الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزير الأوقاف المصري: تفكيك الفكر المتطرِّف ضمانة لتحصين المجتمع واستقراره

وزير الأوقاف المصري: تفكيك الفكر المتطرِّف ضمانة لتحصين المجتمع واستقراره
4 سبتمبر 2015 09:25
أبوظبي (الاتحاد) نظَّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، ضمن سلسلة أنشطته وفعالياته، محاضرة بعنوان «تفكيك الفكر المتطرِّف»، ألقاها معالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عضو مجمع البحوث الإسلامية، رئيس منتدى السماحة والوسطية، في جمهورية مصر العربية؛ وذلك مساء أمس الأول بقاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بمقر المركز في أبوظبي. وأعرب عن شكره لدعوة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة له لإلقاء المحاضرة، كما عبَّر عن تقديره وإعجابه بالدور الشامل والمتنوِّع الذي يقوم به المركز في نشر المعرفة والوعي بمختلف القضايا الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية المؤثرة في محيطنا الخليجي والعربي والإقليمي والدولي. وقد استعرضت المحاضرة ما تعانيه المنطقة العربية في الوقت الراهن من جماعات متطرِّفة تتخذ من الدين ستاراً لها، وتمارس أفعالاً لا يقرُّها العقل ولا الفكر السليم تحت راية الإسلام. وأوضح المحاضر أن أعداء الإسلام لو بذلوا كل ما في وسعهم من جهد ما أضروا بالإسلام مثلما أضرت به هذه الجماعات المتطرِّفة؛ إذ تعلن أنها تفعل تلك الممارسات البشعة باسم الدين، وهو بريء منها. وأشار الدكتور محمد مختار جمعة إلى أن تلك الجماعات تشهد بداية النهاية، بعد أن وصلت إلى قمة الغلوِّ والتطرف؛ وهذا ما تشهد به سنة الله في كونه، وهي أخذه أيَّ طائفة أو جماعة باغية متجاوزة أخذَ عزيز مقتدر. وأكد أن الإرهاب يبحث عن بيئة حاضنة له في المجتمعات، كما يعمل على إغواء الشباب بالمال والنساء والمغريات الأخرى؛ من أجل جذبهم إلى التنظيمات الإرهابيَّة؛ مستغلاً جهل الكثير منهم بمفاهيم الدين الإسلامي الحنيف وأصوله. وفي الوقت نفسه يدقُّ الإرهاب على وتر الخلافات الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية؛ لزعزعة الاستقرار ونشر بذور الفتنة والصراع في المجتمعات؛ وأكَّد أن استقرار المجتمع وتماسكه أفضل ضمانة للتصدِّي للفكر المتطرِّف. وذكر الدكتور محمد مختار جمعة أن تفكيك هذا الفكر يجب أن يكون مقترناً في الوقت نفسه بتفكيك الجماعات المتطرِّفة؛ موضِّحاً أنه إذا جرى تفكيك الجماعات المتطرِّفة وحدها يمكن أن يظهر غيرها، في حين أن القضاء على الفكر المتطرِّف يضمن عدم ظهور جماعات متطرِّفة أخرى تتبنى هذا الفكر؛ فالأمر الذي لا شك فيه، أن مواجهة الفكر المتطرِّف يجب أن تكون شاملة رأسياً وأفقياً؛ بتجفيف منابعه، وحظر جماعاته، وخلق الإعلام المضاد له؛ كما يتطلب الأمر تجفيف منابع تمويله، ومتابعة قضايا تتعلق به ومنها: غسل الأموال، والجمعيات التي تعمل خلف ستار الدعوة والعمل الإنساني لجمع الأموال والتبرعات غير المشروعة لتمويل الجماعات المتطرِّفة، مع سرعة سنِّ وتطبيق القوانين التي تردع كل من تسوِّل له نفسه إرهاب المجتمع والعبث بأمنه. وفي الوقت نفسه، بذل الجهد لتحقيق العدالة الاجتماعية؛ لقطع طريق المزايدات أمام الجماعات المتطرِّفة، التي تستغل حاجة الأفراد المحتاجين والمهمَّشين لتحقيق أهدافها. وأشار الدكتور محمد مختار جمعة إلى أهمية مراجعة ما تنشره دور النشر، ورقياً وإلكترونياً، من نشرات ومطبوعات، قد تكون سبباً في نشر الفكر الخطأ والمعتقدات الفاسدة التي تشوِّه الفهم الصحيح للدين. كما أوضح ضرورة إعادة النظر فيما تحويه المناهج التعليميَّة؛ للتأكد من أنها تحوي الفكر الوسطيَّ المعتدل والمتسامح الذي حث عليه الإسلام، وبشَّر به بعيداً عمَّا تحاول الجماعات المتطرِّفة والمتاجِرة بالدين الترويج له من تخريب وتدمير وسفك لدماء الأبرياء. كما سلَّط وزير الأوقاف المصري الضوء على مسألة تدمير التنظيمات الإرهابية للآثار، موضِّحاً أنه لم يثبت أن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحوا بلداً ودَمَّروا أي حضارة سابقة موجودة فيه؛ بل على العكس، فالإسلام حافظ على حضارات الآخرين ومعتقداتهم. كما أنه لا يوجد إكراه في دين الإسلام، وهناك عشرات الآيات في القرآن الكريم التي تدل على هذا المعنى. وأضاف: إن الجماعات المتطرِّفة تنهب الآثار لتتاجر بها وتستفيد من عائداتها للتمويل، ثم تحرق المعالم الرئيسية وتفجِّرها للتمويه على أفعالها، وإخفاء جرائمها. وفي نهاية المحاضرة تركَّزت النقاشات حول كيفيَّة تحصين الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية ضد الفكر المتطرِّف، وأكَّد الدكتور محمد مختار جمعة أن هذه العملية ينبغي أن تشارك فيها جهات متعدِّدة، بدءاً من المسجد، ومروراً بالمدرسة والأسرة، ونهاية بالمؤسسات الثقافية والدينية، من أجل تعزيز قيم التسامح والوسطيَّة لدى النشء والشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©