السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيمان صديق: الفعاليات التراثية المدرسية تنمي جذور الانتماء الوطني

إيمان صديق: الفعاليات التراثية المدرسية تنمي جذور الانتماء الوطني
5 ديسمبر 2010 20:14
برزت عدة أنشطة وفعاليات تراثية متنوعة في المدارس خلال احتفالات اليوم الوطني التاسع والثلاثين للدولة بصورة لافتة، فإذا كان الهدف التربوي الأهم من تعليم التاريخ والتراث في مدارسنا هو تعميق الهوية الوطنية عند الأجيال وتعريفهم بمفردات تراثهم ليكونوا على علم ودراية بتاريخ وتقاليد وتراث الإمارات، فقد بادر عدد من الجهات المعنية وفي مقدمتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والمؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية الأهلية والحكومية في الدولة ببحث العلاقة التبادلية بين التراث والتعليم، ودور المؤسسات التعليمية كحاضن ومعلم للتراث، ونهضت جهود عديدة لبحث أساليب تعزيز التراث في المناهج الدراسية من خلال تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في تعليم التراث، ودور المتاحف ووسائل الإعلام وتعليم التراث، ودراسة التجارب العربية والعالمية الرائدة في هذا المجال، وما هي الاستراتيجيات الحديثة في تعليم التراث؟. حول هذا المضمون التقت «الاتحاد» والخبيرة التربوية الدكتورة إيمان صديق، التي أوضحت أهمية تعليم التراث لجميع المراحل الدراسية ولا سيما المراحل التأسيسية، وتقول:» لا يمكن للتعليم أن يحقق أهدافه في تأصيل القيم والاتجاهات لدى الأجيال القادمة من أبنائنا من دون أن يستقيها من منابعنا الأصيلة في التراث، ومن دون أن يبقى تاريخنا الحافل بالصفحات المشرقة في جميع المجالات ماثلاً في حياتنا الحاضرة، وحافزاً لنا على إعادة ضيائه وتدعيم مكانته في مستقبلنا، فالمدارس والمؤسسات التعليمية ستبقى دائماً الحاضن الأهم لتراثنا الثري، ومنه تستقي الأجيال كل قيمها وأصالتها ومعانيها الإنسانية الكثيرة. وهو ما أكدته توجيهات القيادة الرشيدة التي ترعى التراث وتحفظ مكانته حياً في النسيج الاجتماعي والثقافي والحضاري لمجتمع الإمارات، فالمسألة تتعدى حدود مظاهر الاحتفالات هنا أو هناك، وإنما كان الهدف الاستراتيجي الأهم ماثلاً أمام القائمين على كل هذه الأنشطة والفعاليات التي نشهدها في جميع المدارس، وهو تعميق الهوية الوطنية عند الأجيال وتعريفهم بمفردات تراثهم ومن المهم أن يكونوا على دراية بتقاليدنا وتراثنا ببيئاته المختلفة، ومن كل الإمارات بالإضافة إلى تضمينه للذاكرة الشعرية والثقافية في الإمارات، وقد استقـوها من المصادر الحية عبر علاقات الإنسان بثقافات البدو وأهل البحر الذين ما يزالوا يعيشون بالطريقة التقليدية». التعامل مع الحداثة وأضافت إيمان صديق:»إن لم نهتم بالتراث، فإن مكنونات تاريخنا وثقافتنا ستندثر أمام القدرات المتنامية والخطيرة لثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، ومن ثم فإن الثقافات الوافدة ستؤثر سلباً على الحفاظ على الكثير من تراثنا العربي الأصيل، لذا فإن الاهتمام به في مثل هذه المناسبات إنما يشكل علامة فارقة تمنح التراث فرصة للعناية بمكوناته والحفاظ عليها». وتكمل صديق:»من المهم أن ننهض