الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«عرش بلقيس» بين «الأزرق» و «الأخضر» الليلة

«عرش بلقيس» بين «الأزرق» و «الأخضر» الليلة
4 ديسمبر 2010 21:53
اليوم هو يوم الختام وخلاصة الأحلام، المباراة الحلم و”الديربي” الأهم ومباراة بحد ذاتها بطولة، فكيف هو الحال، عندما تلعب على اللقب الكبير وفي ختام العرس البهيج في مسك ختام كأس الخليج، وفي سباق من أجل اعتلاء عرش بلقيس، ولا مجال للحلول الوسط، فاليوم لدينا فائز واحد، هو الذي يحتكر الأضواء وسوف تتواصل أفراحه، وترتقي لتلامس السماء، اليوم مباراة أسماء بين المنتخبين الكويتي والسعودي في لقاء شيق وممتع ورائع ولقب عاشر أو إنجاز رابع. اليوم على ستاد 22 مايو في عدن، تقام المباراة النهائية لكأس الخليج العشرين لكرة القدم، وبعد مرور أسبوعين، من عمر كرة القدم، عشنا أجواء اللقاء والإخاء الخليجي، عانقنا الأشقاء، والتقينا الأحباء، وودعنا الأصدقاء، فمرت الأيام سريعة، وكأنها تفتش عن شيء، وشاهدنا التنافس أخوياً شريفاً، من أجل الوصول إلى الكأس التي تختلف عن غيرها من الكؤوس، فلهذه البطولة بريق وسحر خاص، فمنها عرفت كرة الخليج التقدم والتطور، حتى باتت في أعلى المراتب عربياً وآسيوياً. مرت الأيام سريعة وما أصعب لحظات الوداع، ولكنه حال الدنيا، فكل ما هو رائع يمضي بسرعة، وتتبقى الذكريات، وفي “خليجي 20” احتفظنا بصور لن تمحى من الذاكرة، وستبقى في المخيلة وجوه لاعبين وثمانية منتخبات خليجية تنافست في ملاعب اليمن، منذ البداية، وبدأت تتساقط تدريجياً، حتى تبقى لنا فريقان، وتبقى صور الجماهير التي شاهدت البطولة، وبأرقام غير مسبوقة وانحازت في النهاية لأحد منتخبين. الكويت والسعودية هما الفريقان اللذان سوف يعلنان عن لحظات الختام بمجرد انطلاق صافرة الالتحام، ويقدمان للبطولة، التي تبلغ من العمر أربعين عاماً بطلاً، ليس بجديد على الساحة، ولكنه سوف يستعيد في اليمن ذكريات أفراحه، بطل سبق له أن ذاق حلاوة الكأس، ولكنه بطل من هذا الزمان، وبعد أن توجت اليمن بالكأس الأولى (للاستضافة)، وفازت بها بعد أن أجادت، وأبدعت في التنظيم، فاستحقت الإشادة من قبل الجميع، بعد أن قابلت ضيوفها بسيول الحفاوة والترحيب، وها هي الكأس الأهم في انتظار فارسها الملهم، الكويت والسعودية وثالثهما اللقب فلم يعد متبقياً سوى مباراة واحدة والفائز بها سيحصل على كأس واحدة، وهي الهدف وهي المراد، وهي الحلم، وهي قمة التتويج هي كأس الخليج. تعيش الكرة الكويتية فترة جديدة من عمرها الكروي تريد بها أن تستعيد ذاكرة الزمن الجميل والأيام السعيدة عندما كانت متسيدة لمنطقة الخليج، وعندما قدمت لنا أجيالاً لا يمكن أن ننساها أو تسقط من الذاكرة، عندما قدمت لنا جاسم يعقوب وفيصل الدخيل والعنبري وفتحي كميل، وها هي تقدم لنا اليوم وجوهاً جديدة، تسعى إلى استعادة الأمجاد بعد جيل الرواد، ويظهر اليوم بدر المطوع ونواف الخالدي، والمتألق الجديد فهد العنزي والمشعان، وكلهم نجوم تلألأت أسماؤهم في هذه البطولة، وتمكنوا من قيادة الكويت إلى المباراة النهائية. وللمرة الأولى منذ 12 عاماً يعود “الأزرق” إلى الواجهة ويصبح قاب قوسين أو أدنى من اللقب العاشر والحلم المنتظر. ومنذ البداية أعلنها رجالات الكويت، وقبل السفر إلى اليمن، كانت الكلمات تخرج