أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دور مراكز حفظ التراث في التوعية والتعريف بالتراث الثقافي والاستفادة منها في الحوار بين الحضارات، وسياسات التنمية في العالمين العربي والإسلامي.
جاء ذلك لدى استقبال سموه صباح أمس في مكتب سمو الحاكم بالشارقة الدكتور منير بوشناقي مدير عام منظمة “إيكروم” المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية الذي أنشأته “اليونسكو” عام 1956 في العاصمة الإيطالية روما.
وتم خلال اللقاء الذي حضره الدكتور زكي أصلان مدير المركز الإقليمي لبرنامج الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية “برنامج آثار” في الشارقة، توقيع اتفاقية بشأن آلية تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين المنظمة وحكومة الشارقة في فبراير 2008، والتي وافق الطرفان على تمديدها في شهر مارس الماضي من أجل تأسيس مركز إقليمي للمنظمة في الشارقة للتدريب والتنمية في مجالات الحفاظ على التراث الثقافي في الوطن العربي . وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية أن يكون هذا المركز نواة إشعاع في مجال التراث الثقافي للدول العربية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة. ورحب بدعم هذا المركز من طرف منظمات إقليمية ودولية متخصصة مثل “الأليسكو” و”الإيسيسكو” و”اليونيسكو”.
كما تناول اللقاء تحديد مقر للمركز في الحرم الجامعي وتوفير مكتب تنفيذي مؤقت في المنطقة التراثية إلى جانب استعراض سبل مباشرة عمل المركز وتفعيل أنشطته بتعيين مدير المركز الدكتور زكي أصلان ابتداء من الشهر المقبل، ونقل مهام البرنامج إلى الشارقة، حيث سيتم تنفيذ برامج عمل مختلفة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأكد الدكتور منير بوشناقي على أهمية هذه الاتفاقية، منوها بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة لإنشاء مركز ل”الإيكروم” كمنظمة دولية مختصة في بناء القدرات المواطنة في هذا المجال لخدمة كل المنطقة العربية.
وقال إن هذا المركز فريد من نوعه في العالم العربي كما على المستوى الدولي، حيث لا يوجد مركز أقليمي للمنظمة في أي منطقة أخرى من العالم.
يذكر أن الإنجازات التي قام بتقديمها برنامج “آثار” للمنظمة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة شكلت نواة أساسية لإنشاء هذا المركز الإقليمي، حيث تم إنجاز العديد من الأنشطة التدريبية وتقديم خدمات لإمارة الشارقة ودولة الإمارات في مجالات ترميم المواد والمباني التاريخية والمقتنيات المتحفية والمواقع الأثرية والسياحة الثقافية وأعمال توثيق وإدارة التراث والمدن التاريخية، بالإضافة إلى إعداد القائمة التمهيدية للتراث العالمي في الدولة بالتعاون مع مجلس السياحة والآثار وبمشاركة جميع الإمارات إلى غير ذلك من أنشطة وضعتها “إيكروم”ضمن استراتيجياتها على المستوى الدولي كحفظ المخطوطات العربية.
وقام برنامج “آثار” بعد حوالي ثماني سنوات من التعاون في مجال بناء القدرات العربية في هذا الميدان العلمي المتخصص، بإعداد 189 متخصصا، من 19 دولة عربية فيما تزداد الحاجة لكثير من الأعمال المماثلة، وبناء الشراكات التي تأتي في صميم اهتمام ودور المركز بالتعاون مع الجهات المختصة في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
عدد اليوم
