الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لؤلؤة: الأعاجم اتخذوا الحروف العربية لكتابة لغاتهم

30 نوفمبر 2006 01:35
د·سلمان كاصد: استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي المترجم الدكتور عبدالواحد لؤلؤة في محاضرة بعنوان ''الترجمة وإشكالية المصطلح''· في بداية المحاضرة تحدث الدكتور لؤلؤة عن مفهوم مصطلح الترجمة والتفريق بينه ومصطلح ''النقل''، وخصائص كل منهما كما جاء في المعاجم والشعر العربي، قائلاً: ''الترجمة بجذرها الهيروغليفي'' صارت تعني سيرة الشخص وأعماله في الكتابة العربية، لكن الجاحظ يفضل عليها كلمة ''النقل'' من لغة الى أخرى، ويبدو أن كلمة الترجمة بمعنى النقل بقيت هي السائدة حتى عصرنا الحاضر، وقد استعملها المتنبي في قصيدة مشهورة له في وصف جيش ممدوحه سيف الدولة: تجمع فيه كل نسل وأمة فما يفهم الحداث إلا التراجم والترجمة - كما يقول لؤلؤة - لها شروط عامة يجب أن تتوافر لدى المترجم، إلى العربية في هذا الحديث· ثم يفصل لؤلؤة في شروط المترجم التي يرى أنها تتعدد إلى أولاً اتقان اللغتين، لغة النص الأجنبي واللغة العربية التي ينقل إليها، والشرط الثاني معرفة عميقة بثقافة اللغتين من تاريخ وأمور اجتماعية، والشرط الثالث معرفة طيبة بلغات أخرى قريبة من لغة النص واللغة العربية، معتبراً أن التقصير في أحد هذه الشروط أو جميعها يؤدي الى ترجمة ضعيفة أو مغلوطة· أما شروط الناقل (المترجم) فيرى لؤلؤة أن الثقافة العامة ضرورية وهي تعين على استيعاب النص كأن يكون الناقل معنياً بالآداب والعلوم الإنسانية، ثم تطرق لؤلؤة إلى العنصر الثالث والمهم في عملية الترجمة، وهو قضايا المصطلح وذلك من منظور تجربته خاصة في الترجمة من الإنجليزية الى العربية وبالعكس، معتبراً ضعف اللغة العربية عند المترجم يؤدي الى نص غير مستساغ إن لم يكن غير مفهوم· مع افتراضه أن ''الحروف الأعجمية'' تعتبر قضية لا يمكن تجاوزها في النقل الى العربية· فيقول: ثمة حروف صوامت أربعة لا وجود لها في النطق العربي الفصيح، إذا اعتمدنا لغة قريش التي نزل بها القرآن الكريم وهذه الصوامت هي ِ·ًّ·ه·كو ويقابلها الباء المعجمة، والفاء المعجمة، والكاف المعجمة، والجيم المعجمة ،وكل ذلك بسبب دخول الأعاجم من فرس وهنود وغيرهم إلى الإسلام، واتخذوا الحروف العربية لكتابة لغاتهم فلم يجدوا في العربية حروفاً تمثل هذه الصوامت فحوروا في رسمها قليلاً لتناسب نطقهم· ثم تحدث لؤلؤة عن طرائق سلامة النقل قائلاً: ''إن التزام العربية الفصيحة مفردات ونطقاً دون العاميات في اللهجات التي تغير في نطق المخارج الصوتية، يضمن سلامة النقل صورة ومفهوماً، الى جانب تغلغل العامية، وقلب لفظ بعض الحروف مما يؤثر في دقة الترجمة عموماً، ولا يسلم منها نقل المصطلح هذا بالإضافة الى الجهل باللغة الأجنبية عند بعض النقلة، مما يغير شكل ومعنى المفردة المنقولة أو المصطلح كما يقول - لؤلؤة· يضيف الدكتور عبدالواحد لؤلؤة: في ترجمة المصطلح الى العربية يكون لهذه الأمور جميعاً أثر في دقة الترجمة عند إيجاد المقابل للمصطلح الأجنبي علمياً كان أو أدبياً أو فلسفياً، وترجمة المصطلح تخضع للنحت وهذا النحت يجب أن يراعي قواعد اللغة العربية من نحو وصرف واشتقاق كما يجب أن يراعي الذوق في اللفظ وتجنب الحوشي والتقعر· ويذكر لؤلؤة أن ترجمة المصطلح من لغة أجنبية الى العربية تشكل صعوبة في بعض الأحيان مما يستوجب الالتجاء الى التعريب، وإن ذلك الأمر لا يكاد يوجد في اللغات الأوروبية لسبب بسيط وهو أن لغات أوروبا الغربية قد تطورت عن اللاتينية أساساً· يقول لؤلؤة: إن تفضيل مصطلح عربي سليم يحترم االلغة العربية ويراعي الذائقة واحتمال الانتشار لا يعني تعصباً كما كان يجري إلى عهد قريب في اللغة الألمانية، فمثلاً كان الألمان يتحدثون بمصطلحات طريفة عن (الرائي من بعيد) و (المتكلم من بعيد) لكن هذه تغيرت مؤخراً· كما ناقش المترجم الدكتور لؤلؤة مجموعة من المصطلحات الحديثة نسبياً مثل: مصطلح ''التسامي'' و ''عصر التنوير'' و ''تداعي المعاني'' في النقد الأدبي معتبراً هذه المصطلحات غير دقيقة مما يمكن استبدالها طارحاً مبررات الاستبدال هذا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©