السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العنابي» يتفوق بـ «الضغط العالي» والأطراف والروح القتالية

«العنابي» يتفوق بـ «الضغط العالي» والأطراف والروح القتالية
12 سبتمبر 2011 11:07
أمين الدوبلي (أبوظبي) - قبل ضربة بداية “السوبر”، كانت أغلب الترشيحات تصب في مصلحة الجزيرة للفوز باللقب، مقابل نسبة محدودة للغاية، رجحت كفة الوحدة، على ضوء ظروف الغيابات المؤثرة في “العنابي”، ولكن “أصحاب السعادة” قلبوا الموازين، وضربوا بالترشيحات عرض الحائط، وكتبوا كلمة “النصر”، وفي المقابل تعطل “الفورمولا”، وسقط في دوامة الخسارة، لتأتي الرياح بما لا يشتهيه بطل الثنائية. ورغم أن الفوز جاء بركلات الجزاء الترجيحية، وبعد معاناة طويلة، إلا أن الوحدة يستحق الفوز للعديد من الأسباب، والجزيرة في المقابل لا يستحق التتويج، لأنه قدم عرضاً يعتبر واحداً من أسوأ مباريات الفريق في السنوات الثلاث الأخيرة. “أصحاب السعادة” فازوا لأنهم تمسكوا بالواقعية، وكانوا الأسرع والأكثر فرصاً، والأكثر انضباطاً دفاعاً وهجوماً، وفي التمركز بوسط الملعب والدفاع تحديداً، وبحساب العطاء والجري في الملعب فقد تحركوا أكثر من لاعبي الجزيرة، ولا يجب أن ننسى هنا القراءة الفنية العالية من النمساوي هيكسبيرجر مدرب الوحدة للقاء، والمفاجآت التي أعدها ساهمت في إرباك حسابات الجزيرة. المفاجأة الأولى التي وضحت مع الثانية الأولى للقاء، هي الضغط “العالي” الهجومي لـ”العنابي” من الطرفين والعمق، والتسديد من كافة الزوايا، وفي الدقائق الخمس الأولى أهدر “العنابي” فرصتين للتهديف، تم حصل على ركلة جزاء بعد ذلك مباشرة، ورغم أن هوجو أضاعها، إلا أن الفريق لم يتوقف عن ضغطه الهجومي، ولم يترك أي مساحات أمام لاعبي الجزيرة لاستعادة التوازن. المفاجأة الفنية الثانية، تمثلت في الاستغلال الأمثل للطرفين من “العنابي”، حيث قدم الشحي وعيسى سانتو واحدة من أفضل مبارياتهما في السنوات الأخيرة، بفضل تحركات ودعم هوجو للشحي من الخلف، وماجراو لسانتو من اليمين، وفي حالة الهجمة المرتدة على “الوحدة” كان مجراو يعود ليقوم بدور الارتكاز لغلق منطقة المناورات أمام دياكيه ودلجادو في وسط الملعب، وبناء عليه أوقف مدرب الوحدة اندفاعات صرفي الجزيرة، واستغل أخطاءهما، ونقل اللعب عندهما من ناحية أخرى. هكذا كانت المفاجآت المؤثرة في الملعب، والتي لم تقتصر على المناورات فقط، مثل استدعاء إسماعيل مطر، والدفع به في الدقائق الخمس الأخيرة، واقتصر تأثيرها على الجانب النفسي والمعنوي للاعبين، أما عن أسلحة الفوز التي استغلها الوحدة فهي كثيرة، بعضها من ابتكار لاعبي الوحدة واستعداداتهم، والبعض الآخر باللعب على أخطاء لاعبي الجزيرة وظروفهم التي لم تكن مواتية في مرحلة الإعداد للموسم الجديد، ومن أسلحة تفوق “العنابي” سلاح اللياقة البدنية الذي كان في صالح الوحدة، واستغله المدرب هيكسبيرجر في ترجيح كفة فريقه والدفاع بأكبر عدد من