الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائشة حريب: فرشاتي تحاكي الطبيعة وتترجم القضايا المحيطة بنا

عائشة حريب: فرشاتي تحاكي الطبيعة وتترجم القضايا المحيطة بنا
5 ديسمبر 2010 20:12
تؤمن الرسامة والخطاطة عائشة حريب من عروس الساحل الشرقي خورفكان أن كلمة التشجيع تصنع المعجزات وتحرك الإبداع المدفون في نفس الفنان، وبعد أن بدأت حياتها الفنية بالخربشة على الأوراق، تعلقت اليوم بالرسم الذي أصبحت تتنفسه وتترجم من خلاله كل ما يقع ناظراها عليه، لتنتقل بعدها لممارسة الخط العربي، حيث تعشق الفنين دون تمييز بينهما، مبحرةً بذلك في بحورهما ومستمتعةً بالنشوة التي تنتابها عند إكمال لوحاتها الفنية التي تقرأ تعليقات الناس لها من نظراتهم إليها. بدأت الفنانة عائشة حريب بالانجذاب للرسم بعد أن تعرفت على الورقة والألوان، حيث أصبحت تجد نفسها فيه وتستطيع أن تعبر من خلاله ما يجول في داخلها من خلجات وأحاسيس وأحاديث للنفس، كما تشعر بالنشوة والسعادة إذا تحولت لوحتها البيضاء إلى أخرى تكتسي وتتزين بالألوان، حيث ينتابها شعور بأن اللوحة أصبحت ذات روح، خاصةً أنها تستوحي رسوماتها في كثير من الأحيان من الطبيعة، وفي أحيان أخرى ترسم الطبيعة الصامتة التي تكونها وتحاكيها بفرشها وألوانها بعد أن يقع ناظراها عليها، ولو كانت في نظر الآخرين عاديةً تحاول وتجتهد لتظهر مواطن الجمال فيها. رسائل فنية تهتم حريب بموهبتها التي اكتشفتها في مرحلتها الابتدائية بعد أن كانت تخربش في أحيان وتسمع كلمات التشجيع والدعم من معلماتها وزميلاتها، وعملت على صقلها بالتحاقها بدورات متخصصة في الفنون التي تمارسها، كما تحرص على مشاهدة أكبر عدد من أعمال الفنانين التشكيلين والتواصل معهم إن أمكن للاستفادة من خبرتهم، حيث تجد نفسها هنا تلميذة بمشاهدة أعمالهم ومتابعة جديدهم، كما تلجأ للشبكة العنكبوتية وما تحتويه من مواقع عربية وأجنبية للاستزادة والبحث من كل ما يخص الفن التشكيلي، بالإضافة إلى ذلك اشتراكها بالدورات الإلكترونية التي تطرحها بعض مواقع الإنترنت. تهدف حريب من خلال أعمالها إلى إرسال رسالتين، إلى ذلك تقول إن «الأولى هي رغبتها في إظهار فتاة الإمارات بمظهرها المشرق والمشرف الذي أعتدنا عليه، حيث نراها دائماً مبدعةً ومعطاءةً وتترك بصمةً قويةً في كل مجال تتواجد فيه، لذلك تتمنى أن تسير على خطاهن وأن تقدم هي كذلك شيء يذكر لبلدها في المجال الذي تستطيع أن تبدع فيه، أما الرسالة الثانية فتتمثل في توضيح وتصحيح النظرة المغلوطة التي يمتلكها البعض، فمنهم أنه من يظن أن الموهبة لا تكفي لصنع فناناً ناجحاً ولابد أن يكون الفنان أكاديمياً حتى يستطيع أن يقدم ويبدع». وتضيف «برأيي أن الدراسة مهمة وتدعم الموهبة، إلا إن الموهوب يمكنه أن يثبت وجوده دونها إذا لم تتوفر له الظروف المناسبة لصقل موهبته بها، فيمكنه أن يبدع ويتميز من خلال التدريب المستمر والالتحاق بكل ما يمكن أن يفيده في وضع اسمه على خارطة الفن». نظرات الحضور حول أبرز التعليقات التي تذكرها حول رسوماتها، تقول حريب «أحياناً لا نسمع التعليقات، بل نراها ونلمسها من خلال نظرات الحضور للعمل الفني، فمثلا كنت مشاركة بلوحة في معرض تابع لرابطة أديبات الإمارات وهي عبارة عن طبيعة صامتة تتداخل فيها قطع من الشرائط وكما بدا لي بأني ولله الحمد وفقت برسمها لأني رأيت بعضاً من الحضور يتحسسون قطع الشرائط، وهناك تعليق أعتز به كثيراً لناقد قام بعمل قراءة لبعض أعمال المشاركين في معرض للخط وكنت منهم كتب فيه «عائشة الشحي خطاطة وفنانة ذكية نجحت في صياغة قطعة جميلة»، ولله الحمد أجد الكثير من التعليقات حول أعمالي إيجابية ومشجعة وتبث فيني الحماس لإنجاز المزيد. وتشير الشحي إلى أن أبرز الصعوبات والمعوقات التي يمكن للرسام أن يواجهها هي