أسامة السويسي:
ثبت بالدليل الدامغ أن ''ابن الوز عوام''·· ويؤكد يوما بعد يوم أنه أمل الكرة القطرية باعتباره أحد أشهر مواليد منطقة الجزاء·· الموهوب الصغير اشتد عوده وصار نجماً لامعاً في سماء دوري المحترفين القطري، ومن خلال بوابة زعيم الأندية القطرية السد ازداد بريقاً في أجواء القارة الصفراء··
إنه النجم القطري الواعد المهذب والموهوب خلفان إبراهيم ''18عاما'' الذي خطا نحو عالم الأضواء والشهرة مبكراً، وسبق سنه بكثير بفضل الامكانات الهائلة التي يتمتع بها، والتي أهلته ليكون أصغر لاعب في الفريق الأول لكرة القدم بنادي السد وسط كوكبة من النجوم العالميين أصحاب الأسماء الرنانة، لاسيما في الخطوط الأمامية مثل ''المدمرة'' كارلوس تينوريو هداف منتخب الاكوادور، و''العقرب البرازيلي'' ايمرسون ومواطنه الداهية جورج فيليبي، إلا أن خلفان احتل مكانة أساسية مع السد·
خلفان الموجود حاليا مع المنتخب القطري في قرية الرياضيين حيث يبدأ الفريق رحلته في دورة الألعاب الآسيوية تلقي خبر اختياره ضمن الثلاثي المرشح للحصول على جائزة لقب نهاية مران أمس الأول، وقال: بالطبع هي مفاجأة سارة، ولم أكن أتخيل من البداية أن أحصل على هذا الشرف الرفيع بالوجود مع أفضل نخبة من لاعبي القارة المرشحين للفوز بالجائزة، وهو فضل من المولى عز وجل·· ولا يمكن أن أصف مدى فرحتي بهذا التقدير والتكريم·
سألناه هل يكون التكريم والفوز باللقب خير تعويض عن خروج السد من المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا؟ فقال خلفان: أنا لا أفكر أبداً في أي ألقاب شخصية، وكل ما يهمني هو مصلحة فريقي في المقام الأول، وأسعد بالأهداف التي أحرزها أوالتي أساهم فيها، لأنها تمنح الفريق الفوز·
وعن توقعاته للفائز باللقب قال خلفان: إن التوقع صعب، لأن هذه الأمور في علم الغيب·· ولكنني أتمنى بالطبع أن يكون اللقب من نصيبي، ولكنني لن أغضب إذا لم احصل عليه، لأن كل شيء نصيب أولاً وأخيراً·
وعن منافسيه قال خلفان: لا يتخلف اثنان على المكانة الكبيرة التي يتمتع بها النجمان الكبيران بدر المطوع ومحمد الشلهوب، فكلاهما له تاريخه الناصع، ولي الشرف أن أنافسهما علي اللقب·· وأنا من المعجبين بهما·· ولكن هذا لا يمنع من حقي في المنافسة على أغلى وأهم لقب في قارة آسيا·· والأهم بالطبع أن اللقب سيبقى عربياً وخليجياً للمرة الثانية على التوالي، بعدما حصل عليه المدافع السعودي حمد المنتشري في الموسم العام الماضي·
وأضاف خلفان: أرى أن هناك أكثر من لاعب أيضا يستحق المنافسة على هذا اللقب، ولكن بدون ذكر أسماء حتى لا أنسى أوأظلم أحداً منهم·
وعن الأمنية التي يتمنى أن يحققها في مشواره مع الكرة قال خلفان: لقد سبق لي اللعب في نهائيات كأس العالم للناشئين الأخيرة التي أقيمت في بيرو، ولكنني أحلم بأن ألعب في مونديال الكبار في جنوب أفريقيا 2010 لتحقيق حلم الجمهور القطري العاشق لكرة القدم باللعب في المونديال للمرة الاولى، وأعتقد أن فريقنا بات مؤهلا الآن للمنافسة بقوة على إحدى بطاقات التأهل عن قارة آسيا بعد الخبرة التي اكتسبها الفريق ومعظم لاعبيه من الشباب، وواضحة حالة الانسجام الكبيرة التي يكتسبها الفريق بفضل سياسة الاستقرار التي يعيشها الفريق مع المدرب جمال الدين موسوفيتش·· وأتمنى أن أحقق لقب دوري أبطال آسيا مع السد وكأس آسيا مع العنابي·· وأعتقد أن الجيل الصاعد في الملاعب القطرية قادر على تحقيق هذه الأمنية الكبيرة التي تراود الصغير قبل الكبير من محبي الكرة العنابية·
