الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الحج عبادة العمر.. وتمام الإسلام وكمال الدين

العلماء: الحج عبادة العمر.. وتمام الإسلام وكمال الدين
3 سبتمبر 2015 22:49
حسام محمد - القاهرة (الاتحاد) الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، أوجبه الله تعالى على المستطيع والمقتدر ماليا وبدنيا، قال تعالى: (... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا...)، «سورة آل عمران: الآية 97»، وقال: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، «سورة الحج: الآية 27»، ولقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة واحدة في السنة العاشرة من الهجرة سميت حجة الوداع، والحج واجب على الفور بمجرد استكمال شروطه، إلا إذا دلت قرينة على التراخي فيه ولأن من مات وقد توافرت فيه الشروط ولم يؤد هذا الواجب، فإنه يكون مفرطا، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ماذا يعرض له». ويعرف العلماء المنسك بأنه مكان العبادة أو زمانها، ويقدمون شرحاً للمناسك والآداب التي ينبغي للحاج التحلي بها في جميع المراحل حتى يكون الحج صحيحا ومقبولا بإذن الله. تمام الإسلام‏‏ ويقول الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، في الحج يعقد المسلم النية إلى قصد بيت الله الحرام في أشهر الحج،‏ والحج من بين أركان الإسلام ‏وهو عبادة العمر،‏ وهو تمام الإسلام‏‏ وكمال الدين،‏ لأنه يشتمل على العبادة الجسدية والعبادة القولية‏، بل وعلى كل أنواع العبادة،‏ فيشتمل على الصلاة‏‏، والصدقة،‏ والكفارة‏‏، والنذر،‏‏ والتلاوة،‏ والذكر، والدعاء،‏‏ وغيرها، ولا تجد عبادة من عبادات الإسلام أمرنا الله أن نعبده بها إلا وهي في الحج‏‏ فأصبح الحج ممثلاً لتمام الإسلام، ‏قال الله عز وجل‏:‏ (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا ...)، «سورة الحج: الآية 27»، أي سائرين على أرجلهم‏‏ «وعلى كل ضامر» أي وهم راكبون‏‏ عند استعانتهم بوسائل المواصلات المختلفة‏‏ منها الخيل والإبل قديماً‏ والسيارات والسفن والطائرات حديثاً‏، يأتون من القرى والأماكن البعيدة التي لا توجد على الخريطة‏.‏ وأوضح جمعة، وفي الحج تجد أهل المشرق‏‏ والمغرب‏ والشمال‏‏ والجنوب،‏ والناس من كل لون‏‏ وتعرف أن أمة الإسلام إنما هي ممثلة للخلق أجمعين،‏‏ لا فضل لأبيض على أسود‏‏ ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. أحكام ويتابع الدكتور علي جمعة : ومن أحكام الحج، التي أوضحها الفقهاء، طبقا للقرآن والسنة، المواقيت الزمانية والمكانية، فالمواقيت الزمانية شهراً شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة، فمن أراد الإحرام بالحج فعليه أن يحرم في هذا الوقت فلا يتقدم أو يتأخر. ولا يجوز تجاوز الميقات بلا إحرام لمن أراد النسك، بخلاف من لم يرد وكان ذاهباً إلى مكة للتجارة ونحو ذلك، ولا بأس من الإحرام قبل الميقات المكاني، ومن كان مسافراً عن طريق الجو ونحوه، فإنه يحرم إذا حاذى ميقاته، والإحرام هو نية الدخول في النسك من حج أو عمرة وليس مجرد لبس الإزار والرداء ونحوهما. الأنساك الثلاثة ويؤكد الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار علماء بالأزهر الشريف، أنه ينبغي للمسافر للحج أن يبذل بالصدقة والإحسان ويكف أذاه عن جميع الناس، وأن يطلب رفيقاً صالحاً موافقاً في الخيرات، ويجب على الحاج الحرص على أن تكون نفقته حلالاً ليكون أبلغ في استجابة دعائه، فإن حج بمال حرام صح حجه في ظاهر الحكم لكنه ليس حجاً مبروراً، ويكون أكثر كلامه بما يعود عليه بالنفع في العاجل أو الآجل. والمسلم مخير بالإجماع بين الإحرام بأحد الأنساك الثلاثة وهي، الإفراد بأن يحرم بالحج وحده في أشهر الحج، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجا» فيطوف ويسعى لحجه فقط وله أن يطوف عند قدومه مكة استحباباً، فيبقى محرما وملبيا حتى يرمي جمرة العقبة ثم يقطع التلبية فيحلق رأسه أو يقصره والحلق أفضل وأولى ثم يطوف طواف الإفاضة ويسعى، فيكون بذلك قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام، ولا هدي عليه. والقران: بأن يحرم بالحج والعمرة معا، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجا وعمرة»، فيعمل مثل أعمال المفرد إلا أن عليه هدياً وكسب عمرة مع حجته. والتمتع: بأن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج ثم يحل منها فيحرم بالحج دون أن يرجع إلى أهله، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم عمرة»، فيأخذ عمرته حتى إذا فرغ منها أصبح قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام فيبقى كذلك حتى اليوم الثامن وهو يوم التروية فيحرم بالحج من مكانه الذي هو فيه ويؤدي أعمال الحج كالقارن تماماً إلا أنه يختلف عنه بعمرة مستقلة وكذلك بصفة الإحرام وأيضاً بالحلّ. ويبدأ الحاج أو المعتمر بطواف القدوم، بعده يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن أمكن وإلا صلاهما خلفه بعيداً أو في أي مكان من المسجد الحرام، يقرأ سورة الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الثانية ويشرب من ماء زمزم. يوم التروية ويوم التروية الثامن من ذي الحجة، يوم عظيم من أيام الحج، فيه يسير الحاج إلى منى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وتبدأ أحكام الحج في هذا اليوم بالوصول إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والعشاء «ركعتين» والمغرب والفجر في وقتها ولما تطلع الشمس يوم التاسع وترتفع يتوجه إلى عرفة فهذا اليوم العظيم هو أول أعمال الحج، وفي هذا اليوم يكثر الحجيج من التلبية وأداء الصلوات، ولا توجد أذكار خاصة به غير التلبية والدعاء والاستغفار ولا شعائر بعينها يتعين إتيانها. والوقوف بعرفة يتحقق بالوجود في أي جزء منها وهو الركن الأعظم من أركان الحج لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، وعرفة كلها موطن للوقوف إلا بطن عرنة، فالوقوف بها لا يجزئ، ولا يخرج عن عرفة حتى تغيب الشمس، ثم ينصرف الحجيج إلى مزدلفة ملبين ويصلون بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا للعشاء. وينصرف من مزدلفة بعدما يبيت فيها تلك الليلة، ثم صلى بها الفجر، ثم ذكر الله عند المشعر، ثم يتجه إلى مكة، أو يقيم في منى، يوم العيد والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، يقصر ولا يجمع، ويوم العيد يرمي الجمرة ويطوف طواف الإفاضة ويسعى بين الصفا والمروة، ثم يحلق شعره، وبعد الرمي والحلق، يتحلل بالطيب وإن كان عنده هدي ذبحه، وبذلك تكون أعمال الحج قد تمت، ولم يبق على الحاج إلا طواف الوداع، وهو آخر عهده بمكة قبل أن يغادرها عائدا إلى موطنه. علامات الإيمان ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء: حرص المسلمين على الحج والعمرة يؤكد ارتباط المسلم بدينه وحرصه على عباداته، وهذا من فضل الله على عباده، ويؤكد أن الروح الإسلامية عند المسلمين، والرغبة في تأدية العبادات والحرص على الطاعات متأصلة في نفوس كثير منهم. والحرص على الحج والعمرة من علامات الإيمان، وتؤكد حرص المسلم على التخلص من كل الذنوب والآثام، فمن فضل الله تعالى ورحمته بهذه الأمة أن جعل لها من التشريعات والعبادات ما فيه تطهير للمسلم ظاهراً وباطناً، وما فيه تكفير للذنوب، وتزكية للنفوس. ركن عظيم ويقول الدكتور عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف المصري الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: الحج ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة وقد قال الله تعالى فيه: (... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ...)، «سورة آل عمران : الآية 97»، وبذلك يكون الحج فرض واجب على كل من يستطيع مادياً وصحياً القيام به، ولا بد أن يعي كل من تيسر له سبيل الحج أن الحج ليس مجرد مناسك تتم بآلية بل هو في معناه أمر عظيم، هو تربية للنفس على الطاعة والخضوع لله عز وجل، وكذلك تربية على الانقياد وتنفيذ تعاليم الله والعودة إليه سبحانه وتعالى لهذا فمن أهم مناسك الحج الإحرام والمقصود به التجرد من المخيط وكل ما هو له علاقة بالزينة كذلك، فإن الإنسان المسلم إذا منحه الله فرصة الحج فقد منحه فرصة عظيمة للتخلص من ذنوبه والبدء في حياة جديدة، حيث يكون الحاج ملتزماً خلال الحج بترك كل عاداته السيئة. من أعظم الفرائض ويقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق: الحج واحدة من أعظم الفرائض وشعائر الدين الإسلامي فريضة إلهية يجب أن يؤديها المسلم بخشوع وخضوع تامين لا يفكر في أمور الدنيا فمنذ ارتدى الإحرام قد سلم نفسه لله تعالى بحيث يؤدي المناسك بخشوع رغبة في الجزاء الحسن والأجر. الوصية ويقول الدكتور إسماعيل عبد الرحمن أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: فرض الله الحج من أجل غرس روح التقوى في العباد ورغم أن العبادات كلها شرعها الله تعالى من اجل هذه الغاية، فإننا نجد أن القرآن يؤكد اقتران الحج بالتقوى في كثير من الآيات، فالحج من هذه العبادات التي تغرس روح التقوى في نفس الإنسان بحيث يكون حريصاً على اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه. ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يفعلها وهو يستعد لمناسك الحج إعلان التوبة النصوح من كل ذنب وأن يرد الحقوق لأصحابها وقد اتفق العلماء على أنه على الحاج أن يكتب وصيته قبل الخروج بحيث يبين لأهله ما له وما عليه. منافع الحج يقول الشيخ محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية: يتقبل الله عز وجل الحج المبرور، ومن علامات القبول أن يرجع الحاج إلى أسرته وأهله وعشيرته خيراً مما كان ولا يعاود المعاصي، والحج المبرور هو الذي لا رياء فيه، أو هو الذي لا تعقبه معصية، وقد قال، رسول الله صلى الله عليه وسلم، «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». ومنافع الحج، وفوائده ومقاصده، والحكمة من مشروعيته كثيرة، لا تعد ولا تحصى، ومنها تعظيم شعائر الله وحرماته، وهذه المنفعة من أعظم العبادات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©