1 يناير 2008 02:34
لقي 162 شخصا مصرعهم في أعمال العنف الدامية التي اجتاحت المدن الكينية، منذ إعلان فوز الرئيس مواي كيباكي بولاية رئاسية ثانية أمس الأول في انتخابات رفضت نتائجها المعارضة واتهمت الحكومة بالتزوير· وشملت الحصيلة التي أعلنها التلفزيون الكيني سقوط أربعين قتيلا باضطرابات شهدتها بعض الأحياء الفقيرة في العاصمة نيروبي المسماة بمدن الصفيح· كما سقط 64 قتيلا في كيسومو (غرب) معقل زعيم المعارضة ·
وتعهد كيباكي في بيان بمناسبة انتهاء العام بالتعامل بحزم مع مثيري أعمال الشغب، وقال ''ستتعامل حكومتي بحزم مع أولئك الذين يهددون السلم، عبر تعزيز الأمن في سائر أنحاء كينيا''، داعيا إلى المصالحة الوطنية·
واعترفت الشرطة الكينية بقتل سبعة متظاهرين في كيسومو، مبررة ذلك بأنهم كانوا ضمن مجموعة من الشبان نشرت الفوضى ورفضت التفرق فاضطرت لإطلاق الرصاص عليهم·
وفي ناكورو (وسط) عثرت الشرطة على جثث سبعة أشخاص قتلوا في معارك بين مجموعات سياسية متنافسة، كما سقط أربعة قتلى آخرين في مواجهات بين مجموعات متنازعة في قرية قرب المدينة·
واعلن بعد ظهر أمس عن مقتل ستة اشخاص في مومباسا في مواجهات استخدمت فيها السواطير بين حشود مؤيدة للفريقين، كما قتل ثمانية أشخاص أخرين في أعمال شغب في كوروغوشو إحدى مدن الصفيح بنيروبي، بحسب مصدر أمني، كما اعلن عن مقتل خمسة اشخاص في نوكورو (وسط) ومولو (غرب)·
وانتشرت الاحتجاجات في شتى أنحاء كينيا من معاقل المعارضة غربا قرب حدود أوغندا إلى أحياء نيروبي العشوائية وميناء مومباسا المطلة على المحيط الهندي· وفي مسعى للحد من تفشي الفوضى فرضت السلطات حظر التجول على مدينة كيسومو ومواقع الاضطرابات الأخرى، وحظرت البث التلفزيوني المباشر للأحداث، ونشرت أعدادا كبيرة من أفراد الأمن في شوارع العاصمة والمدن الأخرى، ورغم تلك الإجراءات تواصلت المواجهات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن·
وشوهدت الشرطة تضرب محتجين أشعلوا النار في براميل نفط في حي كيبيرا المترامي الأطراف الواقع داخل الدائرة الانتخابية لزعيم المعارضة، وأطلقت أيضا الرصاص في الهواء وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المتظاهرين والمنازل والمحال التجارية· وأثر ذلك على حركة الطيران، فقالت متحدثة باسم شركة الخطوط الجوية الكينية إن الشركة علقت رحلاتها الداخلية من وإلى كيسومو·
وزاد من احتدام الموقف رفض أودينجا نتيجة الانتخابات ووصفها بأنها مزورة وأعلن انصاره عن إجراء مراسم تنصيب بديلة ''لرئيس الشعب'' في أحد متنزهات نيروبي لكن الشرطة منعت الحدث· ووسط تصاعد أعمال العنف دعا زعيم المعارضة الكينيين إلى تحرك جماهيري سلمي، وقال في مؤتمر صحفي في العاصمة ''سنعلم الشرطة في كل لحظة بما سيجري وستكون هناك مسيرة سلمية''· وألغى خططا لتنظيم تجمع جماهيري في حديقة عامة، ودعا بدلا من ذلك إلى ما وصفها بـ''التظاهرة المليونية'' يوم الخميس المقبل· وكانت السلطات توعدت باعتقاله إذا حصلت التظاهرة، ونشرت المئات من عناصر الشرطة ومكافحة الشغب حول الحديقة· وقال رجال أعمال إن الاشتباكات القبلية التي وقعت تكلف كينيا أكثر من 30 مليون دولار يوميا في صورة خسائر ضريبية إلى جانب الأضرار الناجمة عن عمليات النهب·
وفي السياق ذاته شكك مراقبون من الاتحاد الأوروبي في مصداقية الانتخابات وقال بعضهم إن نتيجة إحدى الدوائر التي كانوا موجودين فيها شهدت زيادة في عدد الأصوات التي منحت لكيباكي بنسبة 50% بشكل غير منطقي عند إعلان النتائج مقارنة بعدد الأصوات التي تم فرزها·
وصرح كبير مراقبي الاتحاد الأوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف بأنه لايزال هناك شكوك بشأن مدى دقة عملية فرز الأصوات وأن لجنة الانتخابات الكينية لم تؤكد مصداقية عملية التصويت·
إلى ذلك دانت الولايات المتحدة اعمال العنف التي تلت إعلان نتائج الانتخابات وطلبت من الرئيس كيباكي وزعيم المعارضة اودينجا التعاون لاستعادة السلم·
المصدر: نيروبي
عدد اليوم