اللاعبين لإيقاف خطورة المهارات الهائلة عند لاعبي الجزيرة، والاندفاع نحو الهجوم، بعدد معقول عند التحول السريع من الدفاع للهجوم. ويضاف إلى ذلك سلاح الروح القتالية العالية، نتيجة الدفع بعدد كبير من الوجوه الجديدة ولاعبي الصف الثاني من بداية اللقاء، بعد إيجاد الحافز لديهم جميعاً، مثل خالد جلال ووليد اليماحي، وعيسى أحمد، وداهية الشوط الثاني عامر عمر الذي شتت أفكار دفاع الجزيرة بحركته الدائبة، والمهارات العالية، والتسديد من كل الزوايا، وهو الأمر الذي ساهم في إعادة الفريق للمباراة، بعد أن تسبب في ركلة الجزاء الثالثة. إرادة النصر وهناك أيضاً سلاح الواقعية والتمسك بإرادة الفوز وأمل التفوق، رغم كل الظروف الصعبة، خاصة أنه من الصعب للغاية أن نتخيل فريق الوحدة دون إسماعيل مطر، وحمدان الكمالي، وبشير سعيد، وحيدر ألو علي، وفهد مسعود، وبيانو يلاقي الجزيرة بكل نجومه، ثم يفوز عليه في مباراة بطولة، أو حتى يتعادل معه، نظراً لعدم وجود تكافؤ في الأسماء والخبرات والمواهب وحتى القيمة المادية، ورغم ذلك كان من الواضح أن “الثعلب” هيكسبيرجر يعرف عن الجزيرة وأحواله الأخيرة، أكثر مما يعرفه مدرب “الفورمولا” نفسه، وجهز نفسه لاستغلال القصور في الإعداد، وضيق الفترة الزمنية التي يمكن أن تحقق الانسجام بين أفكار المدرب واللاعبين، وكذلك لاعبي الدفاع بعد انضمام لوكاس نيل لهم في المرحلة الأخيرة، ويحسب لبيرجر أن مناوراته في التصريحات الصحفية كانت لها التأثير الكبير أيضاً، خاصة أنه قال في كل تصريحاته إن فرص الجزيرة، هي الأكثر، وأن مجرد الوصول لركلات الجزاء الترجيحية إنجاز، وأنه سوف يعتمد على تأمين الدفاع قبل أن ينظر للشق الهجومي، لأنه يواجه لاعبين من ذوي الكفاءات الخاصة. جزراوية خارج “الفورمة” وفيما يخص الجزيرة، ورغم أن الخسارة جاءت بالركلات الترجيحية، إلا أن الفريق وقع في العديد من الأخطاء، وكان 7 لاعبين منه بعيدين عن “الفورمة” تماماً، وهم جمعه عبد الله، ولوكاس نيل، وصالح عبيد في الدفاع، ودلجادو ودياكيه وسبيت خاطر في الوسط، وباري في الهجوم، وعندما يكون هناك فريق يضم 7 لاعبين خارج “الفورمة” البدنية والفنية، فإنه يكون معرضاً للخسارة، حتى لو أنه يضم أفضل لاعبي العالم، بدليل أننا إذا سألنا من هو أفضل لاعب في الجزيرة، في المباراة، فلم يجد أحد أي عناء في القول إنه الحارس خالد عيسى، ولن يختلف عليه اثنان، وإذا كان السؤال: هل رأيتم دياكيه وسبيت وباري ودلجادو، وهل شعرتم بهم كمحاور لعب الفريق الجزراوي؟ فإن الإجابة واضحة أيضاً، وهي لم نشعر إلا بدياكيه مرتين طوال الـ 90 دقيقة، وليتنا لم نر باري على هذه الحالة البدنية والفنية، والتي أثبت من خلالها أنه بحاجة إلى عمل شاق وطويل، حتى يستعيد ما كان عليه في لقاء نهائي الكأس الموسم الماضي على ستاد مدينة زايد الرياضية والذي فاز فيه الجزيرة برباعية في ظل وجود عدد كبير من نجوم الوحدة. التفاهم المفقود السبب الثاني والأهم في خسارة الجزيرة للمباراة بمنتهى الوضوح، هو عدم وجود التفاهم الكافي، أو الانسجام بين لاعبي خط الدفاع الجزراوي، خصوصا بين قلبي الدفاع لوكاس نيل وجمعة عبد الله، وتسبب في ذلك في وقوع الكثير من الأخطاء، لسوء التغطية بدليل احتساب 3 ركلات جزاء للوحدة في اللقاء، وهي من المرات النادرة جداً التي يحتسب فيها 3 ركلات جزاء على الجزيرة “المرعب”. البطء الشديد والسبب الآخر في خسارة الجزيرة، هو البطء الشديد في صناعة الهجمة، وفي التحول من الدفاع للهجوم، وهو الناتج عن عدم التحرك المناسب، أو التمركز السليم من لاعبي الوسط والهجوم لفتح زوايا تمرير، وهو الأمر الذي كان يطالب به المدرب طوال الأيام الأخيرة قبل المباراة. الواجبات الدفاعية يضاف إلى ذلك عدم عودة عدد من لاعبي الوسط والهجوم للقيام بالواجب الدفاعي عند الهجوم المعاكس، وربما يكون هذا الأمر مرتبطاً بالإعداد البدني، وعدم وصول الحالة البدنية للفريق إلى المستوى المطلوب، خاصة أنه لم يتم السفر في معسكر خارجي طويل هذا الموسم، مثلما كان يحدث في كل مرة. منحه 7,8 من 10 درجات مسلم أحمد: عبد الكريم لم يحتسب ركلتي جزاء للوحدة وهدف الجزيرة غير صحيح أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد الحكم الدولي السابق مسلم أحمد محلل قناة “أبوظبي الرياضية” أن طاقم التحكيم الذي أدار مباراة “السوبر” أمس الأول، وضم محمد عبد الكريم للساحة وساعده صالح المرزوقي، ومحمد عبد الله يستحق 7,8 درجة للأول و8 درجات و8,5 درجة للمساعدين على الترتيب، لقوة المباراة وأهميتها بوصفها “ديربي” رغم عدم احتسابه لضربتي جزاء صحيحتين للوحدة وهدف غير صحيح للجزيرة، وهنا أبرز الحالات. ركلة الجزاء الأولى في المباراة والتي احتسبت لمصلحة الوحدة لم توضح الإعادة إن كانت صحيحة أو خاطئة، واعتمد فيها الحكم على تقديره، أما الحالة الثانية فكانت ضربة جزاء لم تحتسب للوحدة في الدقيقة 21 عندما كان هناك تعمد في لمس صالح عبيد للكرة بيده، حيث كانت اليد ممدودة، وليست في وضعها الطبيعي، وهي ضربة جزاء واضحة لم تحتسب رغم تمركز الحكم الصحيح. والحالة الثالثة كانت في ضربة جزاء صحيحة احتسبت للوحدة لدخول صالح عبيد بإهمال على مهاجم الوحدة محمد الشحي، ويحسب على الحكم تأخره في اتخاذ القرار، والحالة الرابعة ضربة جزاء لمصلحة الوحدة لم تحتسب في الدقيقة 31 عندما ركل جمعة عبد الله قدم سعيد الكثيري. وفي الحالة الخامسة احتسب الحكم هدفا غير صحيح للجزيرة، لأنه جاء من تسلل واضح لحظة تمرير الكرة من الزميل، أما هدف الجزيرة الثاني فكان صحيحاً، وهو من اللعبات الدقيقة لوجود ورق أبيض في الملعب، كما أن الكرة بيضاء، ووفق فيه المساعد الثاني في المكان المناسب، وهو شبيه بهدف ألمانيا في إنجلترا ببطولة كأس العالم الأخيرة وغادرت إنجلترا على أثره البطولة. واعتبر مسلم أحمد ضربة الجزاء التي احتسبت للوحدة وجاء منها هدف الفريق الثاني صحيحة، لكن الحكم اخطأ في عدم طرد المدافع جمعة عبد الله لوجود فرصة تسجيل هدف حقيقية للمهاجم عامر عمر قبل أن يتعرض للعرقلة، لكن الحكم نجح في عدم منح دياكيه ركلة جزاء في الدقيقة 88 بعد “مكاتفة” عادية مع المدافع وليد عبد الله. 11 وحدة تدريبية لا تكفي فيركوتن أبوظبي (الاتحاد) – تولى مدرب الجزيرة البلجيكي فرانكي فيركوتن مسؤولية الفريق عقب الدورة الودية الدولية، وتحديداً في الأول من سبتمبر الجاري، وقاد الفريق في وحدة واحدة قبل السفر للمعسكر القطري، الذي تدرب فيه الجزيرة 8 وحدات صباحية ومسائية، ثم عاد وقاد التدريبات في وحدتين فقط، ولأن المدرب ظلمته الظروف في عدم وجود الفترة الكافية للتعرف أكثر على إمكانات فريقه، وإمكانات منافسيه أيضاً، فلا يجب أن نقسو عليه في مباراته الأولى، لأنه لم يحصل على الفرصة الكاملة قبل التقييم، فقد جاء في ظروف صعبة بعد اعتذار الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا الذي تولى تدريب منتخب التانجو. هيكسبيرجر يكسب بـ «المناورة» أبوظبي (الاتحاد) – عندما سألنا المدرب النمساوي هيكسبيرجر في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، كم عدد لاعبي الوحدة المصابين الذين يمكن اعتبارهم خارج حسابات اللقاء، رد بكلمة واحدة قائلاً: لم أجد وقتاً حتى أحصيهم؟، وليس هذا ما يشغلني، لأن ما يهمني هو بناء فريق قادر على مواجهة الجزيرة. وعندما نظرنا في التشكيلة الأساسية للفريق قبل بداية المباراة وجدنا أن النقص العددي لا يتوقف فقط عند المصابين، وهم حمدان الكمالي، وحيدر ألو علي، وإسماعيل مطر، أو المنضمين للمنتخب الأولمبي، ولكنه امتد للاعبين مهمين كانوا موجودين في الإعداد، ولكنهم لم يصلوا للحالة الفنية التي يتمناها، وهما بشير سعيد في الدفاع وفرناندو بيانو في الهجوم، وكان لديه الجرأة الكافية في اتخاذ هذا القرار رغم نقص الخبرات الواضح في الفريق. الثلاثي الدولي والسؤال الصعب أبوظبي (الاتحاد) – بدأ الجزيرة استعداداته للموسم الجديد منذ أكثر من شهر، حتى جاءت مباراة السوبر، وطوال تلك المرحلة لم يتمكن المدرب فيركوتن من التعرف على لاعبي المنتخب الأول، الثلاثي سبيت خاطر، وخالد سبيل، وأحمد جمعة، لأنهم كانوا متواجدين دائماً مع المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ورغم ذلك عندما عاد اللاعبون، ورغم حالتهم النفسية السيئة في أعقاب الخسارة من لبنان، كما أن المدرب كان يعتمد على لاعبين آخرين يعرفهم ويعرفون طريقة لعبة طوال فترة الإعداد، إلا أنه دفع بإثنين من لاعبي المنتخب، من بداية اللقاء، رغم مشاركتهم مع الفريق في حصتين تدريبيتين فقط، وهما خالد سبيل وسبيت خاطر، وكلاهما لم يظهر بمستواه المعروف عنه، وفي مثل هذه الأمور سابقاً كان المدرب البرازيلي آبل براجا لا يعطي الأولوية إلا للاعب الذي يتدرب تحت يده، ويعرف ماذا يريد، وهنا نتساءل هل كان هذا القرار موفقاً؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©