أدانت وزارة الخارجية بشدة الجريمة الإرهابية التي استهدفت موكب وزير الداخلية المصري أمس. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في تصديها للإرهاب بكل صوره وأشكاله. وأعربت عن تعاطفها مع ضحايا الحادث وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين. ونجا وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم من محاولة اغتيال تعرض لها امس بعبوة ناسفة شديدة الانفجار أثناء سير موكبه بشارع مصطفي النحاس بمدينة نصر قادما من منزله متجها الى مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة. وأدى الحادث الى إصابة 21 منهم 10 من طاقم حراسة الوزير “4 ضباط و6 أفراد” و11 من المدنيين بينهم طفل بترت ساقه وسيدة انجليزية وأخرى صومالية دون وقوع قتلى.
وأكدت وزارة الداخلية أن تقديرات الأجهزة المختصة أشارت عقب الفحص المبدئي لمكان الانفجار الى تورط عناصر إرهابية في ارتكابه، مع وجود احتمال أن يكون تفجيرا انتحاريا نجم عن عبوة شديدة الانفجار وضعت داخل حقيبة إحدى السيارات المتوقفة على يمين الطريق، مشيرة الى أن الانفجار أحدث موجة انفجارية شديدة أسفرت عن إصابة 10 من رجال الشرطة “4 ضباط - 6 أفراد” بإصابات بعضهم إصاباتهم حرجة، و11 مدنياً ممن تصادف وجودهم بمنطقة الحادث بينهم طفل يبلغ عمره 7 سنوات أصيب ببتر في قدمه اليمنى.
وقالت الوزارة إن الأجهزة المعنية عثرت بمكان الحادث على أشلاء آدمية يجري التحقق من هويتها، مشيرة الى أن الواقعة أسفرت أيضا عن تحطم حوائط عدة طوابق بالعقار رقم 17 شارع مصطفى النحاس والواجهات الزجاجية للعقارات المجاورة لمحل الحادث، وإتلاف عدد من السيارات.
وأفادت معاينة النيابة لموقع الحادث بأن سيارة مفخخة كانت تنتظر على جانب الطريق، وبداخلها عبوات ناسفة انفجرت عن طريق جهاز تحكم عن بعد أثناء مرور موكب وزير الداخلية، وعثرت النيابة أثناء المعاينة على بعض “كرات البلي” داخل السيارة. كما أفادت المعاينة بأن هناك 3 مراكز للانفجار، حيث وجدت النيابة آثار فتحات في الأرض بـ3 أماكن تبعد كل فتحة عن الأخرى بحوالي مترين تقريبًا.
وقال مصدر قضائي إن تلك الفتحات تؤكد أن الانفجار تم عن طريق 3 عبوات ناسفة تم وضع اثنين منهم في مستوى ارتفاع لا يزيد عن نصف متر، فيما تؤكد المعاينة أن العبوة الثالثة كانت على ارتفاع أكثر من 3 أمتار، وربما تكون سقطت من أعلى، نظرا لأن هناك فتحة أعمق من الاثنين الأخريين.
وأكدت المعاينة أن آثار الانفجار امتد لقرابة 15 مترًا، حيث دمر 12 سيارة منها 5 تابعة لموكب وزير الداخلية، بالإضافة إلى تهشم واجهات عدد من المحال التجارية في المكان.
ووصف وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم محاولة اغتياله بأنها “خسيسة”. وقال إن المعمل الجنائي أكد أن عبوة ناسفة كبيرة الحجم زرعت، وتم تفجيرها عن بعد واستهدفته وقت مرور الموكب.
وأكد أنه سيواصل حربه الشرسة على قوى الإرهاب الأسود التي تحاول عرقلة التقدم الديمقراطي الذي تشهده البلاد في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقال إن محاولة اغتياله ستزيده ورجال الشرطة إصرارا وعزيمة على مواجهة قوى الشر والقضاء عليها لإعادة الأمن بشكل كامل بكافة ربوع الوطن.
