الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيد النصيبي يرصد قضايا المجتمع مستعيناً بـ «الفكهاني» و «حمار جحا»

زيد النصيبي يرصد قضايا المجتمع مستعيناً بـ «الفكهاني» و «حمار جحا»
12 سبتمبر 2011 00:52
زيد سويد النصيبي موهبة إماراتية متميزة، تجمع بين فن الكتابة الأدبية والتمثيل والإخراج المسرحي بصورة فطرية عززتها الخبرة العملية الطويلة، دون الحاجة إلى الالتحاق بالجامعات والمعاهد لتعلمها. وعلى الرغم أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن النصيبي، حيث حلم وتمنى أن يدرس الإعلام من شدة حبه للكتابة وامتلاكه مهاراتها منذ مرحلة عمرية مبكرة، إلا أنه لم يدرس هذا التخصص واتجه نحو القانون الذي لم يحبه يوما..!! (العين) - يقول النصيبي لـ”الاتحاد” عن أحلام الثانوية وكيف تحققت من غير دراسة في المستقبل: عندما كنت في مرحلة الثانوية العامة بدأت اكتشف قدراتي في التأليف والكتابة والتمثيل المسرحي، وذلك من خلال كتابتي للخواطر والقصص التي تعبر عن ذاتي وكل ما يشدني نحو المحيط الذي أعيش فيه، وأعشق الوقوف على خشبة المسرح لأمثل أدوارا إلى جانب زملائي في المدرسة، ومن شدة شغفي بهذه الفنون فكرت بأن دراستي للصحافة والإعلام ستدعم شخصيتي الاجتماعية المنطلقة. ويضيف: عندما تقدمت للتسجيل في قسم الإعلام في جامعة الإمارات كانوا قد استوفوا العدد المطلوب فأغلق الباب في وجهي واسودت الدنيا في عيني ولم أجد أمامي سوى أن ألتحق بقسم الشريعة والقانون، وعلى الرغم أنني أمضيت فيه سني دراستي وعملت لمدة 13 سنة في نفس المجال الذي درست فيه، كرئيس قسم المتابعة القانونية في دائرة الماء والكهرباء في العين، إلا أنني أؤكد أنني لم أحب القانون يوما!! “ صحفي بالموهبة ظل حلم الصحافة يلاحق زيد النصيبي خصوصا أنه لم يتوقف عن الكتابة في أي مرحلة عمرية عاشها، وبعد أن تقاعد من دائرة الماء والكهرباء في العين وجد شاغرا يلبي طموحاته في القوات المسلحة في أبوظبي حيث عمل محررا صحفيا في مجلتها السابقة عام 1994 والتي كان اسمها “درع الوطن”، وذلك لمدة 4 سنوات كانت أجمل أيام حياته التي يتذكرها ويتحدث عنها بكثير من اللهفة والشغف والحنين وكأنه يتمنى لتلك الأيام أن تعود.. ويعبر بقوله “كنت محررا صحفيا بالموهبة حيث خصص لي في هذه المجلة بابا ثابتا اسمه “أوراق ثقافية” بالإضافة إلى مواضيع متنوعة عن التراث، وكان باب أوراق ثقافية منوعا يضم الخواطر والقصص القصيرة والقصائد تحت مسمى وحي القصيد حيث كنت أتناول قصائد كبار الشعراء وأحللها للقارئ وأبين الصور الجمالية والإيحاءات التي تتضمنها، أو أتناول بيت شعر لشاعر وأقارنه ببيت شعر آخر لشاعر مختلف وأكتب حول هذين البيتين والمقارنة بينهما، مثل بيت شعر تناولته للشاعر الأمير خالد الفيصل وبيت شعر للمتنبي ورسمت من هذين البيتين لوحتين متحركتين نابضتين بالحياة يعيش فيهما القارئ ويشعر وكأنه جزء من القصيدة، كما كانت تأتيني رسائل من قراء على مستوى العالم حيث كانت المجلة توزع في السفارات والوزارات والهيئات الحكومية والخاصة وغيرها فتحصد تفاعل الجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار والبلدان، وكنت أرد على تلك الرسائل المشتملة على كتابات أدبية وأقوم بنشرها في مجلتنا. «حديث الذكريات» أما بالنسبة للمواضيع التراثية التي كان يكتبها النصيبي فكانت بحسب ما ذكر تندرج تحت بابين الأول يسمى “حديث الذكريات”، والذي كان يلتقي فيه بشخصيات من كبار السن ممن لديهم الكثير من