الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصيد والفروسية» يحرك شجون الحياة البرية في نفوس محبي القنص

«الصيد والفروسية» يحرك شجون الحياة البرية في نفوس محبي القنص
7 سبتمبر 2013 13:25
تستقطب فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي يختتم اليوم (السابع من سبتمبر الجاري)، أعداداً كبيرة من الجمهور، الذي توافد على مركز أبوظبي الوطني للمعارض بصورة مدهشة من أجل المشاركة في هذه التظاهرة التراثية، التي تبرز الموروث الشعبي في أبهى حلة. ويلعب المعرض دوراً رئيساً في تحريك شجون الحياة البرية في نفوس أبناء الدولة والمنطقة بأسرها. واللافت في المعرض هذا العام؛ تنوع أنشطته، التي مثلت عوامل جذب للزوار الذين جاؤوا من مختلف الدول الخليجية والعربية، إلى جانب دول العالم كافة، خصوصاً أن تحليق الطيور البرية في أركان مخصصة لها، والعروض الحية للصناعات اليدوية والتقليدية، ومعارض الفنانين التشكيليين، وجلسات السمر في المقهى الشعبي الذي تقدم فيه القهوة العربية وفق طريقة صناعتها التقليدية والعديد من الفعاليات التي قدمت من قبل العارضين داخل أجنحة المعرض أضفت على المكان طابعاً جمالياً. استحوذ معرض الصيد والفروسية على اهتمام الأطفال بصورة واسعة إذ لم يعد حكراً على الكبار أن يتابعوا المعارض الكبرى وحدهم من أجل شراء مستلزمات الصيد والقنص والفروسية، ما يدل على أن الاهتمام بالتراث الشعبي بلغ ذروته في نفوس هذه فئة التي تتشكل بها ملامح المستقبل، فضلاً عن عائلات بأكملها كانت تتجول في أورقة المعرض للاطلاع على حصاد الثقافة التاريخية للدولة، ومنطقة الخليج بأسرها فهي تحيي في النفوس رصيد العصور، وما تركته من موروث شعبي وعادات وتقاليد أصيلة. منتوجات تراثية من بين الذين حرصوا على زيارة جميع أجنحة معرض أبوظبي الدولي للصيد للفروسية علي الزعابي، الذي يهوى القنص ويسافر دائماً في رحلات صيد متنوعة. ويذكر أنه من زوار المعرض القدامى نظراً لاهتمام بالتراث الشعبي الذي أحيته في وجدانه كلمات بعض المعمّرين الذين عاشوا الحياة البسيطة التي كانت تكتنفها الكثير من الصعوبات بحثاً عن الرزق في كل البيئات الموجودة بالدولة، لافتا إلى أنه جاء هذا العام من أجل شراء بعض المنتوجات التراثية المصنوعة من سعف النخيل مثل السروج، والمتشبه، وخطام الناقة، فضلاً على شراء الدخون، والعسل وبعض الأدوية الشعبية، وأدوات الصيد الحديثة، خاصة المسدسات والذخيرة. ويشير إلى أنه يذهب في رحلات صيد مع مجموعة من الأصدقاء ويعد نفسه من المحظوظين في هذا الجانب إذ إنه حقق معظم أهدافه من هذه الرحلات. جولة عائلة قطرية في أحد أركان معرض أبوظبي الصيد والفروسية توقفت عائلة قطرية أمام أحد المعارض الخاصة ببيع مستلزمات الصيد والرحلات، والتي كان نصف أفرادها من الأطفال. واللافت إلى أن محمد راشد النعيمي (12 سنة) وأخويه حسن (11 سنة) وناصر (9 سنوات) كانوا يتحدثون إلى أحد الباعة ويطلبون منه أدوات بعينها. ويقول أخوهم الأكبر عبدالله “إخوتي يحرصون على الذهاب معنا إلى رحلات الصيد رغم صغر أعمارهم وهذا ما جعلهم على دراية كبيرة بالمستلزمات الخاصة بصيد الصقور، فضلاً على أنهم اكتسبوا الشجاعة، وتعلموا الصبر في هذه الرحلات، ونحن نتركهم يشترون هذه المستلزمات بكل أريحية خصوصاً أنهم شركاء للأسرة في كل رحلاتها”. ويؤكد أنهم لن يعودوا إلى قطر إلا بعد انتهاء المعرض وشراء كل ما يحتاجونه من أدوات وصقور. سوق رابحة حول معدات الصيد بأنواعها المختلفة ومستلزمات الرحلات، يقول مدير إحدى الأجنحة الخاصة بأدوات الصيد خالد المهيري “للأجداد الفضل في تذكيرنا بهذه الأشياء الموروثة الجميلة، ولولا اهتمام القيادة الرشيدة بالدولة بالصيد والفروسية والحياة التراثية ما وصل هذا الجيل الرحلة إلى مواطن