الجيش اليمني يحرر زنجبار من مسلحي «القاعدة»

سيطر الجيش اليمني على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية من أيدي مسلحي تنظيم “القاعدة”، وتمكن الجيش اليمني من إنهاء الحصار الذي ضربته عناصر يشتبه في انتمائها لتنظيم “القاعدة” في جنوب اليمن على كتيبة تابعة للجيش منذ مايو. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سارع إلى تهنئة القوات المسلحة والأمن على ما حققوه من انتصار عظيم بإنهاء الحصار على اللواء 25 ميكانيكي الذي دام أكثر من ثلاثة أشهر من قبل أنصار تنظيم “القاعدة” بمحافظة أبين .واتهم صالح معارضيه بدعم المقاتلين المتشددين “انتقاماً” من الشعب اليمني. وأعلن مسؤول عسكري أن “الجيش قام بتحرير المبنى المركزي للأمن الذي كان تحت سيطرة القاعدة، وسيقوم بتمشيط مدينة زنجبار، كبرى مدن محافظة ابين في الساعات المقبلة لمطاردة ناشطي القاعدة”. وقال مسؤول عسكري يمني انه جرى تسليم مؤن للواء وان الجيش دخل زنجبار لدعم جهود طرد المتشددين بعدما فر عدد كبير منهم إلى جعار وهي مدينة أخرى استولوا عليها في محافظة ابين الجنوبية. وقال اللواء محمد الصوملي ان الجيش يلاحق جيوبا محدودة للمتشددين وان المعركة الحقيقية هي تطهير مدينة جعار. وذكر المسؤول أن ثلاثة متشددين قتلوا في اشتباكات في زنجبار وحولها كما أصيب أربعة جنود أمس. وقال وكيل محافظة أبين أحمد الرهوي لـ(الاتحاد) إن قوات الجيش “اقتحمت مدينة زنجبار وتمكنت من فك الحصار المفروض على اللواء 25 ميكانيكي” منذ نحو ثلاثة أشهر، من قبل المسلحين المتشددين الذين يطلقون على أنفسهم اسم جماعة “أنصار الشريعة”. وأضاف :” التحمت القوات العسكرية وفر مئات مسلحي القاعدة إلى مدينة جعار” على بعد 12 كم شمال مدينة زنجبار، والتي تتعرض، منذ الأسبوع الماضي، لقصف عنيف من قبل سلاح الجو اليمني. وذكر شهود عيان ومصادر محلية وعسكرية ميدانية لـ(الاتحاد) إن قوات اللواء 119 مشاة واللواء 201 مشاة ميكانيكي تمكنت من الوصول إلى معسكر اللواء 25 ميكانيكي، على مشارف مدينة زنجبار، وأن هذه القوات تتمركز حالياً في الأحياء السكنية الشرقية الجنوبية والغربية لزنجبار. وكان اللواء 201 تمكن من تحرير الطريق الساحلي الشرقي، قبل أن يتمركز في منطقة “الشيخ عبدالله”، ومنزل محافظ أبين الجديد، شرق جنوب زنجبار، فيما قام اللواء 119 مشاة بتحرير منطقة الكود الغربية، الخميس الماضي، حسبما أفاد مصدر عسكري. وتوقع المصدر العسكري اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الجيش و”العناصر الإرهابية” التي تراجعت إلى وسط المدينة، مشيرا إلى أن وحدات خاصة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب “تقوم حالياً بمحاصرة مسلحين متحصنين داخل مجمع سكني” قيد الإنشاء، على ضواحي زنجبار. وذكر شهود عيان أن اللواء 25 ميكانيكي قام بقصف عدة مواقع يتمركز فيها مسلحون، وسط زنجبار، التي نزح منها عشرات آلاف الأشخاص جراء المعارك. وقالوا إن سيارات تقل عشرات المسلحين شوهدت تغادر زنجبار، عن طريق أحور، متجهة نحو منطقة عزان بمحافظة شبوة، فيما شوهدت سيارات أخرى تغادر المدينة، عن يافع، باتجاه، محافظة البيضاء، التي ينتمي لها زعيم تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” ناصر الوحيشي . وقالت مصادر مقربة من القاعدة لـ(الاتحاد) إن التنظيم يعتزم “فتح جبهات قتال جديدة” ضد القوات الحكومية، من خلال نشر مقاتله في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، ومنقطة الروضة في شبوة. وبعد