تحدى الرئيس السوداني عمر حسن البشير المحكمة الجنائية الدولية عشية القرار الذي ينتظر أن تتخذه المحكمة اليوم الاربعاء بإصدار مذكرة توقيف بحقه، قائلاً ''لا قيمة له عندنا'' ويمكنهم ان ''يبلوه ويشربوا ميته''· بينما أعلن مدعي المحكمة لويس مورينو اوكامبو امس عن وجود ''أدلة دامغة'' ضد الرئيس السوداني بارتكابه ''جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة جماعية'' في اقليم دارفور غرب السودان· وأكد البشير في خطاب ألقاه أمام آلاف السودانيين بمناسبة افتتاح سد مروى ''أي قرار سيصدر من المحكمة الجنائية الدولية لا قيمة له عندنا وسيكون مصيره مثل القرارات التي سبقته''· واضاف عندما صدر القرار 1706 لمجلس الأمن بشأن نشر قوات دولية في دارفور عام 2006 قلنا لهم إن عليهم ان يبلوا القرار ويشربوا ميته والان نقول لهم عليهم أن يستعدوا ليفعلوا به مثل سابقه''·
وتابع ''سنرد على كل هذه القرارات بمشروعات تنموية جديدة''· واعتبر البشير ان ''هناك استهدافاً للسودان من قبل العالم الغربي لتعطيل مسيرته ولتعطيل مسيرة مشروعات التنمية فيه ونحن لن نلتفت لذلك''·
وكان آلاف السودانيين تجمعوا منذ الصباح للاحتفال بافتتاح سد مروى أكبر مشروع على النيل منذ انشاء السد العالي في مصر قبل أربعين عاما· ووزعت على المشاركين في الاحتفال آلاف الملصقات التي تؤكد الدعم للرئيس السوداني والتي كتب عليها ''نحن معك''· كما كانت صور لاوكامبو مشطوب عليها بخطين احمرين متقاطعين ملقاة على الارض ويدوسها المشاركون بأقدامهم· وحمل رجل مسن مجسما بالحجم الطبيعي للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ووضع خلفه مجسمين لصاروخين اطلقت عليهما اسم ''البشير-1 والبشير-·''2
وقال اوكامبو للصحفيين ''لدينا اكثر من 30 شاهداً سيقولون كيف قام البشير بإدارة وضبط كل شيء''· وفي حال وافقت المحكمة على طلب المدعي إصدار مذكرة توقيف بحق البشير فانها ستكون اول مذكرة توقيف بحق رئيس دولة يمارس مهامه تصدرها المحكمة الجنائية الدولية التي بدأت عملها منذ العام ·2002 وشدد مورينو كامبو ''سنقوم باستئناف القرار'' في حال ردت المحكمة طلب المدعي بشكل كامل، مضيفاً أما اذا قبلته جزئياً ''فعلينا اتخاذ قرار'' حول كيفية المضي قدما''، مؤكداً أن ضميره ''مرتاح جدا''· وبحسب المدعي فان العديد من الشهود يتمتعون بحماية وقال ''لقد استبقنا ما يحدث حالياً: انهم يهاجمون من يعتقدون انهم شهودنا''·
الى ذلك قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ألان لو روا إن قوات الأمم المتحدة في السودان أعدت خططاً لمواجهة الوضع في حال صدور أمر من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني لكنها لا تتوقع أن تتعرض للهجوم· وقال لو روا أيضا إن بعثتي حفظ السلام في السودان ليس لديهما تفويض باعتقال البشير ولن تحاولا ذلك إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية هذا الأمر· وقال لو روا في مؤتمر صحفي إن بعثتي الأمم المتحدة - إحداهما في دارفور والأخرى تراقب تنفيذ اتفاق سلام بين الشمال والجنوب في السودان أبرم عام 2005- لن تتحركا ولن تغيرا أنشطتهما المعتادة مهما كان قرار قضاة المحكمة·
وقال لورا ''لدينا خطط طوارئ لمحاولة مواجهة أي موقف'' وأضاف قائلاً ''إن قراراً يؤثر على رئيس البلاد قد يكون له تأثير على الأرض ولذلك فإنه من الضروري لنا أن نكون مستعدين للرد''· وأكد المسؤول الأممي أنه ليست هناك مخاوف من ''أن تكون بعثة الأمم المتحدة مستهدفة على وجه الخصوص وليست هناك نية للتحرك أو تخفيف مهامنا''
عدد اليوم