الخبرة في الحياة فيتحدثون عن جيلهم وطريقة تفكيره والظروف التي عاشوها وطبيعة حياتهم السابقة ويقارنون ذلك بالجيل الحالي، بالإضافة إلى لقاءات صحفية مميزة تحت نفس الباب مع أول صحفي وأول طبيب شعبي وأول مدرس نظامي وأول تاجر في الدولة ونحو ذلك، واهتم الباب الثاني من التراث بمؤسسات وطنية تراثية مثل المركز الوطني للطيور في سويحان ومستشفى الصقور في الخزنة، حيث كان يقوم النصيبي بتغطيات دورية لأخبارهم وتجربتهم الفريدة مع الصقور والطيور. يشير النصيبي إلى أنه لم يكن محررا صحفيا عاديا حيث كان يجهد نفسه كثيرا في تقصي المعلومات والأخبار الدقيقة غير مكتف في ذلك بما يسرده له المصدر خوفا من تقديم معلومة مغلوطة أو ناقصة، فهو يريد أن تكون المواضيع التي يقدمها مرجعا يضاف إلى المراجع المعتمدة للقارئ وللصحفي الذي يود الكتابة في نفس الموضوع مستقبلا، ما يعني أن النصيبي لم يكن صحفيا فقط بل باحثا في التراث وباحثا في المواضيع العلمية والطبية التي كان يتناولها في كثير من مواضيعه مثل كتابته عن مرض السرطان وعن هجرة طيور الحبارى من موطنها وعودتها إليه، ويؤكد في ذات السياق أنه من شدة حبه لعمله وبحثه المتواصل كان يصاب بكثير من التعب والإرهاق الفكري والجسدي الشديد حتى انتهى به المطاف إلى إصابته بالمرض الذي دفعه إلى الاستقالة من عمله. تأسيس مسرح العين في تلك الفترة أيضا واصل النصيبي كتابة الخواطر والقصص والمسرحيات وقام مع 50 هاويا بتأسيس مسرح العين ليستطيعوا من خلاله ممارسة هواياتهم في التأليف والتمثيل والإخراج المسرحي، معبرين في ذلك عن أحلامهم وهمومهم وقضاياهم الإنسانية والمجتمعية التي لا تنفصل البتة عن قضايا وهموم مجتمعهم ووطنهم، وبعد أن شكلوا رابطة المسرحيين عرضوا أول عمل لهم والذي كان وفق ما أفاد النصيبي بعنوان “طارش والعنود”، وقد حقق هذا العمل نجاحا كبيرا وحضورا غير عادي، وتلقى دعوات لعرضه في مختلف إمارات الدولة وليس فقط في مدينة العين. ويعلل النصيبي سبب هذا النجاح بأنه يعود إلى العمل نفسه وشدة محاكاته للواقع وملامسته للروح الوطنية وقضية الانتماء والولاء للوطن، وقد مثل النصيبي في هذه المسرحية دورين “والد العريس وشيبة متطوع”، علماً بأنه عين في ذاك الوقت مديرا للعلاقات العامة لمسرح العين. مكانة المسرح يلفت النصيبي إلى مكانة المسرح قديما ومدى تراجعها في هذه الأيام مستشهدا بمقولة “أعطني مسرحا أعطيك أمة”، ما يعني عظم مكانة المسرح في عكس صورة حقيقية مصغرة لهموم الناس وقضاياهم وأحلامهم واحتياجاتهم ويقدم حلولا ناجعة لها فيما يسمى بالمسرح الهادف الذي يدمج الجد بالهزل والمعلومة بالترفيه، على خلاف المسرح هذه الأيام الذي اختفت فيه المضامين الجيدة والهادفة على حد وصف النصيبي. ينسى النصيبي نفسه وهو على خشبة المسرح وتأخذه الأدوار وهو يتقمص الأدوار التي يمثلها، فهو ممن احترفوا التمثيل المسرحي وباتوا من المخضرمين فيه وإن كانت المسرحيات التي مثلها على نطاق الدولة فحسب، كما أنه لا يمتلك فقط مهارة التمثيل بل إنه يمتلك إلى جانبها مهارة التأليف والإخراج، والتي ظهرت على السطح عندما انفصل عن مسرح العين نتيجة اختلاف في وجهات النظر، وصار يفضل أن يكون له عمله الخاص الذي يتحكم بجميع جوانبه حيث مثل وأخرج أول مسرحية بعد انفصاله عن مسرح العين وكانت بعنوان “الحذر واجب”، والتي ألفتها الكاتبة نورة البلوشي، وقد لعب فيها دور الأب المغلوب على أمره والذي يتشاجر مع زوجته بصورة دائمة ونتيجة لانشغال زوجته بزياراتها