الصيد”. ويشير المهيري إلى أن جناحه الذي يعرض الخيام والمظلات والأدوات المختلفة مثل السكاكين والأواني وأجهزة الإضاءة والمقاعد ومستلزمات النوم يحظى بإقبال كبير، مؤكداً أن المعرض سوق رابحة للجميع لأنه يبرز التراث الشعبي ويشجع على التفاعل معه بصورة غير مسبوقة. ويلفت إلى أن المعدات الخاصة بصيد الصقور وكلاب الصيد والحقائب الجلدية والسلاح والذخيرة من أهم الأشياء التي يحرص عليها هواة الرحلات البرية، مشيراً إلى أن الصيد قديماً كان حرفة بهدف الطعام واكتساب لقمة العيش، لكنه اليوم أصبح من مظاهر الحفاظ على الموروث الشعبي ومن ثم الترفيه. في أحد أجنحة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية؛ جلس مدرب القوارب الشراعية الحديثة عبد العزيز المرزوقي في ركن مدرسة الإمارات للشراع التابعة لنادي تراث الإمارات أمام أحد القوارب المثبتة؛ ليشرح أمام مجموع من اليافعين كيفية التدريب على هذه الرياضة، وكيفية التصرف عند مواجهة الرياح حركة الأمواج المتسارعة وتوجيه المركب في مسارات معينة. واللافت أنهم كانوا يستمعون إليه في إنصات تام، وأخبروه بأنهم يريدون الالتحاق بمدرسة الإمارات للشراع، وبدوره رحب بهم خصوصاً أن هذه الرياضة تقام لها بطولات في داخل الدولة وخارجها خاصة في دول الخليج وآسيا. ويوضح المرزوقي أن المدرسة تقدم دورات تدريبية لتعريف الناشئة بمكونات المراكب الشراعية. ومن ثم رفع مستويات اللياقة البدنية لديهم، فضلاً على تعليمهم السباحة لمواجهة حالات الغرق بكل جسارة”. مذيعة «علوم الدار» تستثمر فترات الراحة لم تفت مذيعة نشرة علوم الدار منال أحمد فرصة وجودها بمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية؛ فاستثمرت فترات الراحة، التي حصلت عليها أثناء إجراء مقابلات مع زوار المعرض، وتغطية فعالياته، في شراء بعض مستلزمات البر إذ إنها من محبـي هذا النـوع من الرحلات. وتوضح أنها تستغل أوقات الإجازة في رحلات البر لاستعادة حيويتها وتجددها، لأنها على حد تعبيرها تعشق الحياة البسيطة بكل تفاصيلها المدهشة. مقـدم «شاعر المليون» بين خيمة ومظلة يرتبط الشاعر ومقدم برنامج شاعر المليون حسين العامري بالتراث المحلي لدولة الإمارات، ويعد نفسه من عشاق رحلات الصيد بالصقور. ويقول: “حرصت على الحضور إلى معرض الصيد والفروسية منذ اليوم الأول، ولم أكن أتخيل أن أجنحة المعرض ستضم هذا العدد الضخم من العارضين، وهو ما أغراني بشراء خيمة ومظلة وبعض الأدوات المتعلقة برحلات الصيد؛ إذ إنني أعد لرحلة في وقت قريب”. ويلفت إلى أنه في كل عام يجد أدوات صيد مختلفة وخيام ومظلات، تتوافر فيها كل أساليب الراحة ما يضفى على الرحلات متعة أخرى، مؤكداً أن مثل هذه المعارض ترسخ في نفوس أبناء الدولة الهوية الوطنية، وتجعلهم على ارتباط دائم بحياة الأجداد العامرة بالقصص والحكايات الواقعية التي عاشوها في ظروف خاصة، ويرى أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية اكتسب صفة عالمية خاصة أن زوراه من كل مكان. جلسات سمر في ركن المقهى الشعبي لعب المقهى الشعبي دوراً مهماً في جذب العديد من زوار معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية إذ إن الكثيرين كانوا يقصدونه من أجل تناول القهوة العربية، ومن ثم إدارة جلسات سمر حميمة بين بعضهم بعضا. إلى ذلك يؤكد سيف الحمادي أنه استمتع كثيراً بالجلوس في رحاب المقهى، الذي يعبر عن حياة الإنسان العربي في حله وترحاله؛ إذ إن القهوة العربية من المظاهر الجميلة التي لا يزال يحرص عليها المجتمع الإماراتي. لافتاً إلى أنه اصطحب معه ابن عمه حمد، الذي يبلغ من العمر 11 عاماً، والذي أخبره برغبته في زيارة المعرض مرة أخرى من أجل متابعة فعالياته التراثية المختلفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©