سامي عبدالرؤوف (دبي)
جمعت هيئة الهلال الأحمر، بالتعاون والتنسيق مع 4 جهات خيرية في دبي، بعد ظهر أمس الجمعة، في 200 موقع في إمارة دبي، ومساجد الإمارة، التبرعات والمساعدات ضمن فعاليات اليوم المفتوح لحملة «عونك يا يمن « لدعم الشعب اليمني الشقيق، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله). وشهدت الحملة إقبالًا جماهيرياً كبيراً على مراكز التبرع في دبي، وساهم أشخاص من مختلف الجنسيات في دعم الحملة عن طريق التبرع عبر المندوبين المنتشرين في المراكز والأسواق التجارية، حيث قام المواطنون والوافدون من الجنسين خاصة من قبل النساء بالتبرع وتقديم المساعدة.
وكان الملفت خلال جولة « الاتحاد»، على العديد من مراكز التبرع في دبي، زيادة إقبال الأجانب والسائحين على التبرع أو السؤال عن الحملة وأهدفها وأهميتها، مشيرين إلى أن حملة الإمارات الداعمة لليمن تجسد نموذجاً عالمياً في مساعدة وإنقاذ المتضررين من الحروب والأزمات المنتشرة في الكثير من مناطق العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط. كما شهدت مراكز التبرع في دبي، حضوراً واضحاً للأطفال وطلاب المدارس الذين تبرعوا بمصروفهم المدرسي، أو بما تحتويه حصالاتهم من نقود، معتبرين ذلك ضرورة لمساعدة أطفال وطلاب اليمن الذين حرموا من حياة الطفولة بمعناها الجميل. وتأتي حملة (عونك يا يمن)، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة ، حفظه الله، تعزيزاً للدور الإنساني الذي تضطلع به الإمارات حالياً لتخفيف المعاناة على الساحة اليمنية، ومساندة الأشقاء اليمنيين على تجاوز ظروفهم الراهنة، من خلال توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية، وتؤكد حرص سموه على إظهار أكبر قدر من التضامن مع المتأثرين من الأحداث، ولفت الانتباه لصعوبات الحياة التي يواجهونها، والإسراع بإعادة أوضاعهم إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.. وتنظم هذه الحملة، هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وبالتنسيق مع الكثير من الجمعيات الخيرية على مستوى الدولة، لجمع التبرعات لدعم ومساندة الأوضاع الإنسانية في اليمن.
تفاعل كبير
وقال محمد الزرعوني، مدير فرع هيئة الهلال الأحمر في دبي، إن « هناك تفاعلاً منقطع النظير من الجميع في دبي ،مؤسسات ، وأفراد، ولذلك رفعنا مواقع ومنافذ التبرع من 180 موقعاً كانت محددة سلفا إلى 200 موقع ونقطة جمع تبرعات، وذلك استجابة للتفاعل الذي شهدناه، وجسد ذلك التفاعل تبرع مؤسسة بنك دبي الإسلامي الإنسانية، بـ 10 ملايين درهم، وتبرع مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الإنسانية والخيرية بمليوني درهم، وقدمت جمعية دار البر مليون درهم».
وأشار الزرعوني، إلى أن الهيئة قامت بالتنسيق مع شركائها الإنسانيين في الدولة وإشراك الجميع في فعاليات الحملة حتى تحقق أهدافها وتفي بمتطلبات الساحة اليمنية من العمليات الإغاثية والبرامج التنموية التي تحتاج للمزيد من تضافر الجهود وتوحيدها نسبة للأثر الكبير الذي أحدثته الأزمة في حياة اليمنيين ووضعهم الإنساني.
وذكر أن هناك باخرة تضم كميات كبيرة من الموارد الغذائية في طريقها إلى اليمن، مشيراً إلى أن مساعدات حملة « عونك يا يمن» تركز على توفير المساعدات الغذائية والصحية، وستبدأ مباشرة، حيث أنها ستكون امتداداً لجسر المساعدات التي توفره دولة الإمارات لليمنيين منذ بداية الأزمة الحالية، أما المرحلة الثانية فتتعلق بالمستلزمات التعليمية التي ستوزع على مدارس في عدن، وتضم قرطاسيات وحقائب وأدوات مدراسية.
وكشف الزرعوني، أن أول دفعة من الحقائب لطلاب المدارس في اليمن، التي تضم 50 ألف حقيبة مدرسية، سيتم إرسالها إلى هناك بعد عيد الأضحى المبارك مباشرة، منوها إلى أنه يوجد لدى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات في مستودعاتها في عدن، تكفي 150 ألف أسرة يمنية بما يعادل 800 ألف يمني.
شحنات إغاثية
من جهته، أعلن خالد علي بن زايد، عضو مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، عن تبرع المؤسسة بمليوني درهم لمصلحة حملة (عونك يا يمن)، مشيرا إلى أن المؤسسة قدمت شحنات المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة تجاوزت 505 أطنان من المواد الغذائية شملت السكر والأرز وزيت الطعام والعدس ومعلبات ومواد بقولية.
وأوضح ابن زايد، أنه تم شحن هذه المواد الإغاثية عن طريق البحر للإسراع في توزيعها ووصولها للمحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة هناك وستوزع المواد الغذائية على شكل طرود غذائية للأسر المستفيدة.
