الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام تجتذب الأطفال بلغة الفن والإبداع

أفلام تجتذب الأطفال بلغة الفن والإبداع
4 ديسمبر 2010 20:51
في السنوات الأخيرة أصبحت سينما الأطفال تحظى باهتمام واسع في كل بقاع العالم، حيث تتابع بشغف وإقبال، من قبل شريحة كبيرة من المجتمع، لما تقدمه من ثقافة، فن، وتسلية، حيث يؤكد المهتمون أن سينما الطفل وأفلام الرسوم المتحركة تلعب دوراً مهماً في تشكيل الوعي، وتنمية الذكاء، وإثراء الخيال، أكثر من أي وسيلة تعليمية أخرى. بناء علاقة جيدة وجادة بين الطفل والفن السينمائي، أصبح واقعا ملموسا بل وتطور بشكل سريع ومطرد منذ عقدين تقريبا، فالأفلام المخصصة للصغار، تعد حاليا من أهم الفنون المؤثرة على ذهن الطفل، نظراً لتأثيرها القوي والمباشر على عدة حواس بالتلقي والاستيعاب، مع قدرتها على الانفتاح على كل العالم كلغة مشتركة، تجذب انتباه الطفل من خلالها ليوسع آفاقه، يتقبل الآخرين، ويتعرف على بقية الثقافات من مختلف البلدان. تأثير وجاذبية أفلام الأطفال في السينما تأتي بالعادة على عدة أشكال فنية، منها أفلام الرسوم المتحركة، ومنها الأفلام التقليدية التي تكتب وتنتج مخصوصا لهم والتي يقوم ببطولتها الأطفال أيضا، كما ظهرت أيضا مؤخرا ظاهرة الأفلام «الأنميشن» والثلاثية الأبعاد. وحول مدى الاهتمام والمتابعة الذي تحظى به سينما الطفل في الإمارات، تقول إيمان جاسم «مع أن الكتاب يعد رافدا مهما للثقافة والمعرفة، إلا أن السينما أصبح لها تأثير أكثر، فعالية، جاذبية، وإمتاعا، والجميل أن الأفلام المخصصة للصغار تصنف في دور العرض حسب الأعمار، فهنالك الفيلم الذي يستهدف الطفل الأقل من 15 عاما، إلى جانب الفيلم المخصص لعمر 18 عاما وما فوق، وأفلام اجتماعية أخرى تصلح لجميع أفراد العائلة». وتتابع «مع أنه يوجد أفلام كثيرة تعد مهمة للطفل بحسب مرحلته العمرية وتعمل على زيادة وعيه وثقافته، إلا أن هنالك أفلاما سلبية تحتوي على الكثير من مشاهد العنف والتدمير، ولا يصح للطفل مشاهدتها، وليس بالضرورة أن نجاح الفيلم في صالات العرض الغربية، يجعله مناسبا للعرض هنا، فالطفل العربي له خصوصية، وهناك فروق شاسعة بالعادات والثقافة والدين». ويقول إبراهيم عبدالله (16 سنة) إنه «يحرص على الذهاب إلى دور السينما في عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقائه، لمتابعة كل ما يستجد من الأفلام السينمائية، وهو يفضل متابعة الأفلام في دور العرض الكبيرة، أكثر من مشاهدتها على «الدي في دي»، فحجم الشاشة الضخم، وقوة الصوت، وأجواء السينما المظلمة، تجعل رؤية الفيلم أكثر تشويقا، وجمالا، خاصة مع الصحبة الممتعة». بديل مناسب لدى أم راشد (35 سنة) فلا تشكل السينما هاجسا مهما، فهي لا تقوم باصطحاب أبنائها إلى السينما لمشاهدة أفلام الأطفال إلا في أضيق الحدود، وتعلل هذا الأمر، لتقول «أنا أم لأربعة أطفال، ومع كثرة المسؤوليات والأعباء المادية، فإن التوجه للسينما يعتبر أمرا مكلفا، فرسوم التذاكر لأربعة أشخاص، مع شراء الوجبات السريعة المحبب تناولها في السينمات كالبوب كورن، والمشروب الغازي لكل منهم، يعتبر عبئا فوق نطاق إمكاناتنا المادية، باستثناء أيام الأعياد والمناسبات». ولكن أم راشد لا تحرم أبناءها تماما من متابعة الأفلام، فهي وجدت البديل المناسب، من خلال شراء أفلام الكرتون الجديدة المطبوعة على الأقراص المدمجة «الدي في دي» وهي تعتبر زهيدة مقارنة بالسينما، كما يستطيع الطفل الاحتفاظ بالفيلم ومعاودة مشاهدته عدة مرات، وهذا أفضل حسب رأيها. ويوافقها في الرأي سالم سيف، ويكرر «لا شك أن الأقراص المدمجة أصبحت بديلا مناسبا للأطفال وتعوض عن التوجه لصالات السينما، فمن له عدة أبناء من الصعب أن يوفر لهم هذا الأمر في كل أسبوع». ويتساءل «لماذا لا تكون هنالك أسعار مخفضة على رسوم تذاكر دخول السينما للصغار مثلا». ويشير أبو حمد إلى أهمية عرض الأفلام الكارتونية، وتلك المخصصة للأطفال في سينمات الدولة، لأنها أفلام جيدة، فيها قصص، وعبر، وتحتوي ألوانا ورسومات وعالما ساحرا من الخيال. في هذا السياق، يقول «أتابع وزوجتي مستجدات الأفلام الجديدة من خلال إعلانات الصحف، كما نتصل بدور العرض أحيانا لنعرف برامجهم الأسبوعية، ونعتبر مشاهدة أفلام الكارتون التقليدية وتلك الثلاثية الأبعاد، أمرا ممتعا لكل أفراد الأسرة، فهو يوم عائلي نجتمع فيه مع أطفالنا ونتوجه معا لرؤية أفلام جميلة بقصص عالمية رائعة، ومشاهد مسلية ومرحة، نستمتع بها جميعا». ويتابع «لكني أستغرب أحيانا من عدم وجود الفيلم الكارتوني العربي على الساحة، ولماذا لا توجد شركات ومؤسسات تنتج هذه النوعية من الأعمال بقصص عربية ومخرجين عرب، لماذا لا نهتم بثقافة الطفل؟ ونهمشه دائما في هذا المجال، مع إننا نملك الإمكانات والطاقات المبدعة اللازمة لهذه النوعية من الأفلام». ضرب من الخيال يبدو أن الواقع العربي ليس مجاريا لنظيره العالمي في هذا المجال، فمازال الفيلم السينمائي الكرتوني العربي ضربا من الخيال، مع أنه ظهرت في الآونة الأخيرة مسلسلات تلفزيونية كارتونية جيدة لمخرجين عرب وخليجين، ولكنها بقيت محصورة ضمن نطاق الشاشة الصغيرة ولم ترق لمستوى الأفلام السينمائية، ويعلل هذا الأمر، مخرج «شعبية الكارتون» الرسام الكاريكاتوري حيدر محمد قائلا «لاشك أنه حلم نتمنى تحقيقه، وقد يتساءل البعض لم لا؟ والجواب ينحصر في كلمة واحدة «الإمكانيات» فهنالك فرق بين الرغبة والمقدرة، ونحن وإن رغبنا، فلن نستطيع إنجاز عمل فيلم سينمائي للطفل، لأننا ببساطة لن نستطيع أن نغطي تكاليفه المرتفعة، فهو مكلف جدا تقنيا، إذ يحتاج الاستعانة بشركات عالمية في «الأنيميشن»، قد لا تقل تكلفة الثانية الواحدة فيها عن الـ3000 دولار، ما عدا أجور الممثلين، وغيرها من التفاصيل التقنية اللازمة لعمل الفيلم السينمائي، وإن وجدنا التمويل اللازم فسنصدم بقلة دور العرض في المحيط الخليجي، فالسعودية مثلا تعتبر أكبر سوق عربي ولكنها لا توجد بها صالات سينما، وتبقى دور العرض في بقية الدول المحيطة معدودة وغير كافية لتغطية رأس المال». ويضيف أن «الجيل الذي شاهد فيلم «آفتار» من الصعب إقناعه بأفلام أقل مستوى، لذا إنتاج فيلم كارتوني عربي بمقاييس عالمية قد يحتاج لسنوات، وإلى ذلك الحين سيبقى مجرد حلما مؤجل». ولم يشذ رأي مخرج المسلسل الكارتوني «الفريج» محمد سعيد حارب، عن زميله حيدر محمد في هذا المجال، فهو مدرك لنفس الصعوبات والعراقيل التي تواجه إنتاج عمل سينمائي للأطفال. إلى ذلك، يقول «أولا أنا من عشاق سينما الأطفال أو الأسرة بالأصح، وأتمتع شخصيا بمشاهدة الأعمال السينمائية العالمية التي تعرض هنا، ولأكثر من مرة، لما تحتويه من تقنيات عالية، نصوص جيدة، وخيال خصب، ولكني كمخرج أدرك أن إنتاج فيلم سينمائي كارتوني عربي بالمواصفات العالمية التي يطلبها الجمهور، من الصعب تحقيقه، إلا إذا وجدنا دعما كبيرا من المؤسسات، لأن توزيعه لن يغطي التكاليف، ففيلم كأفتار مثلا كلف حوالي فوق الـ 12 مليون دولار، وهو يدخل أرباحا هائلة في أميركا وبقية دول، ولكن في الوطن العربي من الصعب تحقيق هذه الأرقام أو حتى الاقتراب منها».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©