الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبير محمد: «أمي.. الإمارات» رسالة إلى كل بنات الوطن

عبير محمد: «أمي.. الإمارات» رسالة إلى كل بنات الوطن
5 ديسمبر 2010 20:10
عبير محمد.. فتاة إماراتية متعددة المواهب، وهي طموحة وحالمة دائماً بعشق الوطن، تهوى التمثيل والرسم والرقص والموسيقى، وتعشق الشعر وتحب أن تترجم القصائد الشعرية التي تحمل معنى أو رسالة أو قيمة ما إلى لوحات.والشعر «النبطي بشكل خاص» عندها بمثابة زاد لروحي. عبير محمد.. طالبة في قسم علم النفس التطبيقي بكندا، وتدرس أيضاً التمثيل في «نيويورك فيلم أكادمي» في أبوظبي. وسبق لها التمثيل في فيلم أميركي قصير باسم «ذا دول» أو الدمية، والفيلم الإماراتي الطويل «أسرار القبور» الذي ستشارك به في مهرجان خليجي قادم. «أمي.. الإمارات» من أهم محاولاتها في الرسم، تلك التي حاولت فيها رصد وتسجيل أفكارها وخواطرها، لوحة»أمي.. الإمارات»، وتقول عبير عنها: «هي عبارة عن دعوة مني لكل أبناء وبنات الإمارات للتوقف مع الذات والتعمق والتأمل بالتفكير بما نستطيع نحن كإماراتيين أن نقدمه لأمنا الإمارات، ليفخر بنا الوطن كما تفخر أي أم بابنها أو ابنتها، فجيلنا.. جيل اليوم، كأي طفل مدلل اعتاد على دلال أمه منذ ولادته، لدرجة أن كثيرين نسوا ماعليهم من واجبات تجاه هذه الأم ..أو هذا الوطن وليس فقط طاعتها، وإنما أيضاً واجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لخدمة الوطن، وأن نسعى للتميز بالفكر والعمل والعلم والمجهود والدراسة والإمساك بمقومات ومتطلبات التقدم والتطور لكي يفرح قلب الوطن كما تفرح قلوب الأمهات، وتفتخر بنا أمام العالم.فلنكن فخراً للوطن..للإمارات «الأم». ولو حتي دعوه لكل إماراتية أن ترى الإمارات على انها أم لنا جميعاً، وليست فقط مساحه معينة من الأرض والصحراء والوديان والجبال والمدن وما تذخر به من خيرات وتطور وازدهار ورخاء. فبياضها أمان وبيض الصنائع»البر والسماحه والكرم»، وحمرتها «حب وتضحية»، وسمرتها « سند وستر»، أما خضرتها، فهو «الخير والرخاء»، وقد أضفت اللون الذهبي الى البرقع والشغاب والمخور كي»أدخن» وأعطر فكرتي بتراث الإمارات، ولأن اللون الذهبي رمز المستقبل الذهبي المشرق». بداية عن بداياتها تقول عبير:» بدأت التمثيل المسرحي وأنا في الخامسة من عمري حيث كنت أقف على خشبة المسرح المدرسي لأسهم في رسم لوحة كتبها سينارست ولونها مخرج مسرحي. وحيث وجدت في التمثيل حرية وإجازة مع النفس، وكنت دائما أشعر أنني سأصبح فتاة أسطورية كالتي قرأت عنها ومثلتها على المسرح المدرسي كقصص»الأميرة والوحش، وبياض الثلج، روميو وجوليت) أو قطة ماري «لولو كاتي» من «الأرستوكاتز» أو دمية خشبية كما في «بينوكيو»، وكل شخصية أديتها لها نظرتها المختلفة للحياة وتحليلها الخاص للأمور الذي يتأثر بمحيطها وزمانها، فكل شخصية لها لغة نمط يختلف عن الأخرى. فالتمثيل أثرى شخصيتي بالكثير من الخبرات، وجعلها أكثر عمقاً وتفتحاً وايجابية، لكنني كنت في حاجة دائمة للتوقف مع الذات ومحاورتها، فوجدت أصابعي طريقها الى