السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحالف كبريات الشركات لتوسيع استخدام «الإنترنت» عالمياً

6 سبتمبر 2013 21:26
لا يستخدم «فيسبوك» سوى واحد من كل سبعة أشخاص في العالم. ورغم أن ذلك يشكل عدداً ليس بالقليل، إلا أن مارك زوكربرج مؤسسها ورئيسها التنفيذي يتطلع الآن إلى ضم بقية سكان العالم بما يشمل الأربعة ملايين نسمة الذين ليس لديهم وصلة «إنترنت». وأعلنت «فيسبوك» مؤخراً عن خطة تهدف إلى خفض حاد لثمن تقديم خدمات «الإنترنت» الأساسية على الهواتف المحمولة خصوصاً في الدول النامية، التي تبحث «فيسوبك» وغيرها من شركات التكنولوجيا فيها عن مستخدمين جدد. وقد وافقت ست من كبريات التكنولوجيا العالمية تشمل «سامسونج» و«نوكيا» و«كوالكوم» و«إريكسون» على العمل مع «فيسبوك» كشركاء في هذه المبادرة التي يطلقون عليها اسم «إنترنت دوت أورج». وتعتزم هذه الشركات تحقيق هدفها من خلال تبسيط تطبيقات الهواتف على نحو يقلل من تكلفتها وتطوير مكونات الهواتف والشبكات، بحيث ترسل مزيداً من البيانات مع تقليل استهلاك طاقة البطاريات. وبالنسبة لزوكربرج، فإن تشكيل هذا الائتلاف يعد طريقة أخرى يسعى بها لتنصيب نفسه رائداً لهذه الصناعة، حيث دأب على التحدث والتأكيد أكثر من غيره من تنفيذيي التكنولوجيا عن موضوعات مثل التعديلات اللازمة على إجراءات هجرة الكفاءات. ومن خلال «إنترنت دوت أورج» يضع زوكربرج مبدأ يمكن أن يجمع بين أهداف الربح ومقاصد إنسانية. وقال زوكربرج في مقابلة أجريت مؤخراً: «للإنترنت دور مهم في تقدم الإنسانية، لكن ذلك لن يحدث تلقائياً، بل على الشركات أن تضع خطة زمنية لذلك». غير أن هذه المبادرة تعكس أيضاً مدى محاولات شركات التكنولوجيا لتلبية متطلبات النمو من خلال جذب عملاء خارج أسواق الولايات المتحدة وأوروبا حتى لو كان لزاماً عليها المساعدة على إنشاء بنية أساسية وخدمات في أنحاء أفقر وأقل تقدماً رقمياً من العالم. «جوجل» على سبيل المثال، بدأت برنامجاً مع شركات الاتصالات العام الماضي يقدم لمستخدمي الأجهزة اللاسلكية في بعض الدول النامية استخداماً مجانياً لرسائل «جوجل جي ميل» GMAIL والبحث والصفحة الأولى المنقور عليها من نتائج بحث ما. كما تنشغل «جوجل» فيما يسمى مشروع القمر Projct loon الرامي إلى توجيه إرسال شبكة الإنترنت إلى الكرة الأرضية من بالونات بلاستيكية تحلق على ارتفاع يتجاوز 11 ميلاًَ أو حوالي 18 كيلومتراً في الجو. أما «تويتر» التي تستعد لعرض أسهمها على الجمهور في اكتتاب ابتدائي عام، فقد عقدت اتفاقيات مع نحو شركة 250 شركة هواتف محمولة في أكثر من 100 دولة لتقديم استخدام مجاني لـ«تويتر»، وعملت على التأكد من تبسيط خدمتها حتى على أرخص الهواتف المحمولة. ليس لدى هذه الشركات خيار سوى البحث عن النمو في الخارج. ذلك أن أكثر من نصف الأميركيين يستخدمون «فيسبوك» بالفعل مرة واحدة على الأقل شهرياً، كما أن استخدام بقية العالم المتقدم يعتبر بهذه الكثافة ذاتها. وتعتبر الدول الأفقر في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية الفرصة الكبرى لبلوغ عملاء جدد - لو أن الشركات استطاعت جذب سكانها على شبكة الإنترنت بسعر منخفض. وتتمثل أهداف الائتلاف الجديد المباشرة في خفض تكلفة تقديم خدمات «الإنترنت» إلى واحد في المئة من مستواها الراهن في غضون خمس إلى عشر سنوات من خلال النهوض بكفاءة شبكات الإنترنت وبرمجيات الهواتف المحمولة. كما يأمل الائتلاف في تطوير أنماط أعمال جديدة تتيح لشركات الهواتف تقديم خدمات بسيطة مثل البريد الإلكتروني وشبكات البحث والتواصل الاجتماعي بسعر منخفض جداً أو حتى دون رسوم. وقال زوكربرج، إن في مقدور جهود صغيرة تحقيق تغييرات كبرى. كما قال: «ليس في إمكان