الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراقب الدوام

مراقب الدوام
6 سبتمبر 2013 19:56
كانت الطفلة تستعرض أمام أمها وأبيها وتتفاخر على إخوتها الأصغر والأكبر بأنها تتكلم لغة أخرى غير «العربي» وعدا الكلمات الإنجليزية التي حفظتها من المدرسة. سالتها الوالدة - ساخرة - عن اللغة الجديدة التي أتقنتها فجأة، فقالت الطفلة بجدية تامة: - أنا أتكلم اللغة الكورية بطلاقة. - معقول يا ماما. - نعم معقول تماماً. - إذا تكلمي معي باللغة الكورية. - أنا الآن أتكلم الكورية الفصحى، يبدو أنك لا تتقنين هذه اللغة. - تلكمي الآن بالكورية. - أوكية ماما سأتكلم بالكوري: «سأذهب بعد قليل لأشتري بعض الحاجيات من السوق الملاصق لحيِّنا» - لكن يا ماما هاظا عربي. - لا يا ماما هاظا كوري. وأصرت الفتاة على أنها تتكلم الكورية، وطفقت تبكي لأنهم لا يصدقونها. وبعد الفحص والتمحيص تبين أن الطفلة تتابع مسلسلاً كورياً مدبلجاً بالعربية الفصحى، تبثه بعض الفضائيات - واعتقدت أن اللغة العربية الفصحى التي يتكلمها الكوريون- بعد الدبلجة - هي اللغة الكورية. (2) حدث ويحدث في إحدى الجامعات الخاصة، أن الإدارة وضعت ساعتين مخصصتين لختم كرتات الموظفين في الصباح، من أجل تجنب الازدحام خلال الدخول والخروج من المكاتب. لحد الآن، فالموضوع عادي تماما، ويحصل في أحسن العائلات. الذي حدث ويحدث عند ساعات توقيت الدوام في الجامعة غير المذكورة أعلاه، أن الساعة الساعة الأولى تؤخر 10 دقائق، بينما تقدم الساعة الثانية عشرة دقائق، ولكم أن تتخيلوا ما يحصل، حيث يتجمع الموظفون المتأخرون عند الساعة المؤخرة في الصباح ويختمون كرتاتهم منا، فيبدون وكأنهم جاؤوا على الوقت، أو أبكر قليلاً. أما في نهاية الدوام، فيجتمع الموظفون ويزاحمون بعضهم عند الساعة المتقدمة، حتى يخرجوا بوقت أبكر من الدوام. المضحك أن مسؤول الدوام يرى ما يحصل يومياً، فيقول لهم كل صباح وكل مساء: - يا جماعة ليش ما تتوزعوا ع الساعات؟؟ .. حطينالكوا ساعتين حتى ما يصير ازدحام ... انتو فعلا ناس غريبين. بالطبع، ليس من مصلحة الموظف أن يخبر مراقب الدوام عن سبب الزحام، وليس هذا دوره أصلاً، لكن صاحبنا مراقب الدوام، لا يكلف نفسه عناء البحث عن السبب، أو يحاول تدقيق التوقيت في ساعات الدوام. هذا الرجل - مراقب الدوام - يمثل حالة مؤسفة في الإدارة الشكلية، وكان يمكن أن يكون مجرد فقاعة محدودة الضرر والضرار، لو لم يتناسل في جميع مفاصل الدولة الأردنية وهو الذي يحدد الدوام ويحاسب المتأخر والخارج عن الإطار العام، ولك أن تتخيل ما يحصل عندما يتقاعس هذا الرجل عن القيام بدورة، فيكثر التسيب الإداري وتشتغل المسحوبيات، ويتنامى الفساد والإفساد ...في المؤسسات الحكومية والشركات المساهمة المحدودة وغير المحدودة. مراقب الدوام هذا تعبير حي عن الترهل الإداري الذي قد يؤدي بنا إلى مستنقع الدولة العربية الفاشلة وهذا مصير لا نتمناه لدولنا، وعلاجه سهل جداً، وهو تزبيط الساعات، وتوظيف مراقب دوام جيد ونشيط وذكي، مكان هذا المترهل. الغبي. إذا لم نفعل ذلك سريعا ... أقول لكم: تلوحي يا دالية. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©