويحرصن على تنظيف الملابس وكيها دون إتلافها، ويقدمن هذه الخدمة بأسعار مناسبة وأرخص من المغاسل الحديثة. وتختلف مباركة عاريفي عن باقي الغسالات اللاتي دخلن هذا المجال بسبب ضيق ذات اليد وعدم إتقانهن لحرفة أخرى، فهي اختارت مهنة غسل الملابس منذ عشرين عاما، وتحتفظ بزبائنها وتحظى بثقتهم ومدخولها من هذه المهنة شبه ثابت، ورغم أنها تعرضت لانتقادات كثيرة من أسرتها بسبب هذا العمل إلا أن ذلك لم يثنها على مواصلة العمل في هذه المهنة. في هذا الصدد، تقول عاريفي «في البداية كنت أتنقل بين المنازل لغسل الثياب والأثاث وتنظيف المنزل. وبعد أن توطدت علاقتي بالزبائن أصبحت أستقبل طلبات غسل الثياب وكيها في منزلي، ومع مرور الوقت ازداد عدد الزبائن ونشأت بيني وبينهم علاقات طيبة، وأصبحوا يثقون بي ويقدرون علمي في العناية بالثياب وحرصي على تسليمهم حاجاتهم في الوقت المناسب دون تأخير». فتوى غسل الملابس تحرص عاريفي على تحديد زمن للحضور وتسلم الملابس، وتشير إلى أنها تصنف الملابس وتضع أرقام معينة عليها لأنها تستلم من كل زبون عدداً كبيراً من الملابس ما يسهل عليها تحديد ملابس كل زبون، وتولي عاريفي إيلاء عناية خاصة بملابس زبائنها الدائمين سواء في الغسيل والتعطير والتغليف وإصلاح الثوب بخياطته أو تثبيت الأزرار بدون مقابل إضافي. لكن تجربة عاريفي مع «طشت الغسيل» جعلتها تعاني من آلام في الظهر والساقين بسبب ضغط العمل والوقوف المستمر، واستخدام آلات بدائية، إلى ذلك، تقول «أواجه صعوبات في عملي بسبب الوقوف المستمر الذي يستغرق عدة ساعات والتعامل المستمر مع المواد المنظفة والماء، وأعاني جراء ذلك من آلام في الساقين والظهر واليدين لاسيما في أوقات الذروة كالأعياد والعطلات الأسبوعية». وعن أنواع الغش في هذه المهنة، تقول عاريفي إن التقليل من الصابون والمواد المنظفة والماء، وعدم إتقان عملية الغسيل والإسراع في العمل لكسب الوقت والتحجج بضياع الملابس كلها طرق وأساليب تلجأ إليها بعض الغسالات لغش الزبائن. وعن أكثر الفئات إقبالا على الغسل اليدوي عند الغسالات، تقول عاريفي «أغلب الزبائن من الموظفين إضافة إلى الطلاب والعزاب وبعض الأسر». ومن الأمور الغريبة التي واجهتها عاريفي خلال عملها، ادعاء البعض أن عملها «حرام» لأنها امرأة وتغسل ملابس الرجال، كما ادعوا بأن الخلط بين ملابس الرجال وملابس النساء «غير جائز» شرعا، ما دفعها إلى التوجه لفقيه من أجل الحصول على فتوى تبيح عملها حيث أكد لها الفقيه أن غسل ملابس النساء وملابس الرجال مجتمعة أو متفرقة سواء كان الغاسل ذكراً أو أنثى «جائز».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©