السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: جهاد العلم والانتاج فرض عين على كل مسلم ومسلمة

العلماء: جهاد العلم والانتاج فرض عين على كل مسلم ومسلمة
25 سبتمبر 2014 22:05
يخطئ من يقصر الجهاد على مقاومة الأعداء في الحرب، حيث جاء الجهاد في القرآن الكريم والسنة النبوية بمفهوم رحب وواسع يشمل كل أعمال وأنشطة الإنسان في الحياة، ومن ثم فإن هناك ألوانا أخرى منه، مثل جهاد النفس، وجهاد الإنتاج والبناء والعلم، وغيرها من المجالات التي يحتاج إليها المسلمون اليوم ليعوضوا ما فاتهم ويلحقوا بركب الحضارة. يؤكد الدكتور محمد أبوليلة -أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية بجامعة الأزهر- أن الجهاد الأكبر الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم بجهاد النفس هو الأصل، وهو المراد بقوله تعالى: «وجاهدوا في الله حق جهاده»، وتوضح هذا المعنى الآية التي سبقت هذه الآية: «يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون». والآية اللاحقة فهي قوله تعالى: «هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج»، وهذه الآيات تتحدث في مجموعها عن الصلاة وسائر العبادات الأخرى، وعن وجوب فعل الخير، وليس فيها إشارة إلى جهاد العدو، بل كلها تصب في اتجاه جهاد النفس وتربيتها وتنقيتها من أدران المعاصي والشرور ومن الجهل والشح. وسائل جهاد النفس ويقول إن جهاد النفس يكون بالمال، ويتمثل ذلك في فريضة الزكاة وهي وسيلة لتزكية النفس وتقويم السلوك، وكذلك يكون جهاد النفس بتربيتها على الصدق مع الله ومع النفس ومع المجتمع، كما يكون بعمل الخيرات بقدر الوسع والطاقة، وتجنب أذى الغير، ومن هنا كان الجهاد الأكبر هو الأصل، وقد تفرع منه الجهاد الأصغر المتمثل في الجهاد ضد الأعداء، وإذا كان الجهاد يتمثل في إعداد المؤمنين وتدريبهم وشحذ هممهم فإننا اليوم في أشد الحاجة إليه لأن حاجة الأمة ماسة إلى أن تشترك جميع السواعد والعقول لإخراجها من دائرة التخلف والتبعية، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد ضد التخلف والفقر والجهل والاتكالية والعشوائية في حياتنا، ولابد أن نغير أنفسنا من الداخل مع المحافظة على القيم والدين. ويضيف أنه من الضروري تعزيز وترسيخ قيم جهاد العلم والعمل والانتاج والبناء حتى نستطيع أن نواكب العصر الذي نعيش فيه، لأنه لايمكن أن نكون أمة صناعية ومنتجة بآلات مستهلكة أو بفكر ضيق ومنغلق، وأيضا لا يمكن التقدم عن طريق الانفتاح الضار الذي يضحي بالأخلاق والقيم في سبيل حياة مادية غير مأمونة. تربية صحيحة ويشير الشيخ معوض عوض إبراهيم -من علماء الأزهر- إلى أن المسلمين في حاجة إلى تربية دينية ودنيوية صحيحة وسليمة ومستقيمة، وأول ما يجب أن نعمل به في سبيل الإصلاح وتغيير الأوضاع هو العمل على تحرير الخبز والثوب والآلة والفكر، حتى يكون المسلمون أحراراً وأنداداً لغيرهم، فيجب أن نعمر المصانع والمعامل كما نعمر المساجد، وأن نخلص في تعليم أبنائنا وبناتنا، وأن ننشئهم على حب الوطن والاعتزاز به، والعمل على الارتقاء به علميا وحضاريا، وكذلك العمل على تنمية روح العمل الجماعي والإيمان بطاقة الأفراد وتجنب العشوائية في الأعمال، وهذا كله يعد ألوانا مختلفة للجهاد، والذي لا يقتصر على جهاد الأعداء في الحروب. أنواع الجهاد وتوضح الدكتورة إنعام محمود حماد -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر- أن الجهاد في اللغة يطلق على المشقة والطاقة، وفي الإسلام يطلق على عدة أصناف: أولا، الجهاد في الحرب ضد أعداء الله، وهو الجهاد الظاهر «يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم»، وهذا هو الجهاد الأصغر، وجهاد مع أصحاب الباطل بالحجة والعلم، و« جادلهم بالتي هي أحسن»، وجهاد مع النفس «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا»، وهذا هو الجهاد الأكبر لأنه دائم ومستمر عكس جهاد الحرب الذي يكون في وقت دون وقت. كما أن المحارب يرى عدوه والجهاد مع عدو يراه الإنسان أسهل بكثير من الجهاد مع عدو لا يراه وذلك مثل جهاد النفس. وتضيف: أن مجاهدة النفس أمر صعب، لأنه يعمل على تخليصها من الأمراض الخبيثة كالحسد والطمع والحقد . وتقول الدكتورة آمنة نصير -الأستاذ بجامعة الأزهر- إن الجهاد بمعناه العسكري لم يفرض على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلا في العهد المدني، ومعنى ذلك أن كلمة الجهاد التي جاءت في الآيات المكية يراد بها الألوان الأخرى من الجهاد مثل جهاد الكلمة واللسان والعمل والنفس والعمل والانتاج والبناء. ولابد من الإشارة إلى أن جهاد الكفار أو جهاد أعداء الإسلام إنما هو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، أما بقية أنواع الجهاد الأخرى فهي فرض عين على كل مسلم، حيث إن قيام كل مسلم لما يناط به من أعمال ومسؤوليات هو فرض عين لا يسقط عنه إلا إذا قام به. كادر مع موضوع علماء الدين: جهاد العلم 4 مراتب للجهاد تؤكد الدكتورة آمنة نصير -الأستاذ بجامعة الأزهر- أن مفهوم الجهاد ذو دلالات واسعة تشمل كل حركة أو نشاط يقوم به الإنسان، ولذلك قال العلماء إن الجهاد هو استفراغ الوسع في السعي لتحقيق هدف جدير بالثناء، مشيرة إلى أن المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أن للجهاد أربعة مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد المنافقين والكفار، ويمكن أن نضيف إلى ذلك جهاد العمل والسعي في كسب الرزق الحلال، وجهاد العمل لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا إذا كان مبنيا على التوحيد الخالص لله تعالى، لأنه يلزم الإنسان القيام بالأسباب الباطنة كما يقتضي القيام بالأعمال الظاهرة، وإذا صدقت نية الإنسان في الالتزام بتوحيد الله وعبادته فإنه يستطيع أن يصبغ كل أعماله وكل نشاط له بصبغة الجهاد الذي يقصد به ثواب الله، ومن هنا نجد أن كل سعي للإنسان يمكن أن يصبغ بصبغة الجهاد، ويكون جهادا خالصا في سبيل الله في أي مجال من مجالات العمل والنشاط الإنساني، فالمزارع في حقله مجاهد، والعامل في مصنعه مجاهد، وكذلك المدرس في مدرسته، والمرأة في بيتها، فهذه كلها صور متعددة لألوان الجهاد لا تقل شأنا عن جهاد الأعداء في الحرب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©