السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد ورحلة بناء «مجلس التعاون» من الفكرة إلى الواقع

زايد ورحلة بناء «مجلس التعاون» من الفكرة إلى الواقع
4 ديسمبر 2010 23:53
يسجل التاريخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل قصة تحويل مجلس التعاون لدول الخليج العربية من فكرة إلى واقع، بداية من اول اجتماع ثنائي بينهما في أبوظبي عام 1976 والتي تبعتها رحلات مكوكية قام بها ولي العهد الكويتي الراحل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح إلى كل من السعودية والبحرين وقطر وعمان، مرورا باقتراح الاستراتيجية الخليجية المشتركة في مؤتمر القمة العربية الـ11 في العاصمة الأردنية عمّان في نوفمبر 1980، وعقد أول لقاء خليجي على مستوى القادة على هامش مؤتمر القمة الإسلامي في مدينة الطائف السعودية في يناير 1981 والذي شهد اتفاقا مبدئيا، وتلا ذلك اجتماعات التحضير لوزراء خارجية دول المجلس والخبراء في كل من الرياض ومسقط في فبراير، وانتهاء بالتوقيع على صيغة تأسيس مجلس التعاون في اول قمة انعقدت في أبوظبي في 25 و26 مايو 1981 بهدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين وصولاً إلى الوحدة وفق ما نص عليه النظام الأساسي في مادته الرابعة التي أكدت أيضأ على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس انطلاقا مما يربط بين الدول الست من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، وإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف. واكد إعلان أبوظبي 1981 على الروح الأخوية القائمة بين دول المجلس وشعوبهـا والسعي إلى تطوير التعاون وتنمية العلاقات وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين الشعوب في مختلف المجالات، وإنشاء المشاريع المشتركة، ووضع أنظمة متماثلة في جميع الميادين الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والتشريعية. وركزت المبادئ الواجب اتباعها لتحقيق الأهداف الأساسية لمجلس التعاون على “المساواة في السيادة، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والانتماء الكامل للعروبة والتنظيمات العربية، والتمسك بسياسة عدم الانحياز ونبذ الأحلاف والقواعد”. وشدد إعلان أبوظبي على أن المجلس إنما يعبر عن إرادة هذه الدول وحقها في الدفاع عن امنها وصيانة استقلالها، مؤكدا التزام دول المجلس بميثاق جامعة الدول العربية والقرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة ودعم منظمة المؤتمر ألإسلامي والتمسك بميثاق الأمم المتحدة. كان لدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قناعة كبيرة بفوائد توحيد دول الخليج انطلاقا من إيمانه بما تحقق من اتحاد إمارات الدولة السبع عام 1971 والذي شكل فعليا النواة لتكوين مجتمع خليجي عربي واحد تتشارك دوله في العوامل التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وفيما يلي بعض من أقوال المغفور له في “مجلس التعاون”: - “إن نجاح المسيرة الاتحادية بدولة الإمارات كان حافزاً لبلورة فكرة قيام مجلس التعاون..لقد وضعنا في دولة الإمارات تجربتنا الاتحادية كنموذج حي لجميع الأخوة في منطقة الخليج وتطلعنا بعد ذلك إلى الاتحاد الأكبر بين الأشقاء في المنطقة فجاء تجاوب إخواننا بتوجهاتنا الاتحادية بمثابة دور نور على نور لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا بقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية”. - “انطلاقا من إيمان الشعب العربي في الخليج بوحدة روابط الدين واللغة والعادات والتقاليد والآمال والمصير المشترك وإدراكاً لأهمية الموقع الاستراتيجي للمنطقة وللحفاظ على أمنها واستقرارها سعى قادتها إلى تحقيق أماني هذا الشعب لزيادة التنسيق وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والتي توجت بقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية”. - “أقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية كما هو معروف عنها عضو واحد وذات مصير واحد فما علينا إلا أن نتماسك وأن نصون بناءنا هذا”. - “بعد اتحاد الإمارات جاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية..