وصلت مفاوضات السلام حول مستقبل شرق أوكرانيا أمس إلى طريق مسدود بعد إعلان الانفصاليين إجراء انتخابات في نوفمبر في معقلهم، فيما يسود الهدوء على خط الجبهة.
والإعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية في 2 نوفمبر في منطقتي لوجانسك ودونيتسك الانفصاليتين، حيث أوقعت المعارك بين المتمردين والعسكريين أكثر من 3200 قتيل منذ أبريل، يشكل ضربة قاسية لرئيس الدولة الأوكراني بترو بوروشنكو الذي عرض على الانفصاليين مبدأ الحصول على «وضع خاص» لمدة ثلاث سنوات.
وقال متحدث عسكري باسم حلف شمال الأطلسي أمس، إن الحلف رصد انسحاباً ملموساً للقوات الروسية من أوكرانيا، لكنّ عدداً كبيراً من القوات الروسية ظل متمركزاً على مقربة.
وقال اللفتنانت كولونيل جاي جانسن في رد بالبريد الإلكتروني على طلب من رويترز للتعليق «حدث انسحاب».
وأضاف «بعض القوات الروسية ما زالت داخل أوكرانيا.
يصعب تحديد أعدادها لأن الانفصاليين الموالين لروسيا يسيطرون على عدد من المعابر الحدودية والقوات تتقدم وتتقهقر بشكل متكرر عبر الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل القوات الروسية الخاصة في أوكرانيا ويصعب رصدها».
وخطة بوروشنكو الهادفة إلى منح الانفصاليين حكماً ذاتياً أوسع، كانت تنص على إجراء انتخابات محلية في السابع من ديسمبر وإصدار عفو مشروط عن المقاتلين.
ومنذ إقرار البرلمان الأوكراني في 16 سبتمبر قوانين تتيح تطبيق هذه الاقتراحات، كانت السلطات الأوكرانية تنتظر جواب الانفصاليين عليها، مع قيام مفاوضات لإقرار هدنة طويلة الأمد بين الطرفين.
وعلى الصعيد العسكري، يواصل الجيش والمتمردون سحب مدافعهم من خط الجبهة.
وعبر سحب قطع المدفعية تدريجياً، سيمكن إقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على طول خط الجبهة.
لكن وقف إطلاق النار لم يكن محترماً تماماً.
فقد قُتل أحد سكان دونيتسك في معارك أمس ليكون أول قتيل مدني منذ التوقيع السبت في مينسك على خطة سلام من قبل كييف وموسكو والانفصاليين.
من جهة ثانية، أسفر النزاع في أوكرانيا عن 3245 قتيلاً، بحسب حصيلة جديدة للأمم المتحدة، وضعت في 21 سبتمبر وعرضها ايفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام المكلف حقوق الإنسان، أمس الأول في جنيف أمام مجلس حقوق الإنسان.
وفي موازاة ذلك، يخشى الأوروبيون اقتراب فصل الشتاء بسبب احتمال أن تترك حرب الغاز بين موسكو وكييف تداعيات عليهم.
وسيعقد الأوكرانيون والروس والأوروبيون محادثات جديدة الجمعة في برلين حول موضوع الغاز.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام روسية أمس أنه عثر على أربع جثث في أرض خالية بالقرب من دونيتسك، واتهمت العسكريين الأوكرانيين بتعذيب وقتل مدنيين، لكن جيش كييف نفى ذلك بشكل قاطع.
وقالت شبكة التلفزيون الروسية «ان تي في»، إن متمردين عثروا على جثث ثلاث نساء ورجل بالقرب من قرية كومونار شرق دونيتسك معقل الانفصاليين.
ولم يتم دفن الجثث لكن وضع بعضها في حفر.
وقالت وسائل الإعلام الروسية إنه لا يمكن التعرف إلى هؤلاء الضحايا ولا كيف قتلوا، ومن نقلهم إلى هذه الأرض الخالية القريبة من موقع كانت تسيطر عليه حتى فترة قصيرة القوات الأوكرانية.
وفي كييف، ندد المتحدث العسكري اندري ليسنكو بـ «الاستفزاز المخطط له بشكل جيد»، بينما نفى الجيش في بيان أي تورط له ودان «مثالاً جديداً على حملة تشويه تقوم بها وسائل الإعلام الروسية».
(كييف، موسكو، وكالات)
عدد اليوم
