الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد مجهولة للخضر تنشر للمرة الأولى

قصائد مجهولة للخضر تنشر للمرة الأولى
4 سبتمبر 2015 01:30
إبراهيم الملا(الشارقة) بعد مرور عشر سنوات من الإعداد والتحقيق والسفر الذهني والعاطفي بين أرخيبلات الشعر ومطارحه الخصبة التي سوّرها الشاعر الإماراتي الكبير راشد الخضر بخيال جامح ولغة مجنّحة، يعود الشاعر والباحث سلطان بن بخيت العميمي لاقتناص واستحضار القصائد الغائبة والمنسية والمجهولة للخضر، في طبعة ثانية منقحة من ديوان (سفرجل) نشر العميمي نسحتها الأولى في العام 2005 بمناسبة مرور مائة عام على ولادة أحد أبرز شعراء النبط في المنطقة وأهمهم على مستوى التوليف المدهش بين الكلمة والإيقاع، وبين المعنى والمبنى، وبين الظاهر والباطن، من خلال أنماط تعبيرية شيقة وشاهقة، ترتحل من البسيط إلى العميق، ومن الغضّ إلى الشائك، ومن الواضح إلى الغامض، لتخلق في النهاية ذلك المقام الشعري الفاره، وذلك المزار العامر بمحبي الشعر الشعبي ومريديه والمتحلقين حوله والمسحورين بسبكه وجرسه وعزفه الفائض والشجيّ. يقول العميمي في تقديمه للطبعة الثانية من الديوان، إن شعر الخضر لا يزال محط إعجاب وانبهار لدى مختلف الأجيال الشعرية في الإمارات، ولا تزال قصائده محملة بذلك الوهج المدهش الذي يجعلنا نتذوق في أعماله طعماً غير مسبوق. ويضيف العميمي بأن الجدل لا يزال قائماً حول طبيعة شعره، وهناك أسئلة كثيرة تحوم حول حياته وحول معاني قصائده مثل: ما الذي كان يقصده الخضر ببيته هذا، أو قصيدته تلك؟ لماذا غيّر تلك القصيدة، أية رواية من الروايات العديدة حول قصائده هي الصحيحة، ولماذا فقدنا بعضها، وبعضها لم يرد كاملاً، ولماذا لم يتزوج الخضر، ولماذا لم يكن غنياً؟ ولماذا كان انطوائياً؟». وهي أسئلة ربما وضعها العميمي ليفتح مجالاً أوسع لبحوث جديدة وقادمة حول هذه التجربة الشعرية الفريدة والمتفردة في الساحة الإبداعية المحلية، فالبحث في هذه الأنساق الأنطولوجية سيفضي بنا من خلال الإبحار والتبصّر والاستقصاء الأرشيفي والميداني إلى كشوفات ذهنية ومعرفية عديدة حول تاريخ المنطقة في القرن الماضي والتحولات الاجتماعية والانعطافات الذاتية التي صاغت شخصية الخضر، وجعلته وشعراء كثيرين مجايلين له بمثابة مؤرخين فطريين لمرحلة مهمة واستثنائية توزعت بين قطبي الزمان والمكان في تلك الفترة. ويذكر العميمي في مقدمة الديوان أنه عثر على عدة قصائد غير منشورة للخضر وكان مصدرها بعض الرواة وأصدقاء الشاعر وبعضها مصدره المخطوطات التي ظهرت مؤخراً، ووثق في الديوان نصاً شعرياً جديداً لم يسبق نشره أو ذكره في أي مصدر من قبل، كما أضاف العميمي في فصل آخر أربع قصائد غير مشهورة للخضر، بالإضافة إلى قصائد وردت في الطبعة الأولى وكانت قد نشرت في بعض المصادر ولكنها لم تنشر في أي ديوان من قبل ضمن متن قصائده. وفي إشارة مهمة يؤكد العميمي أن قصائد الخضر الجديدة جاءت في مصادرها المتعددة على أشكال مختلفة من الصياغات والبناء اللفظي، من حيث المطالع أو من حيث الزيادة أو النقص في عدد الأبيات، ومن حيث ترتيب الأبيات، وإبدال كلمات أو أشطر محل غيرها، ويوضح العميمي بأن هذا التغيير لا يرجع للمدونين والرواة فقط، بل للشاعر نفسه الذي عثر العميمي على بعض قصائده مدوّنة بخط يده أكثر من مرة وبصيغ مختلفة وبتباين في عدد الأبيات ومطالعها وترتيبها، ونوّه العميمي إلى أنه أعاد تسمية وتصحيح بعض مصادر القصائد اعتماداً على المخطوطات الأصلية مثل مخطوطات المدوّن عبدالغني بحلوق، ومخطوطات المدوّن حسين بن محمود. ومن التغييرات التي أجراها العميمي على الطبعة الثانية من الديوان استبعاده لإحدى قصائد الديوان السابق بعد أن تأكد له بمزيد من البحث والتدقيق أنها تعود للشاعر رشيد بن ثاني. ويقول العميمي في ختام تقديمه للديوان إن الاشتغال على النسخة الجديدة استغرق منه فترة زمنية طويلة راجع فيها القصائد مع عدد من الرواة لتحديد مناسباتها والفترة الزمنية التي قيلت فيها، وكذلك معاني مفرداتها وطريقة لفظها بالصورة الأقرب إلى الصحة بحسب لهجة الشاعر. وهنا مقطع من قصيدة (دنّق) التي اشتهرت بمقاطعها المعروفة سابقاً، ولكنها تظهر هنا بصياغة مختلفة ربما أعاد الشاعر كتابتها، وها هي تنشر لأول مرة في هذا الديوان المعزز بجهد كبير وإخلاص واضح تجاه التراث الشعري العميق والهادر والمتماوج لساحر المفردة الشعبية «راشد الخضر»: دنّق ودنّق قلبي وياه فزّ وبرح قلبي محله الشمس تبدو من محياه ونجوم وبروق وأهلّه يخجل خشيف الريم ممشاه والغصن يتعذّر وظله له في سويدا القلب ملياه حضن وسعه وقصور فلّه شعره لا يزال محط إعجاب مختلف الأجيال الشعرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©