وشدد على استعداده للاستشهاد في أي لحظة من أجل آداء رسالته في حفظ أمن وأمان الشارع المصري، مؤكدا أن روحه ليست أغلى من أرواح المئات من شهداء الشرطة الذين ضحوا بحياتهم من أجل رسالتهم المقدسة في حفظ أمن وأمان المواطن المصري منذ أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وحتى الآن.
وأكد وزير الداخلية أنه حذر من قبل في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة من وقوع العمليات الإرهابية، خاصة بعد فشل تنظيم الإخوان في حشد مؤيديه وأنصاره للخروج بمظاهرات ومسيرات لإحداث حالة من الفوضى بالشارع المصري، وبالتالي كان الخيار الآخر للطرف الذي يحاول العبث بأمن البلاد اللجوء الى تلك العمليات الخسيسة التي تستهدف أمن الشارع المصري في المقام الأول، ولكن كافة أجهزة وزارة الداخلية تقف لهم بالمرصاد لإفشال مخططاتهم الدنيئة والعبور بالبلاد الى بر الأمان.
وروى وزير الداخلية ملابسات محاولة اغتياله وقال “أثناء خروجي من شارع شعراوي الى شارع مصطفى النحاس متوجها الى مقر الوزارة، فوجئنا بانفجار هائل أمام الموكب ونشوب الحريق بسيارة الحراسة الأولى، وكذلك بمقدمة سيارتي الشخصية، وأصوات صراخ شديدة بالشارع، ونزلت من السيارة على الفور لاستطلاع الأمر لكن طاقم الحراسة طلب مني مغادرة المكان على الفور، ولكني أصررت على التأكد من عدم وفاة أي منهم أو من المواطنين أولاً، لأني ضابط شرطة في المقام الأول ومهمتي حماية المواطنين، وعقب التأكد من ذلك، ذهبت الى المنزل لتغيير ملابسي والتوجه مرة أخرى الى مكتبي لمواصلة مهام عملي، كما وجهت بسرعة نقل المصابين الى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، بمن فيهم أحد الأطفال الذي للأسف بتر مشط قدمه دون أي ذنب سوى مجرد تواجده مصادفة في موقع الحادث، بالإضافة الى إصابة 10 من طاقم الحراسة الخاص بي و11 مدنياً من بينهم سيدة انجليزية وأخرى صومالية.
وأضاف أن التحريات الأولية للحادث أشارت الى تورط عناصر أجنبية ومصرية فيه، مشيرا الى انهم قاموا بزرع قنبلة كبيرة الحجم وشديدة الانفجار داخل حقيبة احدى السيارات المتوقفة على الجانب الأيمن لشارع مصطفى النحاس، وقيامهم بتفجيرها عن طريق جهاز تفجير عن بعد “ريموت كونترول.
وأكد مصدر أمني أن الإصابات التي تعرض لها طاقم حراسة وزير الداخلية تراوحت بين الحروق والجروح بالإضافة الى بتر قدم احد أمناء الشرطة. وهم المقدم محمد ابو الراس الذي أصيب بجروح بالوجه، والمقدم عماد الدين سيد بجرح بالساعد الأيم، والرائد شريف احمد مختار بجروح سطحية، والنقيب احمد احسان منصور بكدمة بالعين ونزيف بالمخ وفقدان للسمع واثار شظايا ، والرقيب صلاح الدين محمود ببتر بالقدم اليسرى وأمين الشرطة محمد عزت بحروق بالوجه والصدر، وأمين الشرطة منصور رفاعي بفقدان للسمع وكدمات متفرقة وأمين الشرطة محمد عزت بحروق بالوجه والصدر وأمين الشرطة بليغ حمدي يوسف بشظايا بالوجه والكتف الأيمن، وأمين الشرطة شريف السعيد بحروق بالوجه.
وقامت قوات الأمن بإغلاق كافة الشوارع المؤدية الى مقر وزارة الداخلية وسط القاهرة عقب محاولة الاغتيال الفاشلة حيث تم نشر عدد من تشكيلات الأمن المركزي بشارعي منصور ونوبار، بالإضافة الى فحص السيارات المتوقفة بمحيط الوزارة.
عدد اليوم
