الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقبتك بين يديّ الكمبيوتر والتلفزيون

رقبتك بين يديّ الكمبيوتر والتلفزيون
1 ديسمبر 2006 00:34
يطال ألم الرقبة النساء والرجال، الصغار والكبار على حد سواء، بغض النظر عن طبيعة المهن التي يمارسونها، فقد ساهم تطور الحياة وسرعة إيقاع عصرنا، إلى ظهور أعراض آلام الرقبة مبكراً، بحيث تعود الأسباب إلى عدة عوامل أهمها كون الرقبة الجزء الأساس في جسم الإنسان، يتقاطع عبره القسم العلوي -الرأس- وباقي الجسم -أسفل الرقبة- وبذلك تشكّل الرقبة امتداد العمود الفقري المكون من 33 فقرة تتركب فوق بعضها البعض بـ 150 مفصلاً مختلفاً وأكثر من ألف رباط منها 7 فقرات عنقية تفصل بينها أقراص غضروفية، وظيفتها التخفيف من الاحتكاك، وتوجد وسط كل فقرة عظمية نواة هلامية يحيط بها نسيج مطاطي لتعزيز الحماية لها· أمل النعيمي: التقت ''دنيا الاتحاد'' ببعض الحالات التي ترددت على المستشفيات والعيادات المتخصصة، لتقف معها على الأسباب التي أدت إلى ألم الرقبة: تقول روضة الحايكي، سكرتيرة: تعرضت لألم مبرح في الرقبة دون معرفة السبب، فعرضت نفسي على طبيب، فلاحظ أنني تعرضت إلى التهاب في العضلات المحيطة بالرقبة نتيجة لتيار بارد بشكل فجائي، وقد ضاعف جلوسي المتواصل خلف كمبيوتري في زيادة الحالة· أما رامي الركابي، مبرمج كمبيوتر فيقول: أعاني من آلام متكررة في الكتفين، وزاد الألم إلى أن وصل الرقبة بعد استلامي وظيفة تعتمد في أدائها على الكمبيوتر، وقد لاحظت أن مرضي يسمى (متلازمة الكمبيوتر) بالإضافة إلى آلام الرقبة والكتفين ولوح الكتف والذراعين والساعدين ويتطور أحياناً إلى تنميل وخدر في الأطراف العليا· ألم بطيء ومتدرج قد يبدأ الألم بشكل مفاجىء، كما يقول الدكتور عبدالكريم مسدي رئيس قسم جراحة الأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الجراحة العصبية والعمود الفقري بدبي، كما في حالة الإصابة بالحوادث وبكل أنواعها، أو نتيجة تشنج إثر التعرض لتيار بارد، لكن بشكل عام وخارج حالات الحوادث يبدأ الألم بشكل متدرج وبطيء· معظم الناس وبشكل مطلق يصابون ويشكون خلال حياتهم من هذه الأعراض، وخاصة الجيل(المكتبي العامل) مثلما يشكون من آلام الظهر نتيجة للجلوس فترات طويلة (كالسفر) بالطائرة أو السيارة أو مشاهدة التلفزيون، وعدم الحركة· عادات سيئة يضيف د· المسدي: لعل الاتكال على الحاسوب في إنجاز الكثير من المهام في كل المجالات سبب ظهور هذه الأعراض، فقد أظهرت دراسة سويدية أن 65% من السكرتيرات يشتكين من آلام الفقرات العنقية· أما سيدات البيوت فنسبة 80% منهن يلازمهن ألم الظهر والرقبة، بسبب بعض العادات السيئة، مثل مشاهدة التلفزيون في غرف النوم وبوضعية جلوس غير سليمة، والنوم على وسادة غير مريحة، وأداء الواجبات المدرسية لأبنائهن عبر الحاسوب، أوحمل الحقائب الثقيلة، وقيادة السيارة لمسافة طويلة، وأيضاً اتباع طريقة خاطئة لاستخدام الهاتف وأداء مهمات أخرى بنفس الوقت، انها أسباب تؤدي إلى إضرار واتلاف غضاريف وفقرات الرقبة· الوقاية خير من العلاج من وجهة نظر الدكتور مسدي تختلف الآلام بحسب الأسباب، ويمكن للمرء أن يخفف ألمه بمساعدة نفسه أولاً، فأول الخطوات هي الوقاية وتجنب ممارسة تلك العادات الخاطئة، وتقوية العضلات (المحيطة بالرقبة) وانتقاء المخدة العريضة التي توضع تحت الكتف مروراً بالعنق والرأس وليس المهم أن تكون باهظة الثمن· وينصح أيضاً بزيارة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات الطبية إذا تكررت الأعراض، فلا يجب أن نتجاهل هذه الآلام لأنها إشارات ورسائل يرسلها الدماغ لكي ننتبه إلى أجسامنا وصحتها، فيختار لنا الطبيب المعالج الدواء المناسب سواء كبسولات أو كريمات أو إبر، أو يشير عليه بزيارة أخصائي علاج طبيعي لتعلم بعض التمارين التي تجنب الألم وتعالج المنطقة المصابة، وقد يحول المريض إلى العلاج الجراحي وهو آخر علاج مقترح· أما أهم طرق الوقاية فهي المحافظة على اللياقة البدنية، إذ يفترض بالجميع ممارسة الرياضة كالمشي والجري والسباحة، فالاستمرار بأدائها يمنح البدن لياقة عالية لمواجهة أخطار المرض وآلامه· أكثر من علاج تشير كيم روبنسون، معالِجة بمستشفى جراحة الأعصاب بدبي: أن العلاج يساعد في حالات الاضطرابات الحركية للمحافظة على وظائف الحياة اليومية للشخص المصاب لمنع المضاعفات· وهناك عدة برامج للمرضى تساعدهم على الوقاية والاستشفاء معاً، إذ يتخلل العلاج برنامج تثقيفي للمريض وذويه، يساعد على الوقاية من المضاعفات مستقبلاً، وبالتالي دعم وتحفيز المرافقين لمواصلة علاج مريضهم· تضيف: بعد تشخص الإصابة يبدأ البرنامج العلاجي، الذي يعتمد بشكل عام على تمارين الاستطالة، وتحريك المفاصل والإستعانة بالأجهزة، للمحافظة على قوة وظائف العضلات وزيادة قوة تحملها، وتأهيل المريض ليعتمد على نفسه قدر المستطاع لأداء التمارين حسب إمكانياته دون الشعور بالألم أو التعب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©