تبنت أميركا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال أمس آلية عقوبات يمكن تطبيقها على الدول التي تشهد انقلابات، في قمة إيبيرية أميركية اتسمت بغياب عدد كبير من القادة في الأرجنتين. وقالت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر مضيفة القمة التي عقدت في منتجع مار ديل بلاتا (400 كلم جنوب بوينوس آيرس)، بعد موافقة نظرائها الكترونيا على النص إن “الإعلان اأقر”. واوضحت كيرشنر أن الأمر يتعلق “بقطع كل العلاقات مع أي دولة عضو تشهد محاولة لتدمير الديموقراطية”.
ويؤكد الإعلان أن الدولة التي تتعرض للخطر يمكنها إبلاغ المؤتمر الإيبيري الأميركي للتوصل الى “تبني اجراءات ملموسة بالتشاور” بين بلدانها. ويمكن لهذه الدول “تعليق” عضوية بلد “بحرمانه من كل الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها كعضو في المؤتمر الأيبيري الأميركي ، حتى إعادة دولة القانون”.
وعبر الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسيه ميجل اينسولزا انه “اصبح بالامكان تطويق أي محاولة لاقامة نظام دكتاتوري”. وكان الرئيس الاكوادوري رافايل كوريا دعا نظرائه الى “عدم التسامح إطلاقا” مع الانقلابيين. واستخدمت “فقرة ديموقراطية” تبناها اتحاد دول اميركا الجنوبية في نهاية نوفمبر في غويانا نموذجا لهذا الاعلان. ورد رؤساء دول أميركا الجنوبية بسرعة كبيرة مطلع أكتوبر بعد محاولة الانقلاب على رافايل كوريا.
فقد اجتمعوا في بوينوس آيرس ودعوا الى ادانة المسؤولين عنه. لكن رد فعلهم جاء أقوى عندما اعتقل العسكريون رئيس هندوراس مانويل سيلايا وأقالوه ونفوه في 28 يونيو 2009 . فبورفيريو لوبو الذي انتخب رئيسا للدولة بعد خمسة أشهر من ذلك لم يدع إلى مار ديل بلاتا لأن معظم دول أميركا اللاتينية وخصوصا البرازيل والارجنتين, اعتبرته رئيسا غير شرعي.
في المقابل, اعترفت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بلوبو. وتبنت القمة التي عقدت تحت شعار “التربية لانجاح التكامل الاجتماعي”، بيانا يقضي بإنشاء صندوق برأسمال قدره مئة مليار دولار بحلول 2021 في هذا المجال.
وقال رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس ان “ملايين الاشخاص ينتظرون تلبية مطالبهم العادلة من أجل الأجيال الجديدة”. إلا أن غياب عدد كبير من رؤساء الدول أضعف هذه القمة.
وكان يفترض ان يلقي الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز كلمة في استاد في مار ديل بلاتا، لكنه قرر إلغاء رحلته بسبب الفيضانات التي تضرب بلده. ولم يشارك في القمة أيضا نظيره البوليفي إيفو موراليس ولا دانيال أورتيغا رئيس نيكاراجوا التي تشتبه بأن كوستاريكا تريد استخدام القمة لطرح خلاف بين البلدين على طاولة البحث. لكن الأمر الاهم هو أن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو علق مشاركته، لكن ملك اسبانيا خوان كارلوس حضر القمة، ترافقه زوجته الملكة صوفيا.
وقال المحلل غابريل بوريتشيلي “إنه أمر سلبي لإسبانيا محرك هذه القمة ، بأنها لا تستيطع ضمان حضور رئيس الحكومة”.
القمة تكرم الرئيس البرازيلي
مار ديل بلاتا ، الأرجنتين (ا ف ب)- أشادت أميركا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال أمس الأول بالرئيس البرازيلي المنتهية ولايته لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وخصوصا بالتحولات التي قام بها ورفضت أن تقول له وداعا، وذلك خلال قمة مار ديل بلاتا بالأرجنتين. وقالت رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر التي تستضيف القمة الإسبانية-الأميركية وتضم 19 رئيس دولة من أميركا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال وأندور “لا نريد أن نقول لك وداعا اليوم”. وكان لولا الذي بدا عليه التأثر يصغي إلى كل كلمة تقولها كيرشنر التي فقدت مؤخرا زوجها الرئيس الأرجنتيني السابق نيستور كيرشنر (2003-2007). وأضافت الرئيسة الأرجنتينية “أي مناضل لا يترك أبدا السياسة وأيضا أقل عندما يكون قد قام خلال فترة رئاسته بتحولات كما لم يفعل أحد من قبله”. ويشارك لولا الذي ستخلفه في الأول من يناير ديلما روسيف، للمرة الأخيرة في القمة اللاتينية بعد ثماني سنوات في السلطة.
عدد اليوم
