السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقتحام السفارة الإسرائيلية والوساطة الأميركية

11 سبتمبر 2011 22:27
سعت إسرائيل في وقت مبكر من يوم أمس السبت إلى طلب مساعدة الولايات المتحدة لحماية سفارتها في القاهرة، وذلك بعد ساعات من محاصرة آلاف المتظاهرين لمقر السفارة ونجاح العديد منهم في اقتحامها وإلقاء وثائق مكتوبة بالعبرية من شرفة السفارة التي توجد بإحدى العمارات بمنطقة "الدقي" الراقية. فقد تمكن المحتجون من هدم جزء من الحائط الذي بُني الأسبوع الماضي لحماية السفارة بالقرب من العمارة ذات 21 طابقاً، وفي أثناء ذلك نجح متظاهران على الأقل في تسلق العمارة ونزع العلم الإسرائيلي الذي كان معلقاً في الطابق العشرين حيث توجد السفارة، وهي المرة الثانية خلال الأسابيع الأخيرة التي يزيل فيها المتظاهرون العلم الإسرائيلي. وفيما كانت الشرطة ورجال الأمن تحاول وقف المحتجين أقدم هؤلاء على إحراق العلم الإسرائيلي ورشق رجال الشرطة بالحجارة، منددين في الوقت نفسه بمقتل عدد من حرس الحدود المصري على أيدي القوات الإسرائيلية خلال الشهر الماضي، وقد سقط أفراد من حرس الحدود المصري عندما كان جنود إسرائيليون يتعقبون مسلحين قالوا إنهم عبروا الحدود من غزة إلى سيناء، ومن ثم إلى إسرائيل لضرب أهداف في مدينة إيلات على الجانب الإسرائيلي من الحدود. وفي وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، بدا أن المتظاهرين قد وصولوا إلى داخل السفارة نفسها وألقوا بوثائق من الشرفة، وهو ما حدا بقوات الشرطة المصرية إلى التدخل باستخدام القنابل المسيلة للدموع وإرسال عربات جنود مصفحة لتفريق المحتجين وتأمين السفارة، وقد أكد أحد المسؤولين الإسرائيليين أن السفارة تعرضت بالفعل للاقتحام. وفي أول ردة فعل له على الحادث تحدث أوباما هاتفياً إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي، وعبر عن "انشغاله العميق" بالوضع الذي يحيط بالسفارة مطالباً الحكومة المصرية بحمايتها، كما أفاد مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع، "ليون بانيتا"، تحدث يوم الجمعة الماضي إلى نظيره الإسرائيلي، إيهود باراك، ورئيس المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية، في محاولة لتهدئة الأزمة، وقد أكد المشير طنطاوي لوزير الدفاع الأميركي أن بلاده ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لتأمين السفارة الإسرائيلية، وكان لهذه المكالمات، لا سيما تلك التي أجراها المسؤولون الأميركيون مع نظرائهم المصريين دور حاسم في خلق حالة من الارتياح تركت "بانيتا" متأكداً "من أن الجانبين معاً يريدان مخرجاً سلمياً من الوضع"، وذلك وفقاً لمسؤول أميركي رفض الإفصاح عن اسمه. وفي وقت مبكر من يوم السبت الماضي غادر السفير الإسرائيلي، "إسحاق ليفانون"، القاهرة مع موظفي السفارة مصحوبين بعائلاتهم حسب مصادر في مطار القاهرة. أما وزارة الداخلية المصرية فقد وضعت الشرطة في حالة تأهب قصوى، فيما دعا رئيس الحكومة المصرية، إلى اجتماع عاجل حسب ما جاء في وكالة الشرق الأوسط الرسمية. ويبدو أن الاستياء من إسرائيل يوحد المصريين أكثر من أي شيء آخر، فقد عاد الآلاف من المحتجين للتجمهر في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي مطالبين بانتقال أسرع إلى الحكم المدني، لكن الاعتصام الأخير في الميدان، الذي احتشدت فيه كل جماعة سياسية على حدة منفصلين عن بعضهم، افتقد للحماس الذي أبداه المتظاهرون في المساء أمام السفارة الإسرائيلية والذي تطور بعد تفرق الاعتصام في ميدان التحرير وسيرهم لميلين تقريباً حتى موقع السفارة. وفي هذا السياق يقول "شادي"، وهو طالب يبلغ من العمر 24 عاماً، وأحد المشاركين في الاحتجاج أمام السفارة: "نحن هنا لنحتج على السلوك السيئ لإسرائيل، لقد قُتل جنودنا على الحدود وكنا نأمل أن يقوم الجيش المصري بشيء ما، وعندما لم يحصل ذلك جئنا بأنفسنا لنقول لا"، وقد رفع المحتجون شعاراً مشابهاً لذلك الذي اشتهر به ميدان التحرير بعد التحوير حيث تحول "الشعب يريد إسقاط النظام" إلى الشعب يريد إسقاط السفير". وجاء تجمع يوم الجمعة في إطار الدعوة الصادرة من بعض الهيئات المصرية تحت اسم "جمعة تصويب المسار" للضغط على الحكام العسكريين لوضع جدول زمني للسليم السلطة إلى المدنيين، وذلك بعد تأجيل الانتخابات. فمع أن الانتخابات التشريعية حددت في شهر نوفمبر المقبل مع تنظيم انتخابات رئاسية تالية، إلا أنه لحد الآن لم توضع مواعيد محددة لأي منهما، كما دعا المتظاهرون بوضع حد للمحاكمات العسكرية للمدنيين التي استمرت دون هوادة منذ الإطاحة بمبارك. وعن هذه المطالب يقول "محمد سعد" الطالب بجامعة الأزهر: "ما زال رجال مبارك يسيطرون ولا نستطيع فعل شيء إزاء ذلك، كما أن الفقراء ما زالوا فقراء وأبناء الأغنياء هم فقط من يحصلون على العمل". وقد تحول ميدان التحرير منذ الإطاحة بالنظام السابق إلى ساحة للتجاذبات الأيديولوجية واستعراض القوة بين مختلف التشكيلات السياسية المصرية، لا سيما بين الجماعات الليبرالية والقوى الإسلامية التي تتناوب على الدعوة إلى الاعتصام في الميدان. فرغم تداعي القوى الليبرالية إلى مليونية في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، فإنه كان واضحاً من حجم الاعتصام، الذي لم يملأ نصف الميدان، أن عنصراً أساسياً كان غائباً عن الساحة، متمثلاً في القوى الإسلامية التي قررت عدم المشاركة. مايكل بريمبوم وإنجي حسيب القاهرة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©