الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السهر والبيئة المنزلية أهم أسباب نوم الطلاب أثناء الحصص

السهر والبيئة المنزلية أهم أسباب نوم الطلاب أثناء الحصص
12 سبتمبر 2011 09:35
يتفق التربويون والقائمون على العملية التعليمية أن ظاهرة نوم الطلاب في الفصول الدراسية أثناء سير الحصص المدرسية، واحدة من أهم الظواهر السلبية السائدة التي ترافق العملية التعليمية، ولم تحظ بقدر كاف من المعالجات الناجحة، لافتقار الدراسات التربوية المتعمقة من جانب، ولتعدد وتشعب الأسباب البيئية والمدرسية والفردية المتعلقة بالطلاب أنفسهم، وبنمط حياتهم، من جانب آخر، وعدم فاعلية المعالجات التي تقتصر على الجهود الفردية من جانب ثالث، في الوقت الذي يعزو فيه الباحثون والمتخصصون والمعنيون والطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم، إلى أن السبب الأول يكمن في سهر الطلاب، وعدم انتظام وكفاية أوقات النوم والراحة لأسباب عديدة تتعلق بالبيئة الأسرية، والمناخ الصفي والمدرسي، ونمط حياة الطالب نفسه، فضلاً عن وجود أسباب وعوامل وملهيات عديدة تشجعه على السهر. لاحظ «ناصر حمادنة» مدرس التربية الإسلامية، والتربية الخاصة في ثانوية أبوظبي، أن أحد الطلاب يغط في النوم أثناء توزيع أسئلة أحد الامتحانات، فأيقظه وحاول أن يهيأه ويعيد إليه يقظته ونشاطه، لكنه اكتشف أنه استغرق في النوم من جديد. هذه الحالة استوقفته، ونالت ظاهرة النوم داخل الفصل أثناء سير الحصص، كثيراً من اهتمامه، مما حفزه للقيام بدراسة منهجية ميدانية، تتناول محورين رئيسيين: الأول «العوامل المسببة لظاهرة النوم في الفصول الدراسية»، أما الثاني فيتعلَّق بـ «تطوير برنامج تربوي» ناجح لعلاج الظاهرة والحد منها. الخطوة الأولى يوضح حمادنة: «استبقت الدراسة بعمل «استبانة» استطلاعية لرصد آراء بعض المعلمين حول ظاهرة النوم أثناء الدروس، بتسجيل ملاحظاتهم، وحصر الحالات التي يصادفونها خلال الحصص عبر ثلاثة أسابيع، وكانت 94 طالباً، وحددت عينة الدراسة من الطلاب، وشملت 183 طالباً من بين طلاب الصفين العاشر والحادي عشر العلمي والأدبي، وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 16 - 18 سنة، من بين الطلاب الذين يقرون بأنهم ينامون داخل الصف أثناء سير الدروس، وتباين أن 116 منهم «كثيراً ما ينامون» أثناء الدروس، أي ما يزيد عن نسبة 63 %، كما تم توزيع «استبانة» أخرى على هؤلاء الطلاب، وتبين أن هناك 5 عوامل تقف وراء الظاهرة، العامل الأول وهو البيئة البيتية ويسأل فيها عن طبيعة الأسرة، والسهر، ووجود الملهيات، كالتلفاز، والإنترنت، ومساحة البيت، ووجود الرفقاء، ومتابعة أولياء الأمور، ووجود السكن في منطقة حافلة بالضجيج من عدمه، والخلافات العائلية، وعدم وجود ضوابط للسهر، والعامل الثاني يتعلَّق بالضبط المدرسي من حيث الإجراءات المنظمة والرادعة، وبقاء الطالب وقتاً طويلاً في اليوم المدرسي، وعدم وجود الأنشطة المدرسية، وانعدام المتابعة الإدارية، وقصر مدة الفسحة، وأسلوب تعامل الإدارة، وجدول الحصص». البيئة الصفية ويكمل: «فيما يتعلَّق بالبيئة الصفية فتساءلنا عن المحفزات، والإضاءة والتهوية والتكييف، وتعاون الزملاء وطبيعة المكان، ووجود الوسائل التعليمية، ونوعية المقاعد. أما العامل الرابع فيتعلَّق بالطالب نفسه