الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تباطؤ الاقتصاد الصيني يفاقم معاناة «صناعة الرقاقات»

تباطؤ الاقتصاد الصيني يفاقم معاناة «صناعة الرقاقات»
4 سبتمبر 2015 21:00
ترجمة: حسونة الطيب عصف مزيج من الآثار الناجمة عن بطء نمو الاقتصاد الصيني وتقلبات السوق ونضوج قطاع الهواتف الذكية، بالشركات العاملة في توريد القطع الإلكترونية في آسيا، التي كانت تعتمد على طلب المستهلك الصيني والقوة الصناعية التي تتميز بها البلاد، لدعم نموها خلال السنوات القليلة الماضية. وبعد سنوات عديدة من النمو المطرد، بدأت موجة مبيعات الهواتف الذكية في الصين في الهدوء، بعد أن أخذ مخزون الهواتف النقالة غير المباعة يتراكم في المستودعات، وسجلت مبيعات الهواتف الذكية حول العالم، أبطأ وتيرة لها منذ العام 2013، بجانب تراجع المبيعات في الصين للمرة الأولى خلال الربع الثاني. ومن المرجح أن ينعكس بطء مبيعات الهواتف الذكية، سلباً على الشركات الكبيرة المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات في آسيا مثل، سامسونج إليكترونيكس وأس كيه هاينكس، التي تستخدم شرائح الذاكرة التي تقوم بإنتاجها في تخزين البيانات في الأجهزة. وتجاوزت مبيعات الهواتف الذكية في الصين الضعف في الفترة بين 2012 و2014، عندما كانت تشكل ما يقارب ثلث المبيعات العالمية المقدرة بنحو 1,27 مليار وحدة، لكن من المتوقع أن تناهز المبيعات الصينية 400 مليون خلال السنوات القليلة المقبلة. وعاشت سامسونج وأس كيه هاينكس، أكبر شركتين في العالم لصناعة رقاقات الذاكرة، فترة من الانتعاش في الأسعار وطلب ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية «درام» وفي الرقاقات المستخدمة في الكمبيوتر الشخصي والهواتف الذكية. وارتفعت أرباحهما خلال تلك الفترة بنسبة تقدر بما بين 20 و30%. وأعلنت الشركتان خلال الأشهر القليلة الماضية، عن خطط ترمي لإنشاء مصانع للرقاقات في كوريا الجنوبية بهدف زيادة السعة الإنتاجية. وتخطط سامسونج لإنفاق نحو 15,6 تريليون ون (13 مليار دولار)، لإنشاء مصنع حديث للمحافظة على موقعها الريادي في مجال صناعة الرقاقات، بينما تسعى هاينكس لإنفاق 46 تريليون ون على مدى العشر سنوات المقبلة، لإقامة ثلاثة مصانع جديدة للرقاقات. لكن حذر المحللون من أن الاندفاع في خطط الاستثمار مصحوباً بحالة بطء النمو الاقتصادي في الصين، ربما تقود لتخمة في القطاع، ما يمكن أن ينجم عنه تراجع في الأسعار أكثر مما هو متوقع، وبمواجهة الركود الذي تعيشه سوق الهواتف الذكية في الوقت الراهن، ليس في مقدور قطاع الرقاقات الحصول على الدعم من الكمبيوتر الشخصي أو المحمول، اللذين منيت سوقهما بالانهيار بالفعل. وخفض خبراء القطاع، توقعات النمو لسوق الرقاقات حول العالم خلال هذه السنة، نظراً لبطء نمو سوق الهواتف الذكية في الصين ضمن عوامل أخرى. وتشير تقديرات مؤسسة آي بي كيه سيكيوريتيز في سيؤول، لبيع هاينكس نحو 40% من رقاقات ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية للصين، ومن المرجح أن يكون التأثير طفيفاً على نشاط شركة سامسونج للرقاقات، حيث تستخدم الشركة الكورية الجنوبية قدراً كبيراً من هذه الرقاقات لهواتفها الذكية، لكن على الرغم من ذلك، واجهت الشركات عقبات كبيرة في الصين، حيث تقلصت مبيعات الهواتف الذكية بشدة خلال الفصول الأخيرة نتيجة لاحتدام