الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«دبي كانفس» ملحمة فنية تتجاوز الحدود

«دبي كانفس» ملحمة فنية تتجاوز الحدود
29 فبراير 2016 22:55
خولة علي (دبي) تتحول ساحة الجي بي آر، إلى واحة من الفنون والإبداع الخلاق بانطلاق مهرجان «دبي كانفس» اليوم، في دورته الثانية ليضم أكثر من 60 عملاً فنياً لأشهر فناني ثلاثي الأبعاد في العالم، والمعروضة على امتداد كيلومترين، حيث يمتزج فيه التراث الأصيل بروح الحياة العصرية المليئة بالحيوية والنشاط، وتعدد الثقافات، التي تعبر عنها مدينة دبي بتقنية فنية تستفز المشاهد وتجعله يخوض تجربة ثرية، تعود به إلى الماضي أو تقوده إلى ركب التطور والمستقبل، فيجد المرء نفسه، بين متعة اقتحام هذه المنظومة الفنية وتحسس تفاصيله الإيقاعية الفنية المدروسة التي جلبت مزيدا من الحياة على مساحة من الأرض، حيث تنطق الجدران وتخلق بيئة مدهشة وأكثر واقعية. فن الخدع البصرية هذا المعرض المميز المنظم من قبل براند دبي الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إنما يفتح ذراعيه لمحبي الفن والراغبين في خوض هذه التجربة المثيرة التي يشارك فيها نحو 30 فنانا عالميا ومجموعة من الفنانين المحليين، الذين استطاعوا أن يبهروا العالم بخطوط فرشاتهم الرشيقة ويخاطبون الوجدان بلغة فنية مميزة. حيث يلتقي الزوار مع فنانين تركوا بصمة عالمية في فن الخدع البصرية، وكانت لهم إسهامات واضحة، في إثراء فن الثلاثي الأبعاد فأعمالهم وفنونهم جعلت المرء حائراً بين المتعة والخوف. ومن بين أبرز الفنانين الذين سيطلقون الخيال ليقدموا عملا فنيا أكثر ابتكارا، الفنان كيرت وينر، الذي يعود إليه ابتكار فن الخدع البصري حيث استطاع أن يمزج بين النمط الأوروبي الكلاسيكي في الرسم مع النمط الحديث، مبتكرا نمطا قد ينظر إليه من الوهلة الأولى كأنه حقيقي، هذا الفن خطف أنظار الكثير من الجمهور والزوار، والصغار أيضا، وسيقدم وينر جمهور في مهرجان «دبي كانفس» ثلاثة أعمال فنية معدة تخاطب حس المغامرة والسفر وما تتميز به دبي كمدينة متعددة الثقافات. ويشار إلى أن وينر كان قد عمل في بداية حياته رساماً في وكالة الفضاء «ناسا»، بعمل رسوم فنية لمناظر من الفضاء. ثم انتقل بعد ذلك لإيطاليا لاطلاع على الفنون القدمية في عصر النهضة، منها بدأت فرشاته تخدع الأنظار لتحول الأشياء إلى قطع حقيقية، ليعش الجمهور مع أعماله حالة بين الحقيقة والخيال. وقد اشتهرت أعمال الفنان وينر بالأصالة والجمال، والإبداع والإتقان المتناهي في الرسم ثلاثي الأبعاد، حيث دخلت بعض أعماله عام 2014 موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية عندما أنجز أكبر لوحة رسم ثلاثية الأبعاد في العالم، وعرضت أعماله في عدد من الأفلام الوثائقية، منها الفيلم الحائز جائزة مسابقة «ناشيونال جيوغرافيك» لروائع الرسم الثلاثي الأبعاد باستخدام الطباشير. تقنيات «السايبورغ» كما سيلتقي الجمهور بأول شخص في العالم تم زرع مكونات إلكترونية في جسده لمعاونته على تعويض بعض الوظائف الحيوية، وهو نيل هاربيسون المصاب بمرض عمى الألوان، حيث تم زرع جهاز متطور في دماغه مزود بهوائي لمساعدته على التعرّف ليس فقط على الألوان المرئية ولكن أيضا غير المرئية مثل الأشعة تحت الحمراء وذلك عبر ترجمة تلك الألوان وظلالها إلى إشارات صوتية تُرسل للمخ مباشرة. ويعتبر هاربيسون أحد نشطاء دعم تقنيات «السايبورغ» التي مكنته من اختبار حدود الإدراك البشري باكتشاف كيفية توظيف تلك التقنية المتقدمة في التعبير الفني. ويقول هاربيسون إنه لا يشعر بأنه يستخدم التكنولوجيا، إنما يعتبر أنه هو التكنولوجيا ذاتها. فرصة رائعة ويعتبر «دبي كانفس» مدرسة فنية بحد ذاتها، فكل من يرغب في التعرف إلى فنون الشارع والطرقات والجدران، فيمكن ان يشارك في المهرجان من خلال سلسلة من الورش الفنية تقدم على أيدي أبرز فنانين الخداع البصري والفن المونغرافي، هي فرصة رائعة، ليقدم الفنانون أفكارا مبسطة حول تقنية العمل والأشكال الهندسية التي انطلقوا بها ليحققوا المزيد من الدقة، وأيضا ماهية الأدوات والخامات التي اعتمدوا عليها في أعمالهم الفنية، ليظهروا بهذه الدقة في العمل. وقد تقرر هذا العام تمديد فترة المهرجان من أسبوع واحد في الدورة السابقة إلى أسبوعين، كما تقرر زيادة المساحة المخصصة له إلى كيلومترين كاملين في منطقة الشاطئ، لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الزوار لمشاهدة الأعمال والتعرف إلى هذه الفنون عن كثب، واستنباط الكثير من المفاهيم والتقنيات الفنية على يد فنانين مهرة ذوي خبرة طويلة في هذا الفن والتي يمكن أن تكون بداية لهم لدخول هذا المجال وكشف أسراره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©