ساعات من تحرير القوات العسكرية اللواء 25 ميكانيكي، واقتحام أجزاء من مدينة زنجبار، بعث الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، المتواجد حاليا في السعودية، رسالة تهنئة للقوات العسكرية البرية والجوية والبحرية، المرابطة في جنوب البلاد، على انتصارها الذي وصفه بالعظيم والرائع. وعزا صالح انتصار “أبطال القوات المسلحة” إلى “المتابعة المستمرة والتخطيط العسكري والعلمي الدقيق والمحكم” من قبل نائبه الفريق عبدربه منصور هادي، إضافة إلى “تعاون المواطنين الشرفاء من أبناء محافظات أبين ولحج وعدن”. وقال إن مقاتلي اللواء 25 ميكانيكي ضربوا “أروع الأمثلة في الثبات والصمود، وسجلوا أروع الملاحم البطولية في التضحية والبذل والفداء من أجل الوطن والشعب”، معتبرا أن اللواء أفشل “مخططات الإرهابيين والانقلابيين والمتآمرين” وألحق بهم “الخسائر المنكرة”. واتهم الرئيس اليمني في رسالته، من وصفهم بـ”القوى الانقلابية الخارجة عن الدستور والنظام والقانون”، في إشارة إلى أحزاب المعارضة وقيادات عسكرية وحكومية انشقت عن نظامه، بتقديم “كل أنواع الدعم والمعلومات” لتنظيم القاعدة، “انتقاما من الوطن والشعب والقوات المسلحة والأمن الباسلة”. وتقول صحف يمنية معارضة إن قوات الجيش “المؤيدة للثورة” المناهضة لصالح، هي التي تمكنت من اقتحام مدينة زنجبار وفك الحصار على اللواء 25 ميكانيكي. وقد أشاد الرئيس علي عبدالله صالح، بالدعم اللوجستي الذي قدمته المملكة العربية السعودية للواء 25 ميكانيكي، خلال تعرضه للحصار، إضافة إلى الدعم الأميركي “الذي يأتي في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم”. من جانبه، قال نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي إن الجيش اليمني ألحق بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب “هزيمة قاسية” خلال المواجهات الدائرة في محافظة أبين. وأشار هادي، خلال استقباله أمس السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين، إلى “قتل وجرح وأسر الكثير من عناصر” تنظيم القاعدة خلال اقتحام القوات العسكرية مدينة زنجبار، مؤكداً أن الألوية العسكرية المشاركة في معركة زنجبار تمكنت من دك “أوكار الإرهابيين في الأحراش والمزارع وبعض البلدات والمباني التي كانوا قد سيطروا عليها”. «المؤتمر» : النظام اليمني متماسك رغم استهداف صالح صنعاء (الاتحاد)-أكد حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن أن النظام الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 33 عاماً “متماسك” على الرغم من مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاطه. وقال مصدر مسؤول في الحزب إن “الدولة في اليمن راسخة بمؤسساتها الدستورية وبنظامها الديمقراطي”، مشيراً إلى أن “أجهزة الدولة ومختلف مؤسساتها على المستويين المركزي والمحلي تواصل أداء مهامها” على الرغم من استمرار الاحتجاجات ووقوع انشقاقات كثيرة داخل الحكومة والمؤسسة العسكرية والأمنية. وأكد المصدر ذاته، في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للحزب الحاكم، “تماسك” النظام الحاكم على الرغم من استهداف الرئيس علي عبدالله صالح وكبار مساعديه في انفجار غامض وقع داخل القصر الرئاسي بصنعاء مطلع يونيو الفائت، معتبراً أن دعوة أحزاب المعارضة، الخميس، المجتمع الدولي إلى مقاطعة النظام اليمني “انعكاس لحالة الإحباط واليأس التي أصابت تلك الأحزاب بعد فشل مخططهم التآمري في الانقضاض على السلطة عبر الانقلاب”، حسب قوله.