الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسر تتخذ إجراءات احترازية تزيد الضغط النفسي على الطلبة

أسر تتخذ إجراءات احترازية تزيد الضغط النفسي على الطلبة
4 ديسمبر 2010 20:51
مع اقتراب الامتحانات المدرسية، الفصلية التي تبدأ خلال الأسبوعين القادمين، قرعت معظم الأسر التي لديها طلبة في المدارس جرس الإنذار معلنة بدء حالة «الطوارئ» في منازلها، متخذة العديد من الإجراءات الاحترازية من حيث إطفاء جهاز التلفزيون وتأجيل الزيارات العائلية أو الرحلات في نهاية الأسبوع وغيرها الكثير من الإجراءات التي تختلف حدّتها من أسرة لأخرى. دور البطولة عن إجراءات أسرته الاحترازية لمواجهة فترة الامتحانات، يقول حمزة العبادي «منذ سنوات عديدة ونحن نتبع نظاما صارما لمواجهة الامتحانات المدرسية، فالتلفزيون في حالة سبات عميق لحين انتهاء الامتحانات، أما بالنسبة للزيارات العائلية والمجاملات الاجتماعية فهي موقوفة مؤقتا لحين انتهاء الامتحانات». يتابع «ربما يعتبر البعض أنها إجراءات صارمة، لكنني بهذه الطريقة خرّجت أربعة أبناء لي من الجامعات».‏ ولا تقتصر هذه الإجراءات على منزل بحدّ ذاته، وإنما هي تقليد غالب في الكثير من المنازل بحسب ميساء بارود، التي تؤكد أن غالبية الأسر تواجه فترة الامتحانات بكثير من الحزم، وفرض بعض القوانين الخاصة بهذه الفترة تحديدا. وتوضح «يعاني الأهل مع اقتراب مواعيد الامتحانات أضعاف ما يعانيه أولادهم، فنحن نسهر على راحتهم ونقوم بتدريسهم بل ونحفظ معهم المعلومات الواردة في الدروس، ثم نظل في حالة قلق وترقب لحين ظهور النتائج والاطمئنان على نتائج أبنائنا». من جانبها، تتحدث أم هاشم، عن دور الأمهات في الامتحانات، موضحة أنه دور بطوليّ ومهم جدا من أجل تحصيل دراسي أفضل بالنسبة للطلاب، خاصة إذا ما كانوا أطفالا. وفي هذه المرحلة بالذات، تضيف أم هاشم، أن على الأم مراعاة أطفالها جيدا، والحرص على أن يحصلوا على ساعات نوم كافية، وغذاء جيد متوازن يحتوي على كافة العناصر اللازمة لنمو وتفكير سليمين، هذا بالإضافة إلى أهمية مراعاة نفسياتهم وخلق أجواء منزلية مريحة وهادئة، بحيث تخلو من المشاحنات العائلية والمشاكل، والتوبيخ وغيرها من الأمور التي تشوش تفكير الطفل وتؤثر في نفسيته. نتائج عكسية تعتقد إنعام المنصوري، استشارية أسرية، أن إعلان حالة الطوارئ في المنازل خلال فترة الامتحانات هو أمر شائع بكثرة، رغم أن له عيوبا ومساوئ من شأنها أحيانا أن تفضي إلى نتيجة عكسية، موضحة أن على أولياء الأمور التشديد على أسلوب الدراسة منذ بداية العام الدراسي لتصبح فترة الامتحانات أسهل، وتكون نفسية الأولاد مرتاحة أكثر. وتلفت المنصوري إلى أنه على الأم إشعار أولادها بقربها منهم خلال فترة الامتحانات، وألا تنشغل بأمور ثانوية أخرى، وأن تشجعهم دوما، خاصة إذا كان ثمة تقصير لأحد الأولاد في دراسته خلال السنة، فعليها أن تعوّض النقص وتشعره أنه بإمكانه تجاوز هذه المرحلة بنجاح.‏ وتضيف «قد تخطئ بعض الأسر بتشديدها على الطالب فيعتقد الابن بأن العلامات أهم منه، حينئذ يكون موقفه منها إما كراهية المذاكرة ورفضها، أو الخوف الشديد منها، ومن ثم الشعور بالإحباط وعدم تحمل الجلوس إلى الكتاب، فنراه يستمتع ويفهم ما يقرأه عندما يمسك بإحدى المجلات، بينما يصيبه الارتباك والتوتر والصداع وقلة التركيز عندما يمسك بالكتاب المدرسي». ويكمن الحلّ، وفقا للمنصوري، بإعادة الثقة إلى نفوسهم وعدم تضخيم الأمور وإعطاء الامتحانات والدرجات الأهمية القصوى، والتركيز على قيمة الاعتماد على النفس مع عدم وضع الطالب في موقف أو وضع تنافسي مع الآخرين، فالطلاب تختلف قدراتهم وإمكاناتهم، ولا ننسى أهمية التركيز على مواهب الطالب كوسيلة لإعادة بناء الثقة في النفس وتذكيره دوما بأنه لن يفقد حب وتقدير الأهل له لو أخفق في الامتحان، فالحب والتقدير باقيان مهما حدث.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©