السعودية تكتفي بالوصافة للمرة الثانية على التوالي

غابت السعودية عن التتويج بلقب كأس الخليج اعتباراً من الدورة السادسة عشرة، والتي أقيمت في الكويت أواخر عام 2003 وبدايات عام 2004، وخلال البطولات الثلاث الماضية، خرجت من الدور الأول، في “خليجي 17” ومن نصف النهائي في “خليجي 18”، وخسرت المباراة النهائية في البطولة الماضية لمصلحة المنتخب العُماني. ودخلت السعودية إلى “خليجي 20” في اليمن بتشكيلة مختلفة، وجديدة تخلو من أهم نجوم الفريق، وعلى الرغم من تشكك الجماهير السعودية في قدرة الفريق على الصمود أمام المنتخبات الخليجية، بهذه التشكيلة، فقد كان للمدرب البرتغالي بيسيرو واللاعبين، رأياً مغايراً، حيث أعلنوا نيتهم في المنافسة منذ وطأت أقدامهم أرض اليمن. وكانت البداية بمواجهة أصحاب الأرض، حيث قدم الفريق عرضاً متميزاً، وتمكن من الفوز على اليمن، وأفسد الفرحة اليمنية باستضافة البطولة للمرة الأولى في أراضيها، ولم تنتظر السعودية أكثر من أربع دقائق لتفتتح التسجيل عن طريق أسامة المولد، وفي الشوط الثاني أضاف الفريق ثلاثة أهداف، عن طريق محمد الشلهوب، ومهندي عسيري، ومشعل السعيد، لتكون النتيجة الأثقل التي يتلقاها الفريق المضيف في مباراة افتتاحية، في تاريخ دورات الخليج. وفي المباراة الثانية اكتفى “الأخضر” السعودي بنقطة أمام الكويت، بعدما أضاع نجم الفريق اللاعب محمد الشلهوب ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وبات الفريق بحاجة إلى نقطة من مباراته الأخيرة. وفي المواجهة الثالثة أمام المنتخب القطري، لم يصل أي من الفريقين إلى شباك الآخر، وبعدما ظلت المباراة متعادلة النتيجة، حتى الدقيقة الرابعة والثمانين، تقدم المنتخب القطري بالهدف الذي هز الشباك السعودية، بعد طول صمود، وأصبح الخروج السعودي، على الأبواب، قبل أن ينجح الفريق في تسجيل هدف التعادل، الذي تكفل به المدافع القطري حامد شامي، قبل دقيقة من نهاية المباراة، ليحافظ “الأخضر” على النتيجة حتى نهاية المباراة ويصل إلى الدور نصف النهائي بعد أن حل ثانياً في المجموعة الأولى بعد منتخب الكويت. وفي الدور نصف النهائي كانت المواجهة متكافئة والظروف متشابهة بين منتخبي السعودية والإمارات، ولم يقدم الفريقان العرض اللائق، حيث ظلت المباراة محصورة في منطقة الوسط، معظم فتراتها، وبعد مرور عشر دقائق من الشوط الثاني، تمكن المنتخب السعودي، من استغلال خطأ أحد لاعبي الإمارات، في تسجيل هدف المباراة الوحيد، الذي جاء عن طريق اللاعب أحمد عباس، وظل محافظاً على هذه النتيجة حتى النهاية، وكان هذا الهدف كافياً، لكي تصل السعودية إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي. وفي المباراة النهائية خسر منتخب السعودية أمام الكويت بهدف نظيف ليأتي الأخضر في مركز الوصيف للبطولة الثانية على التوالي، بعد أن خسر في نهائي «خليجي 19» أمام منتخب عُمان بركلات الترجيح. وأثبت المنتخب السعودي خلال كأس الخليج بنسختها العشرين علو كعبه وشخصيته المتميزة، أنه قادر على تقديم المواهب في جميع الأوقات، وأصعب الظروف، وقدم خلال مباريات البطولة عروضاً كبيرة، وقدمت البطولة للمنتخب السعودي الأول العديد من الأسماء التي سيكون لها شأن في مستقبل الكرة السعودية، بعد أن تمكنت من التغلب على منتخبات مكتملة الصفوف. نجم الفريق: محمد الشلهوب عدن (الاتحاد) - دائماً ما يكون محمد الشلهوب اسماً متميزاً عندما يلعب بقميص المنتخب السعودي أو ناديه الهلال وفي هذه البطولة، كان كعادته النجم الأول في الفريق الجديد، وتمكن من تسجيل هدف في المباراة الافتتاحية، وأضاع ضربة جزاء في المباراة الثانية، وفي المباراة الثالثة بعد نزوله بديلاً تمكن من تغيير مسار المباراة لمصلحة فريقه، ويعتبر من النجوم المتميزين في هذه البطولة، وعلى الرغم من الخسارة أمام الكويت في النهائي مساء أمس إلا أن الشلهوب ورفاقه قدموا بطولة جيدة بكل المقاييس إذا وضعنا في الاعتبار النقص الكبير في صفوف الأخضر السعودي. بيسيرو تعرض المدرب البرتغالي بيسيرو للعديد من الانتقادات من قبل وسائل الإعلام السعودية بعد أن فشل في قيادة الفريق إلى كأس العالم الماضية، وتواصل النقد خلال فترة الإعداد للبطولة الحالية، عندما فضل استبعاد أهم لاعبي الفريق والدفع بوجوه شابة أثبتت جدارتها في تمثيل الأخضر، وتسود حالة من التوتر بين علاقة المدرب مع الإعلام السعودي الذي يطالب بعض منتسبيه بالتعاقد مع مدرب يملك سيرة ذاتية متميزة، ولكنه بنجاحه في قيادة الفريق الشاب إلى مركز الوصافة في البطولة قد يكون ساهم في تخفيف حالة التوتر وزيادة معدلات الثقة بين الطرفين، وفي الوقت نفسه يحسب للمدرب السعودي أنه أوجد عدداً كبيراً من اللاعبين الجاهزين الذين يمكنهم القيام بالدور المطلوب منهم في حالة غياب أي لاعب لظروف مختلفة مثل الإصابات خاصة أن المنتخب السعودي سوف يكون على موعد مع اختبار صعب عندما يشارك في نهائيات كأس آسيا بالدوحة. حقائق سعودية لعب المنتخب السعودي خمس مباريات في البطولة فحقق الفوز في مباراتين وتعادل مثلهما وخسر مباراة واحدة أمام الكويت مساء أمس في ختام البطولة. وسجل المنتخب السعودي ستة أهداف في البطولة عن طريق أسامة المولد ومحمد الشلهوب ومهند عسيري ومشعل الشلهوب والمدافع القطري حامد شامي في مرماه وأحمد عباس ودخل مرمى الفريق هدف واحد، وتعرضت الشباك السعودية لهدف في الدقيقة الرابعة والثمانين أمام قطر وهو الهدف الأول في مرمى السعودية منذ بداية البطولة الماضية وبعد أن حافظ على مرماه لمدة 714 دقيقة، ولكن شباك السعودية عادت لتهتز من جديد في الدقيقة 94 من المباراة النهائية بهدف كويتي بتوقيع وليد علي.