غياب التوجيه الفني السليم من أصحاب الاختصاص، كما أن تواجده في محيط لا يقدر ولا يحترم ما يقدمه من أعمال وإنجارات مهما كان حجم إبداعه أمر يزعجه، إذ يكون مصير تقدمه وظهوره على الساحة الفنية بأيدي أناس لا يمتلكون شيئاً من الفن ولا يدركون معناه الحقيقي. وتلفت الشحي إلى أنه يجب أن تكون للفنان الجرأة الفنية وحب خوض التجارب الجديدة التي من الممكن أن تميز مسيرته عن الآخرين، وعليه أن لا يتقوقع بمدرسة وأسلوب واحد فقط بل لابد له أن يجرب كل المدارس والأساليب حتى يجد نفسه ويكتشفها ويعرف أين يمكنه أن يبدع أكثر، وعليه كذلك أن يكون محاطاً بجو يحترم ويقدر ما يقدمه حتى لو كان بسيطاً، وهذه الأمور من شأنها أن تجعل الفنان أكثر إبداعاً وعطاءً، فكلمة التشجيع تصنع المعجزات، لأن الإبداع موجود ولكنه قد يكون أحياناً حبيساً بداخلنا، ولكن ضربات الفرشاة تفضح المبدع، وهذه الأمور تترجمها بعض لوحات الفنانين. الخط العربي تقول حريب «على الفنان أن يكون بطبيعته إنساناً متواضعاً وأن يتعايش مع القضايا التي تحيط به وأن يتفاعل معها بأن يحاكيها بلوحاته وأدواته الفنية، وأن يكون متفائلاً ولا يدع الإحباط يصل لقلبه بعد أن ترفض أعماله، كما عليه أن يتقبل النقد من زملائه الفنانين وأهل الاختصاص لأن نقدهم يساهم في تقدمه وتطوره والابتعاد عن النرجسية التي تصيب البعض». وإلى جانب الرسم، تمارس حريب الخط العربي، في هذا السياق، تقول «أحب أن أخط لوحاتي بالخط الكوفي لأن طريقة كتابة حروفه أقرب للرسم عكس الخطوط الأخرى التي يكون لها مقاسات محددة، وإلى جانب الكوفي أمارس الخط الديواني، كما أتمنى مستقبلاً أن أتمكن من إتقان خط الثلث لأن جمال اللوحات المخطوطة به يجذبني كثيراً ويشجعني على تعلمه وإتقانه». وعن انجذابها لفني الرسم والخط توضح أنهما موهبتان منحها الله إياهما فوجدت نفسها تبحر فيهما دون شعور أو تخطيط مسبق، واليوم تثبت من خلالهما كيانها وهويتيها العربية، وتجدهما متنفساً تتنفس من خلالهما لأنها وجدت نفسها تميل لكيهما بنفس القدر، فأصبحت تحاول قدر المستطاع أن تتجه للفن الملتزم التي تسخر فيها «الحروفيات» لتظهر في لوحة تشكيلية تسر الناظرين، وهذا ما يميزها ويجعلها ذات روح مختلفة لها هوية وانتماء عربي. وعن الفائدة التي جنتها من ممارستها لهذين الفنين، تجيب «نظرتي للأشياء من حولي اختلفت اليوم، واكتشفت بعد تعمقي فيهما أن هناك الكثير من الأمور التي تحتاج منا إلى وقفة للإحساس بها وترجمتها كل حسب فنه وإبداعه». وتلفتت إلى أن الفضل في اكتشاف موهبتها يعود لجميع أفراد أسرتها التي تستمد طاقتها منهم بعد أن التمست التشجيع المستمر منهم، كما لا تنسى وقوفهم إلى جانبها في كل خطواتها الصغيرة والكبيرة، فإذا ما تكاسلت ولم تنتج تجد اللوم والعتب والتحفيز للبدء بأعمال جديدة، فهم العين الناقدة والموجه الأول لها، وعبر حوارها هذا تنقل لهم شكرها ومحبتها وتقديرها، فوجودهم حولها وتوجيههم لها سر استمرارها ونجاحها. أماني وتطلعات عن أمانيها وأحلامها، تقول الفنانة عائشة حريب «أتمنى للحركة التشكيلية في الدولة الانتشار والظهور للعالمين العربي والغربي بوجه حضاري مشرف، وأن يزداد عدد الفنانين التشكيليين والخطاطين المواطنين، ونرغب بأن يتزايد الاهتمام بهذا الفن وأن يلاقي الدعم المطلوب كبقية الفنون الأخرى كالمسرح والشعر، وأن تنتشر لدينا المؤسسات المعنية بتعليم الفنون التشكيلية في جميع مناطق الدولة حتى يتسنى للجميع خوض المجال الفني وتنميه مواهبهم». وعلى الصعيد الشخصي، تحلم حريب بدراسة الفنون الجميلة إذ لا تكفيها الدورات لإظهار ما بداخلها، وتتطلع إلى إقامة معرض شخصي على مستوى عال، وأن تترك بصمةً مميزةً في الساحة التشكيلية بدولة الإمارات
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©