الكلام لتبدأ رحلتي في الكتابة». وتضيف عبير: «بدأت أكتب خواطري ومذكراتي، وسرعان ما تطور الأمر الى طرح تساؤلات على نفسي، وأجيب عليها، ومن ثم أسجل هذا كله حسب استيعابي للموضوع لحظتها، وكنت أعيد طرح الأسئلة التي سجلتها والإجابة عليها بلون مختلف وأوضح. وأعيد تلك اللحظة الجديدة بعد شهر أو حتى سنة وأسجل كل شيء يدور في مخيلتي أو أشعر به أو أسمعه، وكنت أكتب بالتفصيل وبكل شفافيه، فلم أكن أتخيل أن عيون غير عينيّ قد تقرأ حروفي الوردية». «دفتري الوردي» من ذكريات بداياتها التي لا تنساها، تقول عبير:» شاء الله أن أنسى دفتر مذكراتي على سريري، وتذكرته فقط وأنا متجهة الى مطار أبوظبي لأقضي إجازة العام مع أمي في فانكوفرـ بكندا، وفور جلوسي في مقعدي بالطائرة، أدخلت أصابعي في حقيبتي لالتقاط وجه صديقي الوردي المخملي « دفتري الصغير:»، وسرعان ما بدأت أصابعي ترتجف، فقد اكتشفت حينها المصيبة التي حلت بي. فدفتري الوردي الآن بين قبضة أبي! وبالفعل، اتصل والدي بوالدتي وعبر لها عن مدى غضبه عندما تسللت عيناه إلى سطور دفتري الوردي بدافع الفضول، فلم يتخيل أن طفلته البريئة قد تكون على دراية بكل تلك الأمور التي كتبتها، إنها»للبالغين فقط». لكنني لم أكن طفلة، كان عمري حينها 14 سنة. ولم يكتف والدي، وإنما مزق أوراق كتابي وقام بحرقها غضباً. لم أستوعب أسباب هذا الغضب، كان أحرى به أن يفرح ويفتخر بي، لأنني كنت أسجل خبرات زميلاتي أوا نخداعهن بالشباب المراهق، وكيف أنني أحافظ على نفسي في هذه المرحلة الحساسة من عمري. شعرت بخيانة أبي لي ولخصوصيتي ـ من شدة حرصه وخوفه الدائم علي، وهو شعور طبيعي بالتأكيد ـ وشعرت بحزن شديد على فقدان أعز أصدقائي «دفتري الوردي»، فعاهدت نفسي ألا أكتب إلا رمزاً، لكنني عندما حاولت إمساك القلم للكتابة من جديد، شعرت أنني أصغر منه، وخفت من الكتابة، فسمحت له بالرقص على جليد الورقة.. ووجدت نفسي أرسم! وهكذا اكتشفت موهبتي المدفونة. لكنني تفاجأت بردة فعل أسرتي عندما قالوا لي: «لا تقلدي و لاتغاري من أخوك العود»، فقد كان رسام العائلة في طفولته! ولم يلتفت أحد الى قلمي الصغير، ولم يشجعني أحد على الرسم بالرغم من عشقي للرسم والفنون، وإعجابي بالفنانة التشكيلية «فريدا كاهلو»، أو «بابلو بيكاسو»و»مايكل أنجلو»، و»سيلفادور دالي». وبدأت روحي تصرخ وتهمس وتتنهد في لوحاتي، وكانت كل لوحة بمثابة ولادة روحية فكرية عاطفية بالنسبة لي ..فلا ولادة دون ألم! إن أكبر الآلام التي تنتابني وأنا أرسم، إنه الألم الناتج من الخوف على تشويه اللوحة قبل اكتمالها ونضجها، فأنا أعتقد أنني لا أجيد التلوين لأنني لم أتعلم الرسم. وأتمنى أن أتعلمه بشكل احترافي كي تصبح بنات روحي»لوحاتي» بالجمال الذي تستحقه عيون المتلقين، ومن ثم يمكن التفكير في تنظيم معرض.الآن أكتفي بالتركيز على الرسالة التي تحمها كل لوحة من لوحاتي. وأغلب لوحاتي هي رسائل موجهة الى الفتيات في مثل سني». فاللوحة تبدو من بعيد علم الإمارات، ومن يقترب منها يراها أماً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©