هدوء سياسي حذر في لبنان إثر جهود سليمان

أثمرت جهود الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان المستمرة، عن هدوء لافت للعاصفة السياسية التي هبت على لبنان، وتمثلت بسجال حاد بين فريقي المعارضة والموالاة على خلفية شهود الزور والقرار الظني الموعود للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وفي ظل تراجع الخطاب السياسي الحاد نسبياً بانتظار نتائج الاتصالات والمشاورات واللقاءات الجارية محلياً وإقليمياً ودولياً لمعالجة الأزمة، واصل الرئيس سليمان اجتماعاته مع أقطاب هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري والتقى امس على التوالي: وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، البروفسور فايز الحاج شاهين، وزير الدولة عدنان السيد حسين والوزير السابق فايز شكر، وامتنع زوار القصر الجمهوري بعد هذه اللقاءات، عن الكلام التزاماً منهم بالسرية. واكتفت مصادر القصر الجمهوري بالتأكيد لـ”الاتحاد” بأن مشاورات رئيس الجمهورية مع القيادات السياسية وأقطاب هيئة الحوار تهدف إلى إعادة تحريك الجمود الذي أصاب المؤسسات والإدارات العامة. وكان الرئيس سليمان قد استهل نشاطه باستقبال السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي وبحث معه التطورات المستجدة والعلاقات الثنائية وتردد بأن السفير علي نقل رسالة شفهية من الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرئيس اللبناني لم يكشف عن مضمونها، غير أن المصادر المتابعة لحركة الاتصالات رفضت رداً على سؤال لـ”الاتحاد” التعليق ولم تؤكد أو تنفي صحة هذه المعلومات. في غضون ذلك، يواصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زياراته الخارجية وانتقل من باريس الى الرياض في طريق عودته إلى بيروت المتوقعة يوم غد الأحد، وقالت مصادر حكومية في بيروت إنه (أي الحريري) قد يدعو إلى جلسة عاجلة لمجلس الوزراء بعد عودته، على أن يسبقها مشاورات جانبية مع رئيس الجمهورية تستكمل يوم الثلاثاء المقبل باجتماع ثلاثي بين الرؤساء الثلاثة سليمان والحريري ونبيه بري، يمهد للجلسة. ولفت عضو كتلة “المستقبل” البرلمانية النائب جمال الجراح في حديث تلفزيوني امس الى أن الرئيس الحريري يراهن على وجود حس وطني جامع لدى الفرقاء السياسيين في لبنان يضع سير عمل المؤسسات في الأولويات والالتفات إلى مصالح الناس وقال: “إنه لا بد للحريري من محاولة السير في جلسات مجلس الوزراء متخطياً موضوعاً ليس له أساس بالنسبة لنا وهو ملف شهود الزور، سيما ان القرار الاتهامي لم يصدر بعد، وبالتالي ليس هناك من أدلة على انهم شهود زور”. واكد أن رئيس مجلس الوزراء يراهن على المساعي السورية – السعودية لوجود حل للازمة، لافتاً إلى أن هذا المسار لم ينقطع يوماً. وأكد وزير الإعلام طارق متري من جانبه أنه “لا يرى ما يمنع انعقاد مجلس الوزراء، وما الجدوى من المقاطعة سواء كان هناك خلافات أم لا”، مشيرا بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير إلى أن “الجميع يريد المسعى السعودي-السوري وفي ايران سمعنا ذلك، ولكن تأييدنا يجب ان يترجم بسلوكنا مع بعضنا البعض، ولن يؤثر رغما عنا”. وأشار إلى أن “صفير حريص على الهدوء في هذا البلد ولديه قدر من القلق ولديه أمل وثقة بحل الأزمة”.أما البطريرك صفير فوصف الوضع في لبنان بـ”الحرج” وقال أمام زواره في بكركي إنه يأمل في أن يحزم اللبنانيون أمرهم ويوحدوا صفوفهم لأن لبنان لا يقوم إذا كان أبناؤه في تفرقة والكل يدين بالولاء لهذا أو ذاك من الأوطان أو الأشخاص والحكام.