محمد حامد (دبي) - في مونديال 1994 فوجئ الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم برقصة غريبة من نجوم منتخب السامبا البرازيلي احتفالاً بتسجيل بيبيتو أحد الأهداف في مرمى المنتخب الهولندي خلال المباراة التي انتهت 3 – 2 لمصلحة البرازيل، فقد اصطف نجوم السامبا على الخط الجانبي للملعب، وأخذوا يحركون أذرعهم يميناً ويساراً في تناسق لافت، وهي الرقصة التي أطلقت عليها بعض الصحف العالمية والعربية في حينها “رقصة السامبا”، ولكن اتضح فيما بعد إن بيبيتو ورفاقه كانوا يتخيلون انهم يداعبون المولود الجديد الذي رزق به بيبيتو قبل المباراة بساعات، لتظل الرقصة محفورة في الذاكرة المونديالية حتى الآن.
وتكرر المشهد حرفياً في مباراة اليابان وقطر التي أقيمت مساء الجمعة في دور الثمانية لكأس آسيا المقامة حالياً بالدوحة، حيث أسرع نجوم المنتخب الياباني إلى الخط الجانبي للملعب وأعادوا الرقصة البرازيلية على الطريقة اليابانية بعد 17 عاماً، وكشفت صحيفة “يوميوري” اليابانية عن سر الرقصة التي جذبت أنظار الملايين في القارة الصفراء وحول العالم ممن يتابعون منافسات كأس آسيا، مؤكدة في تقرير لها أن شينجي أوكازاكي نجم المنتخب الياباني والذي يحمل الرقم 9 رزق بمولدة قبل مباراة منتخب بلاده مع قطر مباشرة، وهو الأمر الذي دفع رفاقه للاحتفال بمولودته بالطريقة ذاتها، وهي احتفالية ستظل عالقة في أذهان الملايين، وربما تكون سبباً في شهرة المولودة الجديدة التي لم يمض على مولدها عدة ساعات، فالطريقة الاحتفالية بمولدها جعلت الملايين في القارة الآسيوية يشاركونه فرحته بقدومها إلى الحياة .
وفي تصريحاته تعليقاً على الواقعة الطريفة قال أوكازاكي :” لم يخبرني أحد أننا سوف نحتفل بقدوم مولودتي الجديدة في الملعب، وفي الدقيقة 28 وبعد أن نجح كاجاوا في تسجيل هدف التعادل، فوجئت برفاقي يطلبون قدومي، ويستدعون عدداً آخر من لاعبي المنتخب للاحتفال بطريقة مميزة شاهدها الجميع، وبمجرد الانتهاء من الرقص والاحتفال شعرت أن هناك دافعا كبيرا في داخلي يدعوني إلى ضرورة إنهاء المباراة بالفوز، وهو ما تحقق لنا، لتصبح رقصة المهد، والاحتفال بميلاد طفلتي دافعاً للانتصار”.
وكان نجم الكرة البرازيلية السابق بيبيتو، قد أكد خلال تحليله لمباريات مونديال 2010، أن مباراة البرازيل وهولندا جددت الذكريات الرائعة للمواجهة المثيرة التي جمعت المنتخبين في مونديال 1994، وتمكن بيبيتو من تسجيل هدف في المباراة المذكورة ليحتفل بالهدف بطريقة مميزة هي الأشهر في تاريخ المونديال، فقد أسرع بيبيتو بالذهاب إلى خط التماس وقام بتحريك يديه يساراً ويمينياً في إشارة تعني الرغبة في مداعبة طفل صغير، وكان هذا المولود الصغير هو نجله ماتيوس الذي ولد قبل المباراة أمام هولندا بيومين فقط.
والمثير في الأمر كما قال بيبيتو انه لم يخطط للاحتفال بهذه الطريقة التي دخلت تاريخ المونديال، ولم يطلب من روماريو وبقية زملائه الاحتفال معه بنفس الطريقة التي جذبت أنظار الملايين حول العالم، كما أشار بيبيتو إلى أن ابنه الذي كان يحتفل بمولده بلغ من العمر 17 عاماً، ويلعب حالياً في صفوف فلامنجو البرازيلي، وهو في طريقة لخلافة الأب في عالم الساحرة المستديرة، بل انه وفقاً لتأكيدات بيبيتو مرشح للتفوق عليه، لأنه أقرب من حيث الشكل وطريقة الأداء إلى كاكا.
ملاعب كرة القدم العالمية عامرة بلقطات احتفالية شهيرة لها علاقة وثيقة بعائلة وأبناء اللاعب الذي يسجل هدفاً، وبعضها يتكرر من نجم بعينه حينما يسجل في أي مباراة، لعل أشهرها إشارات النجم الفرنسي تيري هنري لاعب أرسنال وبرشلونة السابق، حيث كان يشير بأصابعه بطريقة متقاطعة لكي يرسم حرف “T” في إشارة إلى إهداء الأهداف التي يسجلها إلى ابنته التي تدعى “تي”، كما اشتهر ملك روما “توتي” بوضع إصبعه في فمه حينما ينجح في هز شباك المنافسين، وهي طريقة احتفالية كان قد بدأها قبل سنوات حينما رزق بابنه كريستيان، كما يحرص الأرجنتيني كارلوس تيفيز على إهداء أهدافه إلى ابنته وعائلته بطريقة مميزة، الأمر الذي يؤكد أن العائلة والأبناء قد يكونان مصدراً للإلهام في ميادين الساحرة المستديرة.
عدد اليوم
