تخوض طائرات إطفاء وصلت من الخارج الى جانب الآلاف من رجال الإطفاء والجنود ورجال الشرطة والإغاثة الإسرائيليين امس معركة اخماد اكبر حريق في تاريخ اسرائيل من حيث عدد الضحايا. وكشف حريق الغابات الهائل الذي يجتاح منذ 24 ساعة غابة جبل الكرمل قرب حيفا شمال اسرائيل، إهمال أجهزة الإطفاء والدفاع المدني في اسرائيل. وأفادت اخر حصيلة من مصادر طبية أن ما لا يقل عن 42 شخصا لقوا مصرعهم بينهم 36 من حراس السجون علقوا في حافلة حاصرتها النيران. وتم دفن عشرة منهم. ونقل 17 منهم الى المستشفيات بينما يعاني اثنان منهم من حروق خطيرة، احدهما قائدة الشرطة في حيفا التي هي في حالة حرجة. ولم يتم بعد اخماد الحريق الذي اندلع ظهر امس الأول لا سيما بسبب هبوب رياح تزيد من حدته في منطقة اشجار. واكد وزير الأمن الداخلي اسحق احرونوفيتش انه “لم يبق احد في خطر نظرا للإجراءات الوقائية المتخذة” بعد أن تم إجلاء 17 ألف شخص من المنطقة. وقال “كدنا نتوصل الى احتواء الوضع هذا الصباح لكنه تدهور من حينها”.
وأوضح البرت مونيس من رجال الإطفاء أن “التجهيزات التي نحتاجها حقا لإطفاء حرائق مثل هذا هي طائرات ومروحيات. بامكاننا معالجة محيط النيران لكن قلب الحريق لا يمكن أن نصل إليه إلا عبر طائرات وإسرائيل لا تملكها”. وتدخلت طائرات الإطفاء الأولى القادمة من الخارج وبدأت تلقي المياه على سفح الجبل الملتهب. وقد وصلت ثماني طائرات وثلاث مروحيات من المساعدة الدولية. وأشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب اجتماع طارئ للحكومة الأمنية في تل أبيب بتعبئة عشرة بلدان قال انها قامت “برد غير مسبوق على ندائي وندائنا من اجل المساعدة الدولية”. وشكر كافة الدول المساهمة لا سيما روسيا “لمساعدتها الكثيفة” وقال “تحدثت مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين” وكذلك اليونان التي نوه بنشاط طياريها “الذين يواجهون اللهب” وبلغاريا وتركيا التي أرسلت طائرتي اطفاء رغم الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين. وأضاف نتنياهو “تحدثت مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قلت له اننا نقدر كثيرا هذه المساعدة وان ذلك قد يفتح مرحلة جديدة في علاقاتنا”. وذكر كذلك قبرص وبريطانيا ومصر واذربيجان واسبانيا وكرواتيا وفرنسا والاردن. وأعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية أنها تنتظر وصول عشرين طائرة ومروحية إطفاء.
واعتبر نتنياهو الحرائق “كارثة حقيقة لم يسبق لها مثيل في اسرائيل”.وقال خلال اجتماع وزاري ان جلسة الحكومة التي ستعقد الأحد المقبل ستخصص لإطلاق مشروع وطني لمساعدة منكوبي هذه الحرائق وتوفير احتياجاتهم إضافة الى توفير الاعتمادات المالية لشراء طائرات كبيرة متخصصة في اخماد الحرائق.
واندلع حريق اخر في شمال حيفا بعيدا عن الحريق الكبير لكن تم إخماده، وقال التلفزيون العام ان مصدره اجرامي. وتسبب الحريق ايضا في أضرار بيئية خطيرة حيث اكتسح الاف الهكتارات من الغابات قدرت بحوالي مليون ونصف المليون شجرة. وقال نتنياهو إن “وسائلنا لمكافحة الحرائق لا يمكن ان تكفي لاحتواء حرائق غابات بهذه الضخامة، لا سيما مع هبوب هذه الرياح. ليس لدينا مثل هذه التجهيزات” معلنا انه سيعرض على الحكومة الأسبوع المقبل خطة شراء طائرات إطفاء. وفي المجموع تم نشر 370 رجل إطفاء من اصل 1500.
ونشبت حرائق في أماكن عديدة من شمال إسرائيل امس، خاصة في بلدتي شفا عمر وترشيحا وتم السيطرة عليها ومنع انتشارها. وشب حريق في أحد المصانع في منطقة خليج حيفا شكل خطرا جديا على المنطقة والتي تحتوي على مصاف للبترول والغاز والمواد الخطيرة وتم السيطرة عليها.
وامتد أكبر حريق في تاريخ اسرائيل في مساحة زادت على 7000 فدان ودمر الكثير من المنازل وكشف عن إخفاقات في قدرة خدمات الطوارئ المحلية على التعامل مع مثل هذه الكارثة. وبدت بوضوح سحابة كثيفة من الدخان من ميناء حيفا
وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تعازيه لأسر ضحايا الحريق. وابلغ اوباما اجتماعا للزعماء اليهود الأميركيين في البيت الابيض أن “الولايات المتحدة تتحرك لمساعدة أصدقائنا الإسرائيليين على التصدي للكارثة”، مؤكدا أن الحكومة تدرس أشكال المساعدة التي يمكنها تقديمها. وأوضح اوباما أن السفير الاميركي في تل أبيب “طلب من الحكومة الاميركية تقييم الوسائل التي نملكها لمكافحة النيران” وتقديمها الى الإسرائيليين “في اسرع وقت ممكن”. واكد اوباما “هذا بالتأكيد ما يجب القيام به مع الأصدقاء”.
المطافئ الفلسطينية تشارك في إخماد حرائق جبل الكرمل
رام الله (ا ف ب) - أكد مدير الدفاع المدني الفلسطيني العميد احمد رزق امس ان المطافئ الفلسطينية شاركت في اخماد حرائق جبل الكرمل داخل اسرائيل. وقال العميد احمد رزق في تصريح لوكالة فرانس برس «ان الدفاع المدني الفلسطيني شارك امس الأول في اطفاء حريق في بلدة برطعة بالقرب من ام الفحم وانقذنا مئات الدونمات، واطفأ امس حريقا في مدينة الطيبة في المثلث» شمال تل ابيب. وأضاف ان النيران التهمت نحو 30 دونما من الزيتون في برطعة، حيث شبت النيران في اشجار الزيتون في المنطقتين. واكد العميد احمد رزق «طلبت منا وحدة المطافئ والانقاذ الاسرائيلية بالتنسيق مع الارتباط المدني في الضفة الغربية المشاركة في إخماد حرائق هاتين المنطقتين، ونحن على استعداد للمشاركة في اخماد حرائق اخرى اذا طلب منا». واكد العميد احمد رزق «هناك معاهدات دولية واقليمية للمساعدة في الكوارث لقد شاركنا في عملية الانقاذ في زلزال هايتي ونحن نعد طاقما للإنقاذ في الكوارث الطبيعية».
عدد اليوم