المنافسة. وربما تتأثر الشركات العاملة في تزويد قطع الهواتف الذكية بالمقارنة غير المتوازنة مع الفصول الأخيرة، عندما انتعش الطلب جراء المبيعات القوية لأجهزة آي فون 6 و6 بلس. وعكفت آبل على تصميم هذه الهواتف التي تم عرضها في سبتمبر الماضي بشاشات أكبر حجماً، سعياً منها لإرضاء طلب المستهلك الآسيوي لترتفع وتيرة المبيعات بعد ذلك. ويرى البعض أن تأثير هذا البطء ربما يكون غير متساوٍ بالنسبة للموردين، حيث من الممكن لبعض الشركات مثل، موراتا اليابانية العاملة في إنتاج المكثفات الدقيقة لهواتف آي فون وشركة ألبس اليكتريك، التي تقوم بإنتاج عدد كبير من قطع الهواتف الذكية، الاستفادة من العمليات التقنية المعقدة للهواتف النقالة التي تتطلب مكونات عالية التكلفة. ومن المتوقع أيضاً، زيادة بعض الموردين لمبيعاتهم لقطاعات أخرى مثل المركبات، ما يسهم في تخفيف ضعف طلب شركات صناعة الهواتف الذكية. وتعتبر سوني من ضمن الشركات التي لا تزال ماضية في رفع معدل إنتاجها، حيث تعمل في مجال صناعة أجهزة الاستشعار الخاصة بالصور في الكاميرات الرقمية، بما في ذلك تلك الخاصة بهواتف الآي فون. وأعلنت الشركة عن استثمار نحو 210 مليارات ين (1,73 مليار دولار) خلال السنة المالية الحالية، بهدف زيادة السعة الإنتاجية لهذه الأجهزة ونحو 80 مليار ين لزيادة إنتاج نماذج الكاميرات، وبصرف النظر عن بطء النمو في الصين، تبذل الشركة جهداً كبيراً للإيفاء بالطلب المتصاعد. ويقول أحد المسؤولين في سوني: «نعمل على مراقبة السوق عن كثب، نظراً لأهمية الشركات الصينية في تخفيف مخاطر الاعتماد على شركات مثل آبل. لكن ليس للظروف الاقتصادية الأخيرة في الصين تأثير مباشر علينا، نتيجة لعدم مقدرتنا على توفير العدد المطلوب من أجهزة الاستشعار لعملائنا في الصين». نقلاً عن: وول ستريت جورنال تراجع أرباح شركات الهواتف النقالة أعلنت بعض الشركات الصينية لصناعة الهواتف النقالة مثل لينوفو، التي ارتفع ترتيبها في السوق العالمية للهواتف الذكية رغم شح مبيعاتها في غير السوق المحلية، عن أرباح متواضعة خلال الربع الأخير من العام الجاري. وأشار رئيس الشركة التنفيذي يانج يوانكينج، إلى أن السوق في الربع الماضي، ربما اتسمت بأسوأ مناخ خلال السنوات القليلة الماضية. وتراكم لدى لينوفو خلال الربع الثاني، ما يزيد على إنتاج 12 أسبوع من الهواتف الذكية، بالمقارنة مع أربعة أسابيع لشركة آبل وسبعة لسامسونج. وأكدت آبل أن مبيعاتها في الصين ظلت قوية. وفي حين تقلصت حصة سامسونج السوقية خلال السنتين الماضيتين، أصبحت الشركة أكثر اعتماداً على قسم أشباه الموصلات، الذي شكلت أرباحه نصف أرباح الشركة التشغيلية خلال الربع الثاني. كما اتجهت مؤخراً بعض الشركات اليابانية العاملة في توريد القطع الالكترونية مثل، فانوك لإنتاج الروبوتات الصناعية ومعدات الآليات التي تستخدمها شركات صناعة الهواتف النقالة وكذلك طوكيو إليكترون، لخفض توقعات مبيعاتها وأرباحها خلال السنة المالية المنتهية في مارس المقبل. كما يساهم بطء مبيعات الهواتف الذكية في الصين، أيضاً في تراجع أسعار شاشات آل سي دي، ما زاد من معاناة شركة شارب اليابانية. وتعتبر الشركة تصاعد المنافسة في السوق الصينية، كواحد من الأسباب التي أدت للخسارة التشغيلية في قسم الشاشات خلال أخر ربع من العام الجاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©