الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نوبات الهلع

5 ديسمبر 2010 20:19
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا سيدة متزوجه منذ نحو أربع سنوات، في العشرينيات من عمري، وأعيش مع زوجي وطفلي حياة طيبة ومستقرة. أحافظ على عباداتي وصلواتي والحمد لله، وأتذكر أنني كنت أميل منذ الطفولة إلى الوسوسة الزائدة أحيانا في نظافتي وعاداتي الشخصية ومراجعتي لدروسي، وكنت أخاف أحياناً من الوحدة أو الظلام أو مشاهدة أفلام “الأكشن” التي تحتوي على مشاهد مرعبة. وفي أحد الأيام ذهبت إلى الملاهي مع طفلي، وشاهدت الألعاب الخطرة، وسمعت صرخات الأطفال والمراهقين والشباب وهم يلعبون بالألعاب الخطرة. وفجأه ومن دون أية مقدمات شعرت برجفة ودقات سريعة في قلبي وصدري، وعدت إلى البيت وشعرت أنني سأموت. وعرفت أنني دخلت في نوبة عصبية، ونقلوني إلى المستشفى وأجريت فحوصاً وتخطيطاً للقلب. الحمدلله لم تكن الحالة كما وصفت لي إلا هبوطاً شديداً.لكنني مند ذلك اليوم وأنا أعاني من فزع شديد وخوف واحساس انني سوف أموت في أي لحظة، وهذا الاحساس يقلقني ويقتلني وينغص راحتي، لكنه لايستمر طول الوقت. وفي أوقات يتزايد وأخرى يذهب بسرعة، وتنتابني حالة من الوسوسة الشديدة والتهيؤات التي خيفني. وأحيانا لا أستطيع النوم من كثرة التفكير. وأصاب بالأرق والوهن وقلة الشهية. لكن عندما يأتي الفزع فإني أحس بدقات قلبي تتزايد وعرق ودوخة واختناق وغثيان وقي وأحياناً يحدث ذلك من شده الخوف. مع العلم أنني أصلي بانتظام وأقرأ القرآن ولا أترك الأذكار. لكنني لا أستطيع السيطرة على تفكيري، وأحياناً أبكي من هذ الشعور، وعندما أنام أستيقظ مهمومة بما سوف يحدث لي في هذا اليوم من آلام وخوف. وأفكر في حالات الموت بالحوادث التي حصلت في عائلتنا، أو لأشخاص كنت أعرفهم أو مما سمعت عنهم، وأنسى ماحدث بصعوبة كبيرة.أسال الله العافية والعفو، لكنني أريد أن أطمئن على نفسي، فانني أدرك أن ذلك ليس بالأمر الطبيعي. فبم تنصحني؟ جزاك الله خيراً. كريمة ك النصيحة ابنتي العزيزة: حسناً أن تقولي:”أدرك أن ذلك ليس بالأمر الطبيعي”، أي أنك تستوعبين ما يحدث، أو أنك تقرين أن في تفكيرك وأوهامك ومخاوفك أمراً غير سوى. وهذا في حد ذاته يمثل أكثر من 50% من فرص العلاج. لكن دعيني أطمئنك أن حالتك بسيطة وعلاجها سهل وميسور إن شاء الله. فأنت تعانين من اضطراب اسمه “نوبات الهلع”، وقد يكون سببها صدمة أو خوف شديد تعرضت له في طفولتك. إلا أن تفكيرك الدائم في ذلك الألم أو الحادث، كثيرا ما يولد هذه النوبات، وبوجه خاص عندما تكونين وحدك، أو عندما تتعرضين لضغوط نفسية ما، أو عندما تعانين من القلق الشديد. وكما وصفتِ أنك تشعرين بالخوف وكأنك تفقدين الوعي، مع التعرق وزيادة خفقان القلب، فيزداد خوفك أكثر فأكثر. وما يعقد المسألة هو كما ذكرت تفكيرك الدائم في هذه الحالة وخوفك من أن تباغتك. فهذا وحده يكفي كي تتكرر معك هذه النوبات، لأن التفكير السلبي يجلب المشاعر السلبية، فيحدث السلوك أو ردة الفعل التي تكون بالطبع سيئة وهي هذه النوبات. وعليه.. عليك أولاً أن تحاولي أن تصرفي ذهنك عن هذه الحالة وفكري في أشياء جميلة تخص حياتك الخاصة مع أسرتك واشغلي وقتك بأمور تحبينها، فكلما انشغل ذهنك، كلما بعدت عنك الأفكار السلبية ومن ثمة الخوف من ما يمكن أن يحدث.فهنا المسألة ترتبط بتفكيرك بالدرجة الأولى. لكن هذا يحتاج منك ضرورة مراجعة اختصاصي طب نفسي متخصص يساعدك على تغيير طريقة تفكيرك بالعلاج السلوكي والخضوع لجلسات علاجية معرفية وممارسة الاسترخاء وبعض الطرق الفعالة التي يعرفها المعالجون المتخصصون، وكلها نافعة جدا في مثل حالتك إن شاء الله. وألفت نظرك إلى أن الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن الكريم وتجنب الجلوس منفردة لوقت طويل سيساعدك كثيراً على التفكير الايجابي والتغلب على مشاعر القلق إن شاء الله. يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الإلكتروني: Khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©