الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة «شي» لأميركا.. وحدود التصريحات الطيبة!

4 سبتمبر 2015 22:27
وصلت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأميركي إلى الصين يوم الجمعة الماضي في زيارة تستمر يومين، يتوقع أن تنتهي فيها من الاستعداد لزيارة الرئيس الصيني «شي جين بينج» للولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. وفي يوم الجمعة، التقت رايس مع «شي ويانج جيتشي» مستشار الدولة الصيني ووزير الخارجية «وانج يي» والجنرال «فان تشانج لون»ج نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. وذكر البيت الأبيض أن رايس «ستؤكد على التزام الولايات المتحدة بإقامة علاقات مثمرة بشكل أكبر بين بلدينا، وستناقش مجالات الخلاف قبل الزيارة الرسمية للرئيس شي للولايات المتحدة في سبتمبر». وفي الشهور القليلة الماضية طغت «مجالات العراقيل» على «العلاقة المثمرة». والتوترات كثيرة بين الطرفين وتبدأ من بحر الصين الجنوبي، والتجسس الرقمي وخاصة بعد عملية قرصنة كبيرة يعتقد أن مصدرها الصين على بيانات موظفين في الحكومة الأميركية، والآن تشتكي الولايات المتحدة أيضاً من جديد بشأن التلاعب بالعملة بعد أن خفضت الصين سعر عملتها. ولم تتطرق التصريحات العلنية التي أدلت بها رايس والمسؤولون الصينيون إلى قضايا التجسس الرقمي، ولا قضية بحر الصين الجنوبي. بل حاول الجانبان التأكيد على الجوانب الإيجابية والمصالح المشتركة وإمكانيات التعاون. وأكد «شي» لرايس الاستعداد «للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز تعاوننا العملي بشكل أكبر على المستوى الثنائي والإقليمي والعالمي، ومعالجة القضايا الحساسة بيننا بطريقة بناءة». وبدوره أكد «يانج» أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إيجابية بصفة عامة، وأضاف أن «من المحتمل أن نوسع مجالات تعاوننا ونواصل بناء أنواع جديدة من العلاقات المفيدة لنا جميعاً». أما رايس فقد أكدت أن العلاقات بين الطرفين تقوم على أساس متين «فقد شهدنا علاقاتنا الثنائية تتطور وتتقوى في الشهور القليلة الماضية». ولكن الشائع عن العلاقات الصينية الأميركية مختلف تماماً عن مثل هذه التصريحات بلغة دبلوماسية، ولذلك فإن الأمر يتطلب من المسؤولين، على الجانبين، أكثر من مجرد التصريحات لتغيير الآراء. وعلى الطرفين أن يقدما شيئاً ملموساً أثناء هذه الزيارة. وكان الاتفاق بشأن تغير المناخ العام الماضي قد جاء مفاجأة ولكن الآمال ضعيفة في تحقيق مثل ذلك الإنجاز هذه المرة أيضاً. ويأمل المحللون أن يستطيع الجانبان تحقيق تقدم كبير في اتفاقية ثنائية للاستثمار ولكن هذه المفاوضات لاتتقدم بالسلاسة المأمولة. وقد عبر «شي» في اجتماعه مع رايس عن أمله في أن تحقق المفاوضات تقدماً بشكل أسرع. ولعل تصريحه هذا لا يوحي بالثقة فيما تحقق من تقدم حتى الآن. ومن النتائج المحتملة أيضاً لزيارة «شي» أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق مكتمل بشأن ميثاق شرف لطريقة التعامل مع المواجهات الجوية غير المقصودة، وما زال العمل في هذا المجال جارياً. وفي مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، لم يتطرق متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية إلى هذه المفاوضات واكتفى بالقول إن هناك «عدة جولات من المشاورات» وإن «المشاورات ذات الصلة حققت تقدماً إيجابياً». ولجأ الجنرال «فان» إلى استخدام لغة مشابهة في تصريحاته العلنية لتلك التي استخدمتها رايس. ودون التوصل إلى نتيجة ملموسة لإعلانها أمام الجمهور ستواجه بكين وواشنطن مصاعب جمة في تغيير وجهة النظر العامة التي تفيد بأن العلاقات تنزلق نحو الأسوأ. والحديث عن هذه الزيارة يختلط بتعقيد السياسة الأميركية الداخلية. ففي الوقت الذي يخوض المرشحون لمنصب الرئاسة الأميركية حملاتهم الانتخابية على قدم وساق، تحتدم الانتقادات الداخلية لسياسة البيت الأبيض تجاه الصين. وقد اقترح أحد المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري، هو حاكم ولاية ويسكونسن سكوت ووكر في الآونة الأخيرة أن يلغي البيت الأبيض زيارة «شي». ويرى ووكر أنه «مع الأخذ في الاعتبار هجمات الصين الرقمية الكبيرة ضد أميركا، ونشاطها العسكري في بحر الصين الجنوبي، وتدخل تلك الدولة المستمر في الاقتصاد، والضغط على نشطاء حقوق الإنسان، يتعين على الرئيس أوباما إلغاء تلك الزيارة الرسمية». وقد اقترح منافس آخر أيضاً على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة هو السيناتور ماركو روبيو «خفض درجة» الزيارة بحيث لاتحظى بفخامة ومراسم الزيارة الرسمية. وفي رد على سؤال بشأن تصريح «ووكر» السابق أشار جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي، إلى أن أوباما «يرى أن التواصل مع الصين سيكون طريقة فاعلة للولايات المتحدة كي تحقق مصالحها حول العالم». شانون تيزي * * مديرة تحرير صحيفة «ذي ديبلومات» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©