على صعيد تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب باختلاف مراحلهم الدراسية من خلال توظيف التراث، واستثمار مفاهيم الإرشاد النفسي، والمكنونات الثقافية والتاريخية في تنمية وتقوية المسؤولية الاجتماعية للأبناء، وهذا يتمثل في حالة التواصل الدائم بين الأبناء وأولياء الأمور والهيئة التعليمية في تنمية أبعاد وعوامل المسؤولية الاجتماعية، وهذا يتيح لهم التفاعل والتواصل والمشاركة فيما يدور حولهم بتلقائية وحب وحماس، وعلى نحو يضمن لهم الشعور بتحقيق إمكاناتهم الذاتية، وليس أمامنا من حلول سوى أن ننهض بمعاول الثبات والتماسك الحضاري لحفظ التراث وصيانته، فالتراث لا يقتصر فقط على الأغاني والرقصات الشعبية، وإنما تراث الإمارات خصب بتنوعه وثراء مفرداته في ثقافة البدو والبحر والحضر». تأثير إيجابي وتؤكد صديق: «من خلال الاهتمام بتعليم التراث والتاريخ، ومن خلال الأنشطة اللامنهجية والفعاليات المتعددة نستطيع إحداث تغيير اجتماعي فعال وإيجابي، ونستطيع تشكيل الفكر الإنساني لدى الأجيال القادمة بما يكرس قيم حب الوطن والانتماء والولاء من خلال تقديم أنماط سلوكية وقيم إيجابية معينة. فإذا كان التعليم في الإمارات يفتقر إلى الاهتمام بالتراث الشعبي إلا فيما ندر وبنسبة ضئيلة، من حيث المناهج، فإن بالإمكان إثراء هذا الجانب من خلال الأنشطة اللامنهجية والفعاليات المتعددة ولا سيما في مثل هذه المناسبات العزيزة على قلوبنا، والتي يعيش إنجازاتها وتفاصيلها كل أبناء الوطن». استراتيجيات التعليم تؤكد إيمان صديق: «إن استراتيجيات التعليم تتضمن خططاً للتدريس، والاهتمام باللغة العربية باعتبارها اللغة الأم، والأداة الأمينة لنقل التراث الثقافي غير المادي، وأخرى من خلال الأنشطة اللاصفية التي من شأنها أن تكون أدوات التحفيز المتمثلة في المواقف التمثيلية بين الطلبة وعرض الأفلام الوثائقية وطرح الألغاز والألعاب الشعبية، إلى جانب الاستعانة بأمهات الطالبات لسرد الحكايات الشعبية في المدرسة والتفاعل المباشر مع الطلاب، فضلاً عن القيام بالزيارات الميدانية لتعزيز قيم التراث لدى الطلاب، وأيضاً تكثيف الجهود نحو توعية وتثقيف الطلاب بالجهود التي تقوم بها دولة الإمارات وأجهزتها المعنية للحفاظ على التراث غير المادي وحمايته من خلال عمليات البحث والجرد، والتوثيق التاريخي للعادات والتقاليد والقيم المحلية، وحفظ الثقافة التقليدية وتشجيع وتطوير المبادرات المحلية في مجال الآداب والفنون والحرف اليدوية». وتضيف: «علينا أن نتجاوز تعاملنا مع التراث الشعبي الإماراتي على أنه وسيلة جذب سياح فحسب، وننسى أنه الثقافة التي ترفد هوية هذا المجتمع وتميزه عن غيره من المجتمعات الإنسانية، ومن ثم فإن تعلم التراث والتاريخ أهم ما يعزز مشاعر الانتماء ويقوي وينمي الحس الوطني عند الناشئة منذ وقت مبكر». وتضيف: «هدفنا إعداد جيل واع مطلع بماضي أجداده ويسعى إلى الالتزام به والحفاظ عليه وإبرازه أمام المجتمعات الأخرى بفخر واعتزاز، فتدريس التراث يرسخ لدى الطالب ويجذر معاني الانتماء لدولته وأمته وعائلته ويشعره بالأمان ومن ثم العمل على الحفاظ عليه وتفعيل وجوده».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©