والله يعلم ما بذلته من جهد لأجل قيام مجلس التعاون مع إخواني السعوديين والقطريين والكويتيين والبحرينيين والعمانيين وقد أطلعتهم على الأشياء التي وجدناها في الاتحاد والتي أردنا أن ينتفع بها وينتفع بها إخواننا وجيراننا سواء في السعودية أو البحرين أو الكويت أو قطر أو عمان ..والحمد لله وفقنا الله وقام المجلس واستمر، وهذا الاستمرار والبحث عن ما هو أفضل ليس مستنكراً إذ أنه واجب على الإنسان أن يبحث عن ما هو أفضل”. - “بقدر ما أن الدول الست التي تنضوي تحت لواء هذا المجلس متجانسة ومتماثلة، سواء من حيث القرب الجغرافي أو التراث المشترك أو التركيب الاجتماعي والنظم السياسية فإن هذا المجلس لا يشكل بأي حال من الأحوال منظمة إقليمية جديدة أو مستقلة، إنه على العكس من ذلك إضافة درع واق جديد لجسم الأمة العربية، وتعزيز لجناح من أجنحة الوطن العربي المترامي الأطراف”. - “إن السياسة الثابتة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تقوم على رأي وموقف واحد ولا توجد هناك تفرقة ولن تكون هناك مواقف شاذة لأن كل شقيق يطرح بصراحة ما يؤمن به لنفسه ولشقيقه على حد سواء”. - “إن مواقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية معروفة لدى جميع بالبرهان والدليل ودول الخليج لم تتردد يوماً عن تلبية أي طلب لدعم أشقائها العرب في مواقفهم وليس هناك أي تنصل من أي التزام”. - “إن لقاءات قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ما هي إلا صيانة لهذا الصرح الذي بنيناه جميعا وحرصنا على أن يظل قوياً وشاهقاً ..هذا الصرح الذي أصبح بارزاً لمجتمعنا في الخليج ولأمتنا العربية والإسلامية ولأصدقائنا في العالم”. - “إن مجلس التعاون جاء في وقت نحن في أشد الحاجة إلى التنسيق والتعاون وفق خطط مدروسة واستراتيجية متفق عليها لمواجهة الأطماع والتحديات التي تحيط بالخليج وتجسيد آمال وطموحات شعوب المنطقة”. - “إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو الدعامة الأساسية لتأمين القوة الذاتية لدول المنطقة بما يمكنها من القيام بدورها في خدمة الأمة العربية والإسلامية، والإسهام في صون أمـن وسلام العالم أجمع”. - “نحن مشهور عنا أننا وحدويون لأن إيماني بهذا المفهوم عميق الجذور، إننا نرى في الوحدة التي يجب أن تقوم بين دول شعوب المنطقة، أن تكون وحدة بين شعوب المنطقة، لا بين حكامها، لأن الشعوب أخلد وأبقى، إننا نؤمن إيماناً مطلقاً بأهمية الوحدة بين دول المنطقة كأساس للوحدة العربية الشاملة”. وقد نعى المجلس الأعلى لدول التعاون في قمته الـ25 (قمة زايد) التي عقدت في المنامة في 21 ديسمبر 2004 المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان معبرا عن عميق مشاعر الأسى والحزن ومستذكرا رحلة حياته المليئة بالأعمال الجليلة والإنجازات الكبيرة، الحافلة بالعطاء الصادق والعمل المخلص الدؤوب لما فيه خير دولة الإمارات العربية المتحدة وتقدمها وازدهارها ورخاء شعبها، ودوره في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإسهامه الكبير في تأسيسه، وما قدمه من جهد كبير لخدمـة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وسلام المنطقة والعالم. كما رحب المجلس بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، معربا عن ثقته التامة بأن سموه سيُعزِّز بحكمته المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات في دعم مسيرة مجلس التعاون المباركة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©