الحفظ «غير الآمن» للوجبات المدرسية يُعرضها للتسمم

مع حلول العام الدراسي وبدء انتظام الأطفال في الحضانات والروضات والمدارس، يحرص الآباء على وضع العُدة الغذائية من فطائر وسندويتشات وماء ومشروبات ضمن محتويات محفظة الطفل قبل مغادرته المنزل واستقلاله حافلة المدرسة أو سيارة أبويه. ويُفضل الآباء تعويد أبنائهم على أكل البيت دون الكافتيريات الموجودة في مدارسهم حرصاً على تناولهم أكلاً صحياً ولتجنيبهم مضار الوجبات السريعة والأكل غير الصحي. لكن هذا الزاد الغذائي لا يظل سليماً دائماً إلى أن يحين وقت تناوُله، خُصوصاً في وقت اشتداد الحر أو عند عدم وضع الطعام في ثلاجات وأوعية حافظة مناسبة، أو عند طول رحلة الطفل على متن الباص دون توفره على تكييف كاف. ووجد باحثون أميركيون بعد أن قاموا بفحص المحتويات الغذائية بمحافظ مجموعة تلاميذ تتكون من 700 طفل من أطفال الحضانات والروضات من ولاية تكساس أن أقل من 2% فقط من محتويات محافظهم الغذائية من لحم وخضار ومنتجات ألبان كانت محفوظة في درجة حرارة آمنة وفي حالة جيدة. ويقول فواز المنصور، باحث بجامعة تكساس في مدينة أوستن، «كان الأمر صدمةً لنا عندما اكتشفنا أن أكثر من 90% من الأغذية القابلة للتلف التي يحملها الأطفال في محافظهم محفوظة في درجة حرارة غير آمنة». وكانت هذه الدراسة التي نشرها فواز في العدد الأخير من مجلة «طب الأطفال» هي الأولى من نوعها التي فحصت حالة الغذاء الذي يحضره الأطفال إلى الحضانات والروضات والمدارس قبل أن يحين موعد تناوُله بحوالي ساعة ونصف. وحسب مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، فإن وضع أغذية قابلة للتلف في درجات حرارة تتراوح بين 4 و60 درجة سيلسيوس لأكثر من ساعتين يُعرضها للتلف ويُصبح أكلُها غير آمن ولا مأمون العواقب. وعلى الرغم من أن 45% من الأغذية المحفوظة في محافظ الأطفال التي شملتها الدراسة كانت تضم مكعبات ثلج وأن 12% من الأغذية كانت محفوظةً في ثلاجات محمولة، فإن غالبية المواد الغذائية القابلة للتلف التي كانت تحويها هذه المحافظ كانت في منطقة الخطر. وهو ما يعني، حسب فواز المنصور، أن البكتيريا التي تتسبب في تسمم الأكل مثل «إشريكيا كولي/E.Coli» و»السلمونيلا» يمكنها أن تتكاثر بسرعة داخل هذه الفطائر والسندويتشات التي يتناولها الأطفال في الغذاء. ووفق مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، فإن واحداً من كل ستة أميركيين يُصاب بتسمم غذائي كل سنة، لكنه من غير الواضح كم هو عدد الحالات التي يتسبب فيها تناول وجبات غذائية حرارتها فاترة أو محفوظة بشكل خاطئ. ويقول فواز المنصور إن هذه الدراسة فتحت أعين الباحثين وأخصائيي التغذية والرعاية الصحية وأطباء الأطفال بالمدارس أكثر من شيء آخر. وهي تُبين بشكل واضح أن هناك مشكلةً حقيقيةً. ويوصي الأستاذ فواز المنصور بحفظ الغذاء الذي يُرسل مع الطفل في ثلاجات محمولة مناسبة وإحاطة الأكل القابل للتلف بمكعبات ثلج ووضعه في أكياس حفظ خاصة، مع إرشاد الطفل بإخراج الأكل من وعائه ووضعه في الثلاجة خلال وجوده بالمدرسة أو الروضة. عن «واشنطن بوست»