من أفواههم واضحة، فهم يطمعون باللقب الخليجي، ويمنون النفس باستعادة السيادة على بطولة الخليج التي احتكروها لفترة طويلة، قبل أن تتطور الكرة في بقية دول المنطقة، وتبدأ في فك ذلك الحصار، وكسر الاحتكار، ومنذ الظهور الأول كان الفريق يؤدي بمنتهى الجدية، ففاز الفريق في مباراته الأولى أمام قطر بهدف نظيف حافظ عليه حتى النهاية، وفي المباراة الثانية واجه الفريق المنتخب السعودي وكان التعادل سيد الموقف حتى الدقيقة قبل الأخيرة عندما احتسبت ركلة جزاء للسعودية، وتصدى لها محمد الشلهوب، ولكن تألق الحارس نواف الخالدي في التصدي لها. وفي المباراة الثالثة كان الفوز اليسير على منتخب اليمن بثلاثية نظيفة، لتعلن الكويت صدارتها للمجموعة الأولى برصيد سبع نقاط، وبشباك خالية من الأهداف. وفي الدور نصف النهائي تقابل المنتخب الكويتي مع نظيره العراقي، وفي مباراة كلاسيكية من الزمن الرائع، وفي أجمل عروض البطولة تقدم الكويت بأسرع أهداف البطولة، وبفارق ثانيتين على الهدف الأسرع في تاريخها، وجاء عن طريق بدر المطوع وتوقفت الآلة الكويتية، عن العمل، وأفسحت المجال للمنتخب العراقي الذي تقدم وسجل هدفين، وفي الشوط الثاني نجح النجم الأول، في هذه البطولة، فهد العنزي من معادلة النتيجة، والتي استمرت حتى الوقتين الإضافيين واللذين لم يحملا الجديد، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، والتي انحازت لمصلحة الكويت. وطوال المباريات السابقة كان الإصرار والروح العالية والعزيمة سلاح اللاعبين في مواجهة بقية الفرق، واليوم يخوض الفريق مباراة انتظرتها الكويت منذ 12 عاماً من أجل استعادة العلاقة المقطوعة مع اللقب العزيز والذي حصلت عليه تسع مرات سابقة وتبحث اليوم عن النجمة العاشرة. وعلى الجانب الآخر دخل المنتخب السعودي البطولة بعدما آثر المدرب البرتغالي بيسيرو استبعاد أهم نجوم الفريق وكانت القائمة المعلنة تمثل الفريق الرديف، ولم يكن أكثر المتفائلين في المعسكر السعودي يتوقع أن ينجح الفريق في تجاوز الدور الأول، وأشفق البعض على ما يمكن أن يقدمه الفريق خلال هذه البطولة. ولكن منذ البداية كشر الأخضر عن أنيابه وقدم كرة ممتعة في المباراة الأولى ليسحق المنتخب اليمني صاحب الأرض بأربعة أهداف نظيفة ليفسد على اليمن فرحة الافتتاح واستضافة كأس الخليج للمرة الأولى. وفي المباراة الثانية ضد الكويت كان المنتخب السعودي على وشك حسم بطاقة التأهل مبكراً، ولكن أضاع لاعبه الشلهوب فرصة ذهبية عندما سدد ركلة الجزاء التي تحصل عليها الفريق قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة ليتصدى لها الحارس الكويتي ليحيل أوراق المجموعة إلى الجولة الثالثة عندما التقى مع المنتخب القطري، وكان التعادل يكفي الأخضر، وقبل نهاية المباراة بست دقائق حصل المحظور، وتأخر السعوديون بهدف قطري، وظن الجميع أن خروج الفريق حاصل لا محالة، قبل أن تنشق الأرض عن هجمة سعودية أخطأ فيها المدافع القطري حامد شامي ليضعها في شباك فريقه، وحدث ذلك في الدقيقة التاسعة والثمانين، وحافظ بعدها المنتخب السعودي على هذا التعادل لتتحول البطاقة إلى السعودية التي تأهلت ثانية عن المجموعة الأولى، بعد المنتخب الكويتي. وفي الدور نصف النهائي لم يقدم المنتخب السعودي كرة قدم متميزة ولكنه تمكن من