دونيتسك، أوكرانيا (أ ف ب)
تعرض الجيش الأوكراني لنكسة خطيرة أمس مع خسارة مطار دونيتسك الذي سيطر عليه المتمردون الموالون لروسيا، فيما تكثفت مؤشرات تصعيد كبير في المعارك مع سقوط 41 قتيلا في خلال 24 ساعة، وهي الحصيلة الأكثر دموية منذ سبتمبر.
ومنذ بدء النزاع في إبريل بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم وبدء تمرد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، قتل أكثر من 5 آلاف شخص في المعارك بين االجيش الأوكراني والانفصاليين حسب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
والدعوة إلى وقف إطلاق النار التي أطلقها مساء أمس الأول وزراء خارجية ألمانيا وروسيا وفرنسا من برلين لم تلق أصداء في أوكرانيا التي غرقت مجددا في دوامة العنف.
وميدانيا، اضطرت سلطات كييف إلى ترك مطار دونيتسك، الموقع الاستراتيجي الذي كان محور معارك منذ مايو، للمتمردين. واضطر جنود كييف للانسحاب منه مساء الأربعاء ورغم أنهم لا يزالون يهاجمون المتمردين إلا أنهم أصبحوا خارج حرم المطار. والأثر النفسي يمكن أن يكون ثقيلا على القوات المسلحة الأوكرانية التي سبق أن خسرت مطار لوجانسك، أبرز مدينة في المنطقة المجاورة لدونيتسك.
وفي موازاة ذلك شهد شرق أوكرانيا في الساعات الـ 24 الماضية أحد الأيام الأكثر دموية منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار في مطلع سبتمبر في مينسك بين الأطراف المتحاربة.
وقتل 41 جنديا ومدنيا أوكرانيين في الساعات الـ 24 الماضية في مناطق دونيتسك ولوجانسك.
والهجوم الأعنف كان في حي في دونيتسك كان بمنأى حتى الآن عن النيران وحيث قتل 13 مدنيا بقذائف هاون سقطت على ترامواي بحسب أجهزة الإسعاف المحلية.
وقتل عشرة أشخاص أيضا في جورليفكا في منطقة دونيتسك بحسب قائد انفصالي يدعى ادوارد باسورين. وأعلن الجيش الأوكراني مقتل عشرة من جنوده في شرق البلاد.
وفي منطقة لوجانسك قتل أيضا ثمانية أشخاص بحسب شرطة هذه المنطقة الانفصالية.
والهجوم على الترامواي في دونيتسك يعتبر الأكثر دموية من حيث الضحايا المدنيين منذ توقيع اتفاقات السلام في دونيتسك ويأتي بعد ثمانية أيام على مقتل 12 مدنيا في قصف على حافلة في فولنوفاكا على بعد 35 كلم جنوب دونيتسك.
وسارعت الحكومة الأوكرانية الى اتهام الانفصاليين بالوقوف وراء القصف وتحميل روسيا «المسؤولية» بحسب ما قال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك. وأكد وزير الدفاع بافلو كلميكن أن القصف جاء من جهة الانفصاليين.
من جهتها اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بأنها تقف وراء قصف الترامواي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في بيان «نعتبر هذا الحادث بمثابة جريمة ضد الإنسانية، وبمثابة استفزاز فاضح لنسف عملية السلام المتعلقة بالأزمة»، متهما القوات الأوكرانية بالوقوف وراء ذلك. وبعد ساعات على المأساة، أرغم متمردون انفصاليون موالون لروسيا، 20 جنديا أوكرانيا على المرور أمام الجموع الساخرة والغاضبة، من مطار دونيتسك وحتى المكان الذي قصفت فيه الحافلة. وطوال عشر دقائق، أرغم الجنود على الركوع على الرصيف وأحاط بهم عشرات من سكان دونيتسك وأُلقيت عليهم قطع زجاج من نوافذ مباني.
الى ذلك، أعلن ناطق باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن 5 آلاف شخص قتلوا منذ بدء النزاع في إبريل وأُصيب عشرة آلاف بجروح.
وقال الناطق باسم المنظمة للإذاعة الأوكرانية إن أكثر من 10 آلاف شخص أُصيبوا بجروح بسبب القصف بالصواريخ وقذائف الهاون على مناطق سكنية في الشرق الصناعي.
وفي بروكسل أعلن القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف في ختام اجتماع للجنة العسكرية للحلف أمس إن المعارك في أوكرانيا تكثفت وعادت إلى مستوى ما قبل وقف إطلاق النار الذي أُبرم خلال اتفاقات مينسك.
عدد اليوم