خبرة المحترفين
واعتبر خلفان أن بداية شعوره بالتألق في صفوف السد كانت من مباراة السد مع العربي الكويتي بالدوحة في دوري أبطال آسيا التي انتهت برباعية سداوية نظيفة·· وقال خلفان: إنني قادر على تقديم الكثير للنادي وللمنتخبات، وأعد الجماهير بتقديم أفضل المستويات·· وقال: انتظروني في القريب وستشاهدون الأفضل من مباراة لأخرى· وعن طموحاته مع السد الذي يتصدر الدوري في رحلة الدفاع عن اللقب قال خلفان: إن مشوار الدوري طويل، والدوري مازال في الملعب، رغم أن السد يتقدم عن أقرب المنافسين بعشر نقاط، إلا أننا لا نعترف بأن اللقب ذهب للسد إلا مع حسم البطولة رسميا·
لا للاحتراف
ورغم أن الاحتراف في أوروبا حلم كل اللاعبين لا سيما الشباب إلا أن خلفان يختلف أيضا ويقول: إن جميع اللاعبين خاصة صغار السن يتمنون الاحتراف الخارجي، لكني اختلف عنهم، حيث أنني لا أهوى الاحتراف في الخارج لشعوري المسبق بأنني غير قادر على الانسجام مع العادات والتقاليد الأجنبية، لذلك أتمنى الاستمرار في الدوري القطري الذي يوفر وسائل الاحتراف للاعبين·
وعن أصعب المواقف التي مر بها قال خلفان: كانت الإصابة التي تعرضت لها قبل نهائيات كأس العالم للناشئين، وكادت تبعدني عن البطولة لولا حكمة المسؤولين في قطر الذين أمروا بخضوعي لعملية جراحية كما طالب الأطباء، وتلقيت العلاج المناسب في وقت قياسي وعدت خلال البطولة·· حقيقة عشت أياما عصيبة بعد الإصابة وأصبحت حالتي النفسية سيئة، وكل تفكيري كان ينصب في كيفية العلاج والشفاء والعودة سريعا الي التدريبات والمباريات الودية في البرازيل قبل بيرو مباشرة·· ولكن الإصابة لم تمكني من تقديم كل ما لدي في المونديال، واتمنى تعويضها مع الكبار إن شاء الله·
أنا ووالدي
والده إبراهيم خلفان نجم العربي والكرة القطرية السابق قال النجم الصاعد : مثلي الاعلى هو والدي، وهو دائما ما ينصحني ويوجههني ويصحح أي أخطائي، ولا شك أن والدي كان لاعبا كبيرا ترك بصمة على الكرة العرباوية والكرة القطرية، ومع ذلك أحاول البحث عن شخصية جديدة·
وقال خلفان: والدي دائم في مساندتي وتحفيزي قبل كل مباراة ألعبها مع السد، ولكن بما أنني نشأت في أسرة كلها تشجع العربي فهم يحاولون ''غشمرتي'' قبل كل مباراة ألعبها مع فريقي ضد العربي ويقولون لي: إن العربي سيفوز وسيقهر السد في محاولة منهم لاخافتي ونرفزتي، ولكنني لا أتأثر بذلك، وعلى العكس أحيانا يكون ذلك حافزاً لتقديم الأفضل في الملعب، إلا أنني عندما ألعب ضد العربي أكون في حيرة من أمري، لأن ذلك يتسبب في انشقاق داخل العائلة، لأنهم يحتارون بين تشجيعي وبين تشجيع العربي·
عدد اليوم
