الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وردة الجزائرية تحلق بأغنيات الزمن الجميل على مدرجات أسواق بيروت

وردة الجزائرية تحلق بأغنيات الزمن الجميل على مدرجات أسواق بيروت
12 سبتمبر 2011 00:52
غنت بصوتها المفعم بالأصالة، فأمطرت السماء حباً وفرحاً. قبل توجهها لإحياء الحفل الضخم على مدرجات أسواق بيروت لمناسبة عيد الفطر السعيد، صرّحت: “عايزاكم تنبسطوا معايَ، لأني سأعطي أكثر ما عندي، من حفاوة وصدق وفرح. كلّ سنة وأنتم طيبون...”، إنها وردة الجزائرية التي جاءت لتقف أمام جمهور لبناني وعربي متفاوت الأعمار تفاعل معها بحماسة على مدى ساعة وأربعين دقيقة.. في الحفل الذي أعاد الجمهور إلى الزمن الجميل، وأنعش ذاكرةً مهدّدة في ظلّ صعود موجة الفيديو كليب والفنّ التجاري الهابط. (بيروت) - تعود وردة الجزائرية إلى لبنان بعد أقل من ثلاثة أشهر لإحياء حفل رأس السنة في بيروت، حسبما صرّحت رولا ثلج صاحبة الشركة المنظمة للحفل، والتي وصفت سعادتها بنجاح وعودة وردة للغناء. وعن أن وردة لم تقدم أي من أغاني ألبومها الجديد خلال هذا الحفل، لأنها مرتبطة بعقد مع الشركة المنتجة، قالت ثلج إنها هي التي طلبت من وردة الأغنيات القديمة نظراً لما لها من قيمة وحنين وشغف عند الجمهور الذي عشق وردة من ما يقارب الأربعة عقود. حفل مفاجئ وبعد أن قدمت لها ثلج متعهدة الحفل جميع التسهيلات اللازمة وتمّ الاتفاق، أرجعت وردة أحد أهم أسباب الموافقة أن لبنان “وحشها موت”، مضيفة أيضاً أن ما أعجبها في رولا أنها كانت خائفة على مشاعر وردة كثيراً، ولم تبخل بأيّ شيء كي تشعر بالراحة. والحفل كان بالنسبة لوردة مفاجئاً بالفعل كما قالت. بمعنى أنها كانت تنتظر، قبل تقديم أيّ حفلة جديدة، صدور “ألبومها” الأخير، الذي تأخر نزوله إلى الأسواق لسنوات عدة، بعد “المشكلات” مع الشركة المنتجة التي أعلنت مؤخراً أنه سيكون موجوداً بعد الأعياد. لكن وردة الجزائرية ترى أنه سيتأخر قليلاً بعد، إذ أنهم ينتظرونها هناك في القاهرة، لتصوير “كليب” خاص بإطلاق الشريط. لكن مدير الشؤون الفنية في الشركة المنتجة صرّح خلال حفل وردة بأن ألبومها الجديد وعنوانه “اللي ضاع من عمري” سيصدر أواخر سبتمبر الجاري. العمر لم يشوّه صوتها وفي بداية الحفل قالت وردة: “أحيي الشعب اللبناني كله.. أشكركم على وجودكم كلكم، جئتُ إلى بيروت لأشارك اللبنانيين فرحهم، وخصوصاً أنّ لبنان عانى كثيراً”، موضحة أن للبنان سحره عندها وإثارة لعواطفها وذكرياتها، لكن علاقة وردة بهذا البلد ليست علاقة عابرة، إذ أنه بلدها “كما الجزائر بلدي”. فالفنانة التي ولدت في فرنسا، هي من أم لبنانية، أما والدها فجزائري كان يعيش في باريس حيث ولدت هناك، قبل أن تنتقل وهي في السادسة عشرة من عمرها، لتأتي إلى بيروت، ولكي تتعرف إلى عائلتها، كما لتغني في “محل طانيوس”، فيما بعد، أيام الثورة الجزائرية، في خمسينيات القرن الماضي. وهي المرة الأولى التي تغني فيها وردة الجزائرية مع فرقة غير فرقتها الخاصة.. غنّت بعد غياب طويل عن بيروت، وتحركت وخاطبت الجمهور ومازحته مراراً وصرخت عليه ووزعت إيقاع أغنيتها وراقصته بأصابعها وبطريقتها الممتازة وضحكت مراراً ضحكتها الجميلة وبحيوية أدائية وبراعة ونضارة، وانعقد الهوى في جسم المغنية بفصول الأغنية الكلاسيكية الجميلة والدائمة، غنّت وردة ألحاناً خالدة لسيّد مكاوي وصلاح الشرنوبي ومحمد عبد الوهاب برفقة فرقة موسيقية بقيادة بسام بدور الذي وصف بعد التمارين للحفل أن “العمر لم يشوّه صوت وردة، وعلامات الزمن تكاد تكون غير ملحوظة في أدائها. لا تزال السيّدة تتقن لعبة التطريب”. أداء صاخب مع 25 عازفاً وعازفة وكورساً من ثمانية منشدين ومنشدات امتد على مساحة أوسع من مسرح المهرجانات الى المقاهي والشوارع البعيدة التي امتلأت بالناس، ومع أن الجمهور في غالبيته كلاسيكي أكثر من جيل الستينيات والسبعينيات، لكن وردة خاطبت جمهور الشباب أكثر وأطلت برومانسية خلاّبة. في مطلع الأمسية أدت وردة “لولا الملامة”، وبعدها “قلبي سعيد” من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان سيد مكاوي. ثم غنت “خليك هنا” للشاعر محمد حمزة، فـ”أنا مالي” من كلمات الشاعر نفسه، قبل أن تنشد “اسمعوني” من كلمات سيد مرسي، والأغنيات الثلاث الأخيرة من ألحان بليغ حمدي. وبعد “في يوم وليلة” من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب، غنت “أكذب عليك” من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي. ثم قدمت أغنية “على عيني” التي قالت إنها لم تنشدها “من زمان”، وهي من تلحين حلمي بكر وكلمات عبد السلام أمين. وأبدعت وردة في أغنيتها “لولا الملامة” التي قالت إنها تغنيها للمرة الاولى في بيروت. بدت وردة كأنها تعيش أغنياتها وتكسر الحاجز الذي يفصل بين الخشبة والجمهور، فتنسجم معه وينسجم معها، وتستمع إلى طلباته وتعلق عليها. رح تبكوني والماكياج يمشي! تحول الجمهور في الحفل إلى كورس للسيدة وردة السبعينية، وشارك بحماسة في أغنية “بتونس بيك” وهي من كلمات عمر بطيشة وألحان صلاح الشرنوبي. وعندما انتهت من غنائها قالت “رح تبكوني والماكياج يمشي!”. وقبل أن تترك جمهورها وتمشي، ختمت حفلتها بأغنية “حرمت أحبك” لفارس العبد الله من ألحان الشرنوبي. وستظل وردة نجمة كلاسيكية وشعبية امتزج صوتها بهواء المكان، فكانت ليلة حب وردية جزائرية في أجواء بيروتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©