عقيل الحـلالي (صنعاء) - اغتال مسلح مجهول، أمس عقيداً في جهاز الاستخبارات اليمنية بمحافظة حضرموت، وذلك بعد ساعات من هجوم مماثل استهدف عقيداً متقاعداً في الجيش بمحافظة لحج جنوبي البلاد، حيث تنشط خلايا تنظيم “القاعدة” بسبب الاضطرابات الأمنية في ظل تفاقم الاحتجاجات المطالبة بالانفصال عن الشمال.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، مقتل العقيد عمر بديع بن عمرو، المسؤول في جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في بلدة “القطن” وسط حضرموت، “برصاص مسلح يعتقد انه من تنظيم القاعدة”.
وأضافت في بيان أن مسلحاً مجهولاً، كان يستقل دراجة نارية، أطلق ثلاث رصاصات من مسدس على العقيد ابن عمرو بعد خروجه من المسجد حيث أدى صلاة الجمعة، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل المسؤول الأمني على الفور، فيما لاذ المهاجم بالفرار.
وذكر البيان أن الأجهزة الأمنية بدأت “بحثا موسعا للقبض على الإرهابي الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة”، التي ليست الأولى ضد عناصر أمنية وعسكرية في بلدة “القطن”، حيث تشكل بعض مناطقها الجبلية ملاذا آمنا لجماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة. واغتيل العقيد ابن عمرو بعد ساعات من مقتل عقيد متقاعد في الجيش بمدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، وهي واحدة من أهم معاقل الجماعات المسلحة المطالبة بإنهاء الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب اليمن.وذكرت مصادر محلية وأمنية لـ «الاتحاد» أن مسلحين مجهولين هاجما بالرصاص، الليلة قبل الماضية، العقيد عبدالمجيد السلامي (70 عاما) عندما كان جالسا أمام منزله برفقة عدد من جيرانه.
وقال سكان: “سأل شخصان غريبان عن العقيد السلامي وبعد أن أشار الحاضرون إليه، باغتا الجميع بإطلاق النار عليه قبل أن يلوذا بالفرار على متن دراجة نارية”.
ورجح مصدر أمني محلي انتماء المسلحين لتنظيم القاعدة، الذي درج منذ سنوات على مهاجمة رجال الشرطة والجيش خصوصاً في المحافظات الجنوبية.وبمصرع العقيدين ابن عمر والسلامي، يرتفع إلى 52 عدد قتلى الأمن والجيش، بينهم 23 ضابطاً، في سلسلة هجمات شنها تنظيم القاعدة في اليمن منذ بداية يناير، حسب إحصائية خاصة بـ «الاتحاد».
وعلى صعيد متصل، ضبطت الأجهزة اليمنية، امس الأول شخصا يعتقد أنه من تنظيم القاعدة وشارك في هجوم على مليشيات موالية للحكومة في محافظة أبين الجنوبية، الثلاثاء الماضي.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إن الأجهزة الأمنية في أبين ألقت القبض على أحد المتهمين بالهجوم على مليشيات “اللجان الشعبية” في بلدة “خنفر”، ما أدى إلى مقتل أحد عناصرها إضافة إلى أربعة من المهاجمين.وأوضح البيان أن الشخص المضبوط اسمه “و.س. خروش”، وهو يبلغ من العمر 28 عاما، مشيرا إلى أنه تمت إحالته إلى الجهات المختصة للتحقيق معه.
إلى ذلك، ترأس الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في صنعاء اجتماعاً للجنة العامة (المكتب السياسي) لحزبه “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي في عملية انتقال السلطة التي تشرف عليها دول الخليج العربية.
وذكر الموقع الإلكتروني لحزب “المؤتمر”، أن الاجتماع أقر “عددا من القرارات الهامة”، منها التأكيد على التزام الحزب “الكامل” باتفاقية المبادرة الخليجية و”دليل مؤتمر الحوار الوطني” واعتبارهما “مرجعيات لا يجب الخروج عنها”.
كما أكد الحزب، الذي ما يزال يهيمن على غالبية مقاعد البرلمان ويمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية، تمسكه بقرارات وتوصيات فرق العمل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يختتم أعماله هذا الشهر بعد ستة شهور من انطلاقه بمشاركة ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة. وحذر “المؤتمر”، وهو الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، من “الالتفاف” على قرارات مؤتمر الحوار الوطني.وأكد الاجتماع “ضرورة التزام قيادات وأعضاء وهيئات المؤتمر بعدم اتخاذ أي قرارات أو مواقف انفرادية، والالتزام بما يتم اتخاذه من قرارات تقرها قيادات المؤتمر الشعبي العام ممثلة باللجنة العامة”، في إشارة إلى قيادة الحزب أي قرار قد يتخذه الرئيس الانتقالي، هادي، الذي يشغل منصب نائب رئيس الحزب.
عدد اليوم