من حيث صحته العامة، وشغفه بالدراسة، ودافعيته، وحب السهر، ووجود مشاكل عاطفية، واعتماده على الدروس الخصوصية، وحبه للمدرسة أو كراهيته لها، ومدى إندماجه مع بقية زملائه، أما العامل الخامس فيتعلَّق بالمعلم والمادة العلمية، ومشاعره نحوهما، وأسلوب المعلم في الشرح، وحالة الملل والجفاف وطبيعة المادة العلمية، والمشاركة في الأنشطة الصفية وصعوبة المادة وعدم فهمها». التحليل الإحصائي ويستطرد: «لقد تم عمل تحليل إحصائي في ضوء المعلومات التي استقيناها من الطلاب، وكشفت الدراسة عن وجود علاقة قوية بين البيئة البيتية وظاهرة النوم في الفصول أثناء الدروس المدرسية، بينما ارتفعت تلك الأسباب فيما يتعلق بوسائل الضبط المدرسي والبيئة الصفية، ولوحظ انخفاض نسبي في الأسباب المتعلقة بالطالب نفسه، وهو أمر متوقع، حيث لا يعترف كثير من الطلاب بشكل مباشر بالتقصير أو التعمد، فيما سجل العامل المتعلق بالمعلم والمادة التعليمية نسبة فوق المتوسط، كما تباين فيما يتعلق بالمجالات أو العوامل المتعلقة بالبيئة البيتية أن كثرة الملهيات في البيت كوجود الإنترنت، والتليفزيون، والبلاك بيري، والهواتف المحمولة الذكية، فقد سجلت ارتفاعاً ملحوظاً، بينما أشار عدد كبير من الطلاب إلى عدم وجود نشاطات مدرسية كافية، وكانت النسبة الأعلى فيما يتعلق بالضبط المدرسي، فضلاً على افتقار البيئة الصفية إلى المحفزات المشجعة للانتباه وجذب اهتمام وشغف الطلاب، كما أشار عدد كبير من الطلاب إلى حب السهر، وأن ذلك يمثل نمطاً حياتياً لأسلوب معيشته، كما أشار الطلاب إلى صعوبة المادة العلمية، أو جفافها، وعدم فهمها، وأسلوب المعلم غير المشجع في الشرح يشجعهم على النوم». البرنامج العلاجي ويشير حمادنة إلى أنه تم تطوير برنامج علاجي لظاهرة النوم أثناء الدروس المدرسية، وبدأ بتنفيذه بالفعل من خلال 5 برامج تتفق وتتناسب مع كل سبب من الأسباب أو العوامل الخمسة السابقة، والتعامل معها، حيث تم أخذ عينة محددة «مقصودة» عددها 14 طالبا من كل شعبة - ممن ينامون كثيراً، وتم تطبيق البرنامج العلاجي المقترح من خلال فريق عمل يضم «الأخصائي النفسي، والأخصائي الاجتماعي، وعنصر التمريض، والقائم بالدراسة»، وقد تمّ التعامل مع هذه الحالات وفق الأسباب التي تم تحديدها، وبالتالي تطبيق البرنامج من بداية الفصل الثالث من العام الماضي، وحيث يستمر حتى نهاية الفصل الأول من العام الحالي للخروج بنتائج محددة وتقييم هذه النتائج بكل موضوعية، حيث تم تطوير التواصل مع أسر الطلاب، وتبصيرهم وتوعيتهم بأضرار وسلبيات السهر الصحية والنفسية، وعدم تنظيم الوقت، وعوامل تشتيت الانتباه، ومن جانب آخر تم التعاون مع المعلمين لتطوير أدائهم وفاعلياتهم الصفية من خلال الشرح والتبسيط والتشويق، والتعاون مع الإدارة المدرسية لتكثيف وزيادة فاعلية الأنشطة اللاصفية، ولوحظ بالفعل أن هناك تحسنا ملحوظا لدى هؤلاء الطلاب، كما تتضمن معالجة الأسباب المؤدية إلى النوم أثناء الدروس المدرسية ضرورة تعديل وتطوير البيئة المدرسية بكافة جوانبها، والمناخ داخل الصف، وأداء المعلمين، وتطوير المناهج والأنشطة، وإيجاد وسائل كفيلة بتحقيق حالة إيجابية من التفاعل المستمر بين الطالب والمعلم من جانب، والطالب والبيئة المدرسية من جانب آخر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©