بسام عبد السميع (أبوظبي)
ترجّح التوقعات الحالية أن تصبح الإمارات أكبر مصدّر للكبريت في العالم بحلول عام 2020، بفضل المشروعات الطموحة التي يجري تنفيذها في هذا المجال، بحسب مؤسسة «سي آر يو جروب» العالمية المتخصصة في مجالات معلومات المعادن والتعدين.
وقال الدكتور بيتر هاريسون، المتحدث الرسمي لمؤتمر الشرق الأوسط للكبريت الذي يعقد للمرة الأولى في أبوظبي يوم الاثنين المقبل، إن دولة الإمارات تتمتع بمكانة فريدة تؤهلها للتعامل جيداً مع نسبة الطلب غير المتوقعة بعد، بفضل امتلاكها للبنية التحتية الضرورية لإنتاج الكبريت بكفاءة عالية، ما سيقدم فرصاً حقيقية لتوفير قيمة مضافة للسوق سواء وصل السوق العالمي إلى مرحلة الفائض أم العجز خلال الأعوام المقبلة.
وقال هاريسون في حوار مع «الاتحاد»: تعد الإمارات إحدى أكبر منتجي الكبريت في العالم، ويُتَوقّع أن تحافظ الإمارات على مركزها الرائد خلال العقد المقبل.
وأعلنت أدنوك في نوفمبر الماضي، عزمها رفع إنتاجها من البتروكيماويات بنحو ثلاثة أمثال المستوى الحالي بحلول 2025، ليصل إلى 11.4 مليون طن سنوياً من 4.5 مليون طن حالياً.
وتأتي الإمارات ضمن قائمة الدول الست الأكثر إنتاجاً للكبريت على مستوى العالم والتي تضم الصين والولايات المتحدة الأميركية وروسيا وكندا والمملكة العربية السعودية، ويتم إنتاج الكبريت في الإمارات عن طريق معالجة النفط والغاز من المركبات التي تحتوي على هذا العنصر مثل كبريتيد الهيدروجين الموجود في حقول النفط والغاز بنسب متفاوتة.
وتابع: يعقَد مؤتمر الشرق الأوسط للكبريت 2017 بين 12-16 فبراير في أبوظبي بهدف تسليط الضوء على الأهمية المتنامية لهذه السلعة الاستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم، ومساهماتها في تعزيز النمو الاقتصادي، وفتح الفرص والآفاق أمام قطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة وازدهارها وتعريف الشركات بالوسائل والطرق التي من شأنها أن تحقق للشركات الإماراتية فرص النجاح والتطور.
ولفت إلى أن المؤتمر سيسهم في تعزيز مكانة الدولة رائدة في إنتاج ونقل الكبريت والخدمات اللوجستية المرتبطة به، كما سيوفر المؤتمر منصة فريدة لتعزيز الحوار البناء بين المورّدين والمستهلكين بهدف اتخاذ جميع الإجراءات التي تكفل استقرار هذا القطاع المعروف بطبيعته المتقلبة، منوهاً إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك هي الراعي البلاتيني للمؤتمر الذي تنظمه سي آر يو إيفينتس التابعة لشركة معلومات الأعمال سي آر يو جروب والمختصة بالأعمال العالمية في مجالات المعادن والتعدين والأسمدة والتحليل.
وتوقع هاريسون أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وبشكل خاص دولة الإمارات نمواً باهراً في نسبة تزويد الكبريت خلال عام 2018، ما يسهم في جعل المنطقة من أهم مصادر الكبريت عالمياً.
وقال: باعتبار الكبريت من المنتجات الثانوية التي تتأثر بالقطاعات الأخرى، ثمة دائماً احتمالات للوصول إلى فائض في الإنتاج أو حتى عجز على حد سواء، لذا التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بمنهج عالي الكفاءة لإنتاج ونقل الكبريت محافظةً على بقاء التكاليف بنسبة منخفضة، ما ساهم في تعزيز مكانة الدولة الرائدة بغض النظر عن مستوى استقرار سوق الكبريت الذي يعتمد كلياً على القطاعات الأخرى.
وأفاد بأن البحث عن استخدامات جديدة للكبريت بدأ منذ ستينيات القرن الماضي، وقد تم فعلياً اكتشاف الكثير من تلك الاستخدامات مثل إنتاج الأسمدة بالإضافة إلى مواد البناء الكبريتية، إلا أنه لم يتبن الكثيرون تلك المنتجات بسبب نسبة الفائض قصير الأمد، علاوة على ذلك، اعتبرت قيمة الكبريت كافية لبيعه كسلعة مستقلة بعيداً عن الاستخدامات البديلة، ولذلك، كانت هناك حاجة لزيادة قيمة الكبريت بشكل أكبر من خلال الاعتماد على تقنيات التسويق المبتكرة.
كما يمكن الاستفادة من الكبريت في عدة استخدامات منها مواد البناء أو إنشاء الطرقات، ما ينشئ سوقاً متخصصاً، وإذا رصد المنتجون قيمة أكبر، من المحتمل أن يواصلوا اكتشاف الفرص المتاحة في تلك القطاعات، ما سيخفف عبء نسبة الفائض في الكبريت.
وتابع هاريسون: عملاً على المنهج ذاته ولتكوين فرص عمل مثمرة ومنتجة، تحتل الفعاليات الضخمة مثل مؤتمر الشرق الأوسط للكبريت 2017 أهمية كبرى، حيث يجمع الحدث بين كافة الشركاء المعنيين وأصحاب المصلحة الرئيسيين بهدف إجراء مناقشات وحوارات مهمة ورئيسة لتطوير القطاع والاستفادة من القطاعات الأخرى.
عدد اليوم