وحفلاتها تترك الأطفال في أيدي خادمة يتأثرون بأخلاقها وسلوكها ولغتها، ومن ثم تنجح هذه الخادمة بمكرها بالزواج من رب الأسرة في الوقت الذي تطلب فيه الزوجة الطلاق ويأتي الأولاد للانتقام منها فيفتحون أنبوبة الغاز فيموتون فتراهم الخادمة على هذا الحال فتهرب وتسافر إلى بلادها.. وقد عرضت هذه المسرحية في اليوم العالمي للدفاع المدني عام 2001 في خيمة الخبيصي وكانت أول تجربة للنصيبي في الإخراج. أبرز الأعمال التي كتبها النصيبي مؤخرا كانت مسرحية “عودة جحا”، والتي يعتبرها أكبر وأضخم عمل كتبه، وخوفا من أن تسرق فكرتها قام بتسجيلها في وزارة الاقتصاد، علماً بأنها لم تمثل بعد وذلك لأنها تحتاج إلى تكاليف هائلة من حيث الديكورات والملابس التي يحتاجها الممثلون وغير ذلك، أما فكرتها باختصار كما يشرحها النصيبي بأنها تقع في 3 فصول في “المحكمة والسوق والبيت” وتستحضر شخصية جحا وحماره المعروف إذ يعود جحا ويرى هذا الزمان ويتعجب من متناقضاته وفتنه ويبدأ يقارن بين الزمان الذي عاش فيه وهذا الزمان من حيث التطور والعادات والتقاليد وطبيعة الحياة ويسخر مما آل إليه الفن هذه الأيام وموضة اللباس ويحزن على تدني الفكر والثقافة.. إلخ. وقد اختار النصيبي لنفسه في هذه المسرحية دور الفكهاني “بائع الفاكهة”، الذي يغني للفواكه كما يغني لها فنانو هذا الزمان كالفراولة والبرتقال والعنب...، ويؤكد أن هذا العمل تطلب منه جهدا ووقتا كبيرا وذلك لأنه قام بمطالعة الكتب الموثوقة التي تتحدث عن نوادر جحا وضمنها في المسرحية التي لم ترى النور بعد !! وانضم زيد النصيبي مؤخرا إلى قرية التراث الثقافية التابعة لنادي العين للهواة، ليكون مستشارا ثقافيا وإعلاميا لها منذ افتتاحها في عام 2010، وعن طبيعة عمله فيها يقول: أقوم بعمل خطة شاملة للفعاليات والأنشطة التي ستقام على أرض القرية بالإضافة إلى مخاطبة الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وتزويدها بالدعوات والأخبار الصحفية اللازمة وكل ما تحتاجه من صور ومعلومات عن القرية، وأنظم الأمسيات الشعرية من خلال الاتصال بالضيوف الشعراء والتنسيق معهم لتقديم أمسياتهم، وأنظم الندوات الخاصة بالمناسبات العالمية مثل يوم المرأة العالمي ويوم البيئة..الخ. وكذلك أنظم الفعاليات الوطنية مثل العيد الوطني والمهرجانات مثل مهرجان أهلا رمضان والذي أقيم مؤخرا في شهر رمضان وانتهى بانقضاء عيد الفطر السعيد. مسرحيتان للأطفال قام زيد النصيبي بتقديم مسرحيتين للأطفال في شهر رمضان الفائت على مسرح اكسترا مول في البطين ومسرح العين مول، حيث قام بتأليفهما والتمثيل فيهما وإخراجهما ليحقق بذلك الرؤية التي أراد إيصالها للناس من خلال مسرحياته الهادفة والمميزة، ففي مسرحيته الأولى والتي كانت بعنوان “وليد الكذاب” بيّن فيها مساوئ الكذب ونتائجه وكيفية علاجه عند الأطفال بطريقة كوميدية ترفيهية أدخلت الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال وأهاليهم وقدمت لهم العبرة والمعلومة المفيدة. أما المسرحية الثانية فكانت بعنوان “بوطناف”، وركزت على قضية العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة وتدعو الأطفال والناشئة إلى التمسك بها وبالأخلاق الحميدة وبالمثل وبالتراث، بالإضافة إلى عادات الإماراتيين قديما في العيد بدءا من أداء صلاة العيد واللباس والحلويات والعيدية وزيارة الجيران والأقارب، وعرضت هذه المسرحية ثاني أيام عيد الفطر السعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©