الاستفادة من خطأ فادح ارتكبه الإماراتي عامر مبارك، ليسجل أحمد عباس هدف الفوز والذي اكتفى به السعوديون لرد الدين إلى الإمارات، وليعلن عن تأهل الأخضر إلى الدور نصف النهائي للبطولة للمرة الثانية على التوالي، وبفريق يخلو من أهم نجومه. وأثبت الفريق السعودي في البطولة أنه يملك العديد من المواهب القادرة على سد الثغرات التي قد تحدث من غياب النجوم، ويسعى الفريق في مباراة اليوم إلى تصحيح خطأ البطولة الماضية، عندما خسر المباراة النهائية، بركلات الجزاء الترجيحية أمام عُمان، كما يبحث عن استعادة اللقب الذي حققه من قبل ثلاث مرات كان آخرها في الكويت قبل ست سنوات، حتى وهو يخوض البطولة بالفريق الرديف يبقى قادراً على مواصلة المغامرة حتى النهاية، وتحقيق المفاجأة من فريق جاء إلى البطولة دون ضجيج ووسط تصريحات لا تزيد عن التمثيل المشرف، ولكنه اليوم يخوض المباراة النهائية و”الديربي” الشهير أمام الكويت بحثاً عن كأس جديدة ولقب رابع. حقائق حول المباراة أول مواجهة بين الفريقين كانت في الدورة العربية التي أقيمت في المغرب عام 1961 وانتهت المباراة بفوز السعودية بهدف نظيف. آخر مواجهة بين الفريقين كانت في الدور الأول من البطولة الحالية في ستاد الوحدة في أبين وانتهت المباراة بتعادل الفريقين بدون أهدف. أكبر نتيجة للكويت في مرمى السعودية كانت 4 - صفر في كأس الخليج الثالثة في الكويت عام 1974 ولم تسجل السعودية في مرمى الكويت ثلاثة أهداف سوى مرتين، الأولى في كأس آسيا 2000 في لبنان، والثانية في تصفيات كأس العالم 2006. تقابل الفريقان في كأس الخليج 18 مرة وفي تصفيات كأس العالم 8 مرات وفي كأس آسيا 3 مرات، وفي الألعاب الآسيوية مرة واحدة في كأس العرب مرتين في الدورة العربية مرة كما تقابلا ودياً ثلاث مرات. التعادل السلبي نتيجة تكررت ست مرات في تاريخ لقاءات الفريقين. في آخر 12 مواجهة بين الفريقين لم تحقق الكويت الفوز سوى في مباراة واحدة كانت في “خليجي 17” في الدوحة، مقابل ستة انتصارات للسعودية وخمسة تعادلات، وكانت السعودية قد حققت الفوز في ثلاث مواجهات متتالية قبل أن يتعادلا في البطولة الحالية. أول فوز للسعودية على الكويت في كأس الخليج كان في كأس الخليج الحادية عشرة في قطر عام 1992 في مباراة انتهت بنتيجة بهدفين مقابل هدف، علماً بأن أول تسع مباريات لم يحقق فيها المنتخب السعودي أي فوز. ركلات الجزاء حددت البطل ثلاث مرات عدن (الاتحاد) - لا يوجد تعادل في المباراة النهائية والمطلوب فائز في كل الأحول، حيث في حال انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل سيتم اللجوء إلى وقت إضافي على شوطين، ومدة كل شوط 15 دقيقة، وفي حال لم يتم كسر التعادل في هذين الشوطين سيتم الاحتكام إلى ركلات الجزاء الترجيحية. وفي السابق حسمت ركلات الجزاء لقب كأس الخليج في ثلاث مرات سابقة، الأولى في كأس الخليج السابعة في مسقط، وذلك بعد نهاية المباراة الفاصلة بين منتخبي العراق وقطر بوقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل منهما، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي انحازت لمنتخب العراق بأربع ركلات مقابل ثلاث، والمناسبة الثانية كانت في كأس الخليج السابعة عشرة في الدوحة عام 2004 عندما انتهت المباراة النهائية والتي