شركة واحدة عمل ذلك بمفردها». وتعمل «فيسبوك» فعلاً على ابتكار طرق لخفض متوسط كم البيانات المستخدمة من قبل تطبيق أندرويد المحمول من 12 ميجابايت يومياً إلى ميجابايت واحد دون أن يلاحظ المستخدمون. كما ابتكرت كوالكوم التي تنتشر تقنية رقائقها في الهواتف المحمولة المتقدمة، تصاميم جديدة لتمديد عمر بطارية الهاتف وتقليص كم البيانات اللازم لإرسال فيديو وتوسيع نطاق شبكات المحمول من خلال أجهزة صغيرة تشبه أجهزة «راوتر واي فاي». كذلك بدأ شركاء الائتلاف تجربة طرق جديدة لخفض رسوم البيانات التي يدفعها عملاء الهواتف المحمولة مع تمكين مصنعي الهواتف وشركات الاتصال من تحقيق أرباح. على سبيل المثال أجرت «نوكيا» مصنع الهواتف المحمولة الفنلندي مؤخراً تجربة مع «فيسبوك» وشركة تسيل للهواتف المكسيكية أدخلت من خلالها استخدام «فيسبوك» مجاناً في بعض هواتفها العادية من طراز «آشا». فزادت المبيعات زيادة كبرى وقررت الشركة إجراء حملات ترويجية مماثلة لعملاء بهارتي ايرتل شركة اتصالات المحمول في الهند وأفريقيا. غير أن فريق «إنترنت دوت أورج» لا يخطط لمعالجة بعض مسائل البنية الأساسية الشائكة التي تشكل عوائق كبرى في العالم النامي، خصوصاً نقل البيانات إلى الأماكن النائية. وقال ميتشوكي إموانجي مدير التطوير الإقليمي لأفريقيا في مجموعة «إنترنت سوسايتي» غير الهادفة للربح التي طالما عملت على نشر استخدام «الإنترنت» عالمياً، إن القارة تفتقر بشدة إلى نقاط الاتصال، الأمر الذي يجبر معظم طلبات المحتويات مثل «فيديو يوتيوب» على توجيهها عن طريق أوروبا بأسعار مرتفعة. إن إنشاء مزيد من نقاط الربط يتطلب اهتمام الحكومات. ولكن على الأقل يرغب الائتلاف في أن تضع «فيسبوك» و«جوجل» نسخاً من محتوياتها في عدد أكبر من الخوادم الأفريقية لتقديمها على نحو أسرع وأرخص، وهو أمر قالت الشركتان إنهما تدرسانه. وعلى غرار ائتلاف مشروع الحوسبة المفتوحة الذي بدأته «فيسبوك» عام 2011 للنهوض بكفاءة مراكز البيانات، ستسعى «فيسبوك» إضافة شركاء آخرين إلى «إنترنت دوت أورج» بما يشمل حكومات وطنية وشركات اتصالات هواتف لاسلكية و«مايكروسوفت» التي تعد حليفاً قديماً لـ«فيسبوك» التي لديها مشروعاتها الخاصة لزيادة استخدام «الإنترنت». غير أن «جوجل» التي تعد منتجاتها في مجال البحث و«فيديو يوتيوب» بذات أهمية شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي للعديد من مستخدمي الإنترنت، يرجح أن تظل خارج ذلك الائتلاف. يكمن أحد الأسباب في كثافة جهودها لنشر استخدام الإنترنت فعلاً، إضافة إلى أن الشركة تعمل دائماً على تطوير برمجيتها أندرويد التي تشغل معظم الهواتف الذكية المبيعة، من أجل النهوض بالكفاءة وتمديد عمر البطارية. وقال كوتني هوهن المتحدث باسم جوجل: «نحن دائماً نستثمر في تقنيات وبرامج لمساعدة الناس على استخدام شبكة الإنترنت، ولدينا فرق في أنحاء العالم تعمل على ابتكار منتجات تلائم الاحتياجات المحلية». هناك نجاح تم بالفعل في دول كالفلبين التي استخدمت فيها «جلوب تليكوم» ثاني أكبر شركة هواتف محمولة «تويتر» و«فيسبوك» و«جوجل» مجاناً ترويجاً لزيادة عدد المستخدمين البالغ عددهم 37 مليون مستخدم الذين يشتركون أيضاً في خطة بيانات محمول، إلى 20% من الصفر تقريباً في عامين اثنين. وبالنسبة لـ«فيسبوك» التي تحصل على معظم عائداتها من بيع الإعلانات التي تعرضها على مستخدميها، فإن الفوائد المباشرة من نشر استخدام «الإنترنت» ستكون قليلة حسب زوكر برج وإن كان قد أقر بأن هناك فائدة طويلة الأجل، وقال زوكربرج: «نحن مهتمون بذلك؛ لأننا نعتقد أنه أمر طيب للعالم، أكثر منه أمر سيدر علينا أرباحاً جيدة». عن «إنترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©