وذكر أن المؤسسة تعتزم في الفترة المقبلة توفير الكثير من الطرود الغذائية لمساعدة المزيد من المحتاجين اليمنيين.
من جهته، قال أحمد مسمار، أمين سر جمعية دبي الخيرية، إن « الجمعية تشارك في حملة دعم اليمن، من خلال 15 موقعاً في العديد من نقاط جمعيتي الاتحاد والإمارات ومراكز التسوق، مثل ابن بطوطة مول، والبرشا مول، ومركز أبوهيل، بالإضافة إلى 15 موقعاً آخر في محطات الوقود، تواجدت فيها « طاولات» من السادسة مساء وحتى منتصف الليل».
وأشار مسمار، إلى أن جمعية دبي الخيرية تعتزم تقديم مساعدات إغاثية إلى هيئة الهلال الأحمر، لمصلحة حملة دعم اليمن، بعد أن سلمت « الهيئة» 12,5 طن من المواد الغذائية لمصلحة حملة دعم اليمن، بواقع 2,5 طن من الدقيق، و10 أطنان من الأرز، بالإضافة إلى 640 كرتونة من معجون الطماطم «.
ونوه مسمار، إلى أن الجمعية قامت أيضاً خلال الأسبوع الماضي بتسليم فرع الهلال الأحمر في دبي 550 كيس سكر، يضم كل كيس نحو 10 كيلوجرامات.
متبرعون من دبي يثمنون دور الإمارات في دعم اليمن
ثمن مجموعة من المتبرعين، الذين تحدثوا إلى «الاتحاد» من مواقع التبرع في دبي، الدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات بتوجيهات من القيادة الرشيدة لدعم شعب اليمن، مشيرين إلى أن المساعدات التي أمر بها صاحب السمو رئيس الدولة، وما زالت تتدفق إلى هناك ومستمرة، بفضل دعم القيادة الإماراتية والشعب والمقيمين على أرض الدولة. ووجهوا الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، منوهين إلى ما يقوم به الشعب الإماراتي وتفاعلهم الكبير مع حملة الإغاثة التي تنفذها الدولة لشعب اليمن في الظروف الحالية الصعبة. ونوه المتبرعون، إلى أهمية الدور الذي قام به رجال الأعمال وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، في دعم الحملة ومجالات العمل الخيري داخل وخارج الدولة.
وقال المواطن علي الجسمي، «تبرعت لمصلحة تلك الحملة للمساهمة في مساعدة الأشقاء اليمنيين وفي إطار المسؤولية الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية والوقوف إلى جانب الإخوة الأشقاء في اليمن» وقالت إحدى المواطنات: إنها تقدم هذا التبرع لمساعدة الأشقاء في اليمن والوقوف إلى جانبهم في محنتهم».
طفولة الإمارات تقدم الذهب
جاءت الطفلتان آمنة وأختها عائشة عبدالجواد الجسمي، إلى مركز التبرع لحملة (عونك يا يمن)، في مردف سيتي سنتر، ومعهن والدتهن، يحملن مشغولات ذهبية عديدة، تضم ساعة رولكس، وعقداً وحلقاً وخاتماً وأسورة، وغير ذلك، ويطلبون أن يأخذها متطوعو هيئة الهلال الأحمر لصالح الأشقاء في اليمن. وأكد محمد الزرعوني، مدير فرع الهيئة الهلال الأحمر في دبي، أن هذين الطفلتين، تجسدان حالة التعاطف الذي يكنه شعب الإمارات للأشقاء في اليمن بما في ذلك الأطفال الذين كانت لهم كلمة في فعاليات اليوم المفتوح لحملة دعم اليمن، مشيراً إلى أن أباء وأمهات الإمارات يعلمون أولادهم الوقوف جانب الشقيق والغريب، والقريب والبعيد، ما دمنا قادرين على القيام بذلك. وأشار إلى أن عائلة أسترالية، قامت بالتبرع لصالح الحملة، حيث قدم كل فرد منهم مبلغا معينا، لافتاً إلى أن هناك العديد من ورثة أغنياء ورجال أعمال تبرعوا بمبالغ كبيرة لصالح دعم اليمن.
«حق إخوتي
في اليمن»
قال محمد الزرعوني، مدير فرع هيئة الهلال الأحمر في دبي، إن « الحملة تشهد تجاوبا كبيرا من كل الناس، كبارا وصغارا، مواطنين ومقيمين، رجالا ونساء، حتى أن السائحين أتوا إلينا يتبرعون أو يسألون عن الحملة».
وأضاف: « كان من الملفت أن جاءت طفلة إماراتية عمرها 6 سنوات وقدمت حصالتها إلينا تبرعا لأطفال اليمن، وعندما سألناها عن اسمها، رفضت أن تخبرنا واكتفت بكلمات بسيطة، وهي:» ده حق اخواتي في اليمن».
ونوه الزرعوني، إلى أن من بين المواقف التي شهدناها في دبي، أن جاءت عائلة يمنية بالصدفة إلى مردف ستي سنتر، فسمعت عن الحملة، فجاءت واستفسرت، ثم ذهبت واشترت كميات كبيرة من الملابس، لمصلحة إخوانهم في اليمن، وقدمتها للهلال الأحمر ليتولى إرسالها.
عدد اليوم