جمعت قطر وعُمان بالتعادل الإيجابي بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي ابتسمت للعنابي بخمس ركلات مقابل أربع لعمان، أما المناسبة الثالثة فكانت في كأس الخليج الماضية التي أقيمت في مسقط عندما تعادل العُماني والسعودي بدون أهداف وتم الاحتكام إلى ركلات الجزاء التي ابتسمت لعُمان بنتيجة 6 - 5. الكأس السادسة تنتظر البطل الرابع عدن (الاتحاد) - شهدت دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم، منذ انطلاقها عام 1970، ست كؤوس حتى الآن، حيث قدمت البحرين الكأس الأولى التي صممت في قصر الكشافة والرياضة في المنامة، وصنعت في لبنان من الفضة الخالصة، وطعمت بعض أجزائها بالذهب، ونقش عليها شعار الدورة، وهي عبارة عن غصنين من الزيتون على الجانبين. وبلغ ارتفاع الكأس 42 سنتيمتراً، وارتفاع القاعدة الخشبية 10سنتيمترات، وكانت سداسية الأضلاع، وطول قطرها 17 سنتيمتراً، وبلغت تكاليفها 860 ديناراً بحرينياً، وقسم هذا المبلغ على الدول الأربع المشاركة بالتساوي، وهي البحرين والكويت والسعودية وقطر. وقدمت قطر الكأس الثانية في الدورة الرابعة، بعد أن احتفظت الكويت بالكأس الأولى إلى الأبد، لفوزها بها ثلاث مرات متتالية، وصنعت الكأس الثانية في ألمانيا الغربية “سابقاً” من الذهب الخالص، وبلغت تكاليفها 140 ألف ريال قطري، وبلغ ارتفاعها 60 سنتيمتراً مع قاعدة خشبية أيضاً، بارتفاع 10 سنتيمترات، وقد امتلكتها الكويت أيضاً. وعلق على قاعدة الكأس ست قطع معدنية لتسجيل أسماء الدول الفائزة بها، ففازت الكويت بالدورة الرابعة، ثم العراق بالخامسة، وعادت الكويت وأحرزت الدورة السادسة، وانتزع العراق مجددا اللقب في الدورة السابعة، ثم فازت الكويت بالدورة الثامنة، وامتلكت الكأس للمرة الثانية. وفي الدورة التاسعة قدمت السعودية الكأس الثالثة، وهي عبارة عن جذع شجرة في مقدمتها خريطة دول الخليج، ثبتت على قاعدة ذات سبعة أضلاع، وصنعت الكأس في فرنسا، وبلغت تكاليفها نصف مليون ريال سعودي وهي أغلى كؤوس الخليج، وتم اللعب على هذه الكأس في الدورة العاشرة في الكويتي، والتي فاز بلقبها منتخب الكويت، ولكن بعد الغزو العراقي للكويت في عام 1990 اختفت الكأس الثالثة، ولم يحتفظ بها أي منتخب بعد أن تعذر العثور عليها. وقدمت قطر الكأس الرابعة وصممها الفنان القطري سليمان المالك ونفذت في إيطاليا، وهي عبارة عن مبخرة تحمل صقراً منقوش في أعلاها أعلام دول الخليج، وبلغت تكاليف الكأس 25 ألف دولار ويبلغ وزنها 6.5 كيلو جرام وارتفاعها 37 سنتيمتراً، واحتفظ منتخب الكويت بالكأس بعد فوزه باللقب في أعوام 1990 و1996 و1998. قدمت السعودية الكأس الخامسة وكانت عبارة عن مبخرة تحمل كرة قدم وخطوطا بألوان المنتخبات الخليجية على جوانب الكأس، واحتفظت السعودية بهذه الكأس بعد فوزها باللقب أعوام 1994 و2002 و2003. الكأس السادسة كانت من قطر للمرة الثالثة في دورة الخليجية السابعة عشرة في قطر عام 2004 وكانت الفكرة قطرية عن طريق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني والتصميم للفنان العراقي احمد البحراني وصنعت في بريتوني بإيطاليا في نفس المصنع الذي صنع كأس العالم، وهي من الذهب الخالص بارتفاع 47 سنتيمتراً.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©