الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طهران و«حماس».. علاقة فاترة

4 سبتمبر 2015 22:26
في المعركة التي يشهدها الكونجرس حول الاتفاق النووي مع إيران، يشير المنتقدون إلى التدفقات المحتملة من السيولة النقدية والأسلحة التي قد تتدفق من طهران إلى الجماعات المتطرفة بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية «حماس». بيد أن التأكيدات بأن «حماس» ستستفيد من اتفاق إيران بعيدة عن الدقة، فحماس رسمياً في نزاع مع طهران منذ عدة سنوات. وعما إذا كانت إيران المنتعشة بفضل عائدات النفط والمتخلصة من العقوبات الاقتصادية يحتمل أن تعيد «حماس» إلى مدارها كوكيل من وكلائها، فهذا يمثل واحداً من الأسئلة التي يطرحها بعض المحللين العسكريين ووكالات الاستخبارات ولا تجد إجابات مؤكدة. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، هناك أدلة كثيرة على أن العلاقات بين «حماس» وإيران تراجعت بشدة، إلى درجة أن الحركة تسعى الآن للحصول على دعم من دول إقليمية أخرى، تعتبر هي أكبر خصوم إيران في المنطقة. وقد وصف مسؤول في «حماس»، هو «غازي حمد»، العلاقات مع إيران بأنها «ليست جيدة على الإطلاق»، وأضاف في مقابلة مع «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي: «إن مشكلاتنا مع إيران معروفة». وعلى الرغم من أن إيران شيعية وفارسية، وأن «حماس» سُنية وعربية، فإن طهران أغدقت فيما قبل دعمها على «حماس» باعتبارها حركة مسلحة ضد عدوهما المشترك إسرائيل. بيد أن خلافاً وقع بين إيران و«حماس» عندما انحازت هذه الأخيرة إلى جانب المعارضين والمسلحين الإسلاميين الذين يخوضون حرباً ضد نظام بشار الأسد في سوريا. وذكر «حمد» أن الدعم الإيراني لـ«حماس» بالأسلحة والتدريب والسيولة النقدية كان «هائلًا» في عام 2007، وهي السنة التي سيطرت فيها الحركة على غزة. ولكن ماذا عن الآن؟ «لقد توقفت المساعدات ولا تزال معلقة»، بحسب ما ذكر «موسى أبو مرزوق»، نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، في تصريح إعلامي مؤخراً. وكثيراً ما يشير المنتقدون لاتفاق إيران في الكونجرس الأميركي إلى الدعم الإيراني لـ«حماس» باعتباره سبباً لمعارضة الاتفاق، الذي من شأنه أن يرفع العقوبات في مقابل التراجع عن مساعي إيران النووية. وفي جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، قال النائب الجمهوري «إد رويس» إن الاتفاق النووي سيمنح إيران «كماً هائلاً من السيولة النقدية»، يقدر بنحو 100 مليار دولار من عائدات النفط الإيراني المجمدة في حسابات مصرفية في الخارج، وحتى إذا ذهبت معظم هذه الأموال لسداد الديون للصين وإعادة بناء الاقتصاد الإيراني، فستبقى هناك بضعة مليارات على الطاولة. وبدوره قال النائب الديمقراطي «براد شيرمان» الذي يعارض الاتفاق النووي أيضاً إن إيران ستستخدم الأموال لتمويل الجماعات الإرهابية. واستطرد: «إنهم يساعدون حماس وحزب الله والحوثيين». ومن المعروف أن إيران تساعد المتمردين الحوثيين في اليمن في حرب بالوكالة. وفي العام الماضي، ذكر مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن الجناح العسكري لحركة «حماس» في حاجة ماسة إلى النقود ولم يعد يستورد أسلحة بكميات كبيرة من إيران، ولكن بدلاً من ذلك يصنع صواريخ محلية الصنع في ورش صنع الذخائر في غزة، وكذلك أكد «أليكس فاتانكا»، وهو زميل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن «علاقات طهران وحماس في أسوأ أحوالها». أما «عدنان أبو عامر» وهو أستاذ علوم سياسية فيقول إن «إيران كانت هي المصدر الرئيسي الذي أبقى حماس على قيد الحياة من 2007 إلى 2012، فقد أرادت طهران أن تكون حماس هي حزب الله في غزة، ولكن ذلك لم يتحقق على هذا النحو». والسؤالالآن: من سيدعم «حماس»، وكيف؟ هناك دليل على أن «حماس» ما زالت تحصل على دعم من إيران، ولكن بمستوى متضائل للغاية. وقد قامت القوات الإسرائيلية باعتراض سفينة شحن تحمل 40 صاروخاً متوسط المدى العام الماضي في البحر الأحمر، وقيل إن هذه الشحنة كانت في طريقها إلى غزة. وبغض النظر عن ذلك، فمن الواضح أن «حماس» تبحث عن بعض الأصدقاء الجدد. ويليام بوث* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©