أشاد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لدى افتتاحه مؤتمر سوكر اكس بالمكانة المرموقة التي تحظى بها الإمارات على مستوى تنظيم الأحداث والتظاهرات الرياضية الكبرى، الأمر الذي جعلها محل ثقة جميع المنظمين ليختاروها قبلتهم المفضلة· وقال إن اختيار إدارة سوكر اكس الاحتفال بالسنة العاشرة لتأسيسه في دبي تأكيد على التسهيلات الكبيرة المتوفرة والسمعة التي اكتسبتها الإمارات· وعبر بلاتر عن سعادته بالتواجد في هذه الدولة الجميلة، مشيداً بالأجواء المميزة التي يلقاها في كل زياراته· وفي تعليق عن الاهتمام بكرة القدم في الإمارات أوضح أن ما تحقق خلال السنوات الماضية من تجهيزات وبنية رياضية متطورة جعلت منها محل ريادة في المنطقة ومحل غيْرةٍ من الدول المجاورة والتي تسعى للسير على منوالها· وأشاد رئيس الفيفا كذلك بالدعم الحكومي الذي تلقاه كرة الإمارات من خلال منح قطعة أرض لبناء المقر الجديد لكرة الإمارات، وأضاف أنه زار مدينة دبي الرياضية وأُعجب بوجود عدد من الملاعب الحديثة والراقية في كرة القدم والرجبي والكريكت، الأمر الذي من شأنه أن يدعم الرياضة بالشكل المطلوب· لكن بلاتر طالب بمزيد دعم كرة القدم؛ لأن الاهتمام بهذه اللعبة يحتاج إلى الكثير من العمل على مستوى الأندية والمنتخبات، بما يضمن الارتقاء بالمستوى ومواكبة التطور الحاصل في المنشآت والتجهيزات· واعتبر بلاتر أن معرض ومؤتمر سوكر اكس يعد حدثا كرويا بارزا يقدم الجديد للأسرة الكروية ويجمع شمل المهتمين باللعبة الشعبية الأولى، ويقدم خدماتٍ مهمةً للأندية والفرق والاتحادات، الأمر الذي يجعلها موعدا مهما في أجندة الكرة العالمية·
وعن كأس الخليج السابعة عشرة في يناير المقبل، سألنا بلاترعن موقف الفيفا من بطولات كأس الخليج، فقال إن كل البطولات التي تقام في العالم هي تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم، والفيفا مسؤولة عنها وتتابع فعالياتها، مضيفا أن الفيفا سيناقش قريبا اعتماد كأس الخليج ضمن أجندتها الرسمية· وأضاف أنه سمع الكثير عنها وعن الأجواء المميزة التي تشهدها·
خطر الشركات المستثمرة
وتطرق بلاتر الى موضوع شائك ظهر بقوة في الفترة الاخيرة وخاصة في الدوري الإنجليزي عندما امتلكت الشركات الاستثمارية عددا من الأندية الكبرى، وأصبحت تتحكم في سياسة الأندية الكروية· وقال إنه لابد من الانتباه لهذا الخطر الذي يهدد كرة القدم؛ لأن الأندية ملك للجماهير وليس للرعاة، وبالتالي النادي الذي لا يكون ملكا للجماهير لإبداء رأيها في جميع الأمور التي تهمه ليس نادي كرة قدم، وإنما هو عبارة عن شركة خاصة· وأضاف أنه يعترف بتحول كرة القدم إلى سلعة باعتبار سهولة تسويق اللعبة بناء على جماهيريتها الكبيرة، لكنه حذر من خطورة التفريط في الأندية لفائدة الشركات والمؤسسات حتى تمتلكها وتتدخل في أمورها·
سياسة الأندية في التعاقدات
سألنا بلاتر عن سبب رفضه لسياسة بعض الأندية في التعاقد مع اللاعبين، وتفضيله اعتماد كل نادٍ على عدد محدود من اللاعبين في الفريق الاول، فقال إنه يتمنى لