الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قطر تلغي قانون الجاذبية

4 ديسمبر 2010 21:48
ماذا يحدث لو توقفت الأرض عن الدوران لحظة؟؟! هل فكرت فيما سيحدث من ارتباك في الوقت والزمن وتغيير لمواعيد سقوط المطر، أو تصادم بين نور الشمس وضوء القمر، كل هذا فعلته قطر وأوقفت دوران الأرض وألغت قانون الجاذبية والجبر والحساب، حين فاز ملفها المفعم بالشباب بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 لتكون قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تفوز بحق تنظيم هذه البطولة الكبرى التي ظلّت طوال تاريخها حكراً على دولٍ بعينها ومعسكرات بذاتها لاعتبارات مختلفة منها ما هو سياسي وما هو عرقي وما هو ديني، لكن بذكاء خليجي حاد وبروح الشباب نجحت قطر فيما لم ينجح فيه أحدٌ قبلها، ولعبت على كل الملاعيب الاعتيادية التي تُصاغ في مثل هذه المواقف، من أجل القبول وعرفت كيف يفكر العقل الأوروبي، وكيف يفكر أعضاء الفيفا ومن وراءهم لتفوز قطر بأكبر بطولة رياضية في تاريخها وتاريخ المنطقة، لن أتوقف هنا أمام حضور صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بنفسه لحظة إعلان النتيجة وتأثير ذلك على دعم الملف ولا الحضور الرائع والأنيق لقرينته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ولن أركز في حديثي عن هذا النجاح الكبير على ما احتواه الملف من جوانب إيجابية مثل إنشاء 12 ملعباً على أعلى مستوى. ولن أذكر أن نجاح الملف جاء لأنه حلَّ مشكلة الحر من خلال مشروع تبريد الملاعب ومناطق المتفرجين ولن أذكر قرب المسافات بين الملاعب وسهولة الوصول إليها عبر شبكة مترو الأنفاق الحديثة، ولن أقول إن قطر لعبت على وتر نشر اللعبة ودعم الدول الفقيرة بفكرة التخلي عن 170 ألف مقعد من ملاعب البطولة بعد نهايتها ومنحها إلى البلدان النامية والفقيرة، لن أتحدث عما عرضته قطر من خبراتها في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، ولن أقول إنما عزز طلب قطر هو أنها ركزت في ملفها على قوتها الاقتصادية كأكبر قوة اقتصادية نامية في العالم، كل هذا قد نجد مثله وربما أكثر في ملف أميركا أو اليابان أو كوريا وأستراليا وكل هذا تكلم عنه الناس بالتفصيل، لكن ما أريد أن أبرزه في هذا الحدث الذي جعل قلبي يتوقف وأنا أرى اسم قطر يطل من المغلف الصغير، المغلق بيدي جوزيف بلاتر كأنه ساحر يُخرج الأعاجيب من جيبه.. الأمر الذي أنجح قطر هو روح الشباب التي وقفت خلف الملف القطري بكل ما حمل من مغامرات كبرى وأفكار ثورية عظمى، عقلية الشباب والتي تمثلت في رئيس الملف القطري الشاب الشيخ محمد بن حمد آل ثاني ذو الـ 20 ربيعاً، فعقلية وروح الشباب هي التي أقدمت على هذه المغامرة لتفوز قطر وتوقف دوران الأرض وتوقفت قلوبنا معها وتلغي الاعتبارات التي كانت تحكم توجه الفيفا. قطر أبهرتنا، أسعدتنا، أعطتنا لوناً جديداً لنور الشمس، وأعطتنا ثقة في أنفسنا إننا قادرون على قهر المستحيل، وتنظيم كأس العالم كان قبل قطر مستحيلاً عربياً. البعد الخامس ملفنا يمنح الفيفا مغامرة جديدة كما تحبونها.. أنتم على موعد مع التاريخ.. كرة القدم على موعد مع التاريخ.. تعالوا نكتب صفحة تاريخية معاً.. تعالوا لنصنع التاريخ في قطر... هذا ما قاله محمد بن حمد آل ثاني لأعضاء الفيفا.. Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©