قفزة ماليزية في بناء السيارات العصرية

لدولة ماليزيا تاريخ ليس بالقصير في صناعة السيارات. ففي عام 1983 تأسست شركة “بروتون” لصناعة السيارات، لتتبعها بعد 10 سنوات شركة محلية منافسة تدعى “بيرودوا” Perodua التي يعني اسمها “الشركة الوطنية لصناعة السيارات”. وأطلقت “بروتون” سلسلة من سيارات الركاب تحمل اسمها ولقيت في عقدي الثمانينات والتسعينات رواجاً كبيراً بسبب سعرها المنافس، إلا أنها واجهت خلال السنوات القليلة الماضية، مصاعب جمّة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وانتشار ظاهرة نقل مصانع السيارات العالمية إلى الصين والهند وتايلاند، بسبب رخص الأيدي العاملة فيها، وهذا ما شكل تحدياً كبيراً أمام الشركتين الماليزيتين. ومنذ بداية العام الجاري، أطلقت الشركتان برنامجاً لبناء سيارات عصرية في تصميمها ومنافسة في أسعارها. وفي 3 ديسمبر الجاري افتتح في العاصمة كوالا لامبور المعرض الدولي للسيارات، الذي تشارك فيه 150 شركة عارضة من 15 بلداً؛ وكان مناسبة لعرض أحدث الابتكارات الماليزية في صناعة السيارات. وفي هذا الإطار، عرضت شركة بروتون سيارتها الخارقة الجديدة “تواه” Tuah، وهي مجرّد واحدة من سيارات عدة جديدة تعتزم شركة “بروتون” بناءها ضمن سلسلة من السيارات الرياضية، أطلقت عليها اسم “بهلوان”، وكلها تتخذ أسماء مستعارة من أسماء أبطال محاربين اشتهروا في التاريخ الماليزي. واستعارت “تواه” اسمها من اسم المحارب “هانج تواه”، وهي سيدان رباعية الأبواب. ولا يزال مشروع إنتاجها التجاري بعيد المنال، وهي الآن في مراحل البحث والتطوير. وأطلقت شركة “بيرودوا” السيارة التصوّرية الآسرة “بيزا” Beeza، التي تتميز بجمال التصميم والسقف الزجاجي والتقنية الجديدة في فتح البابين الخلفيين، بحيث ينزلقان إلى الوراء، مثلما يحدث في الشاحنات الصغيرة المغلقة. ويبدو بوضوح من خلال ما قدمته الشركتان أن ماليزيا تسجّل الآن انطلاقة واعدة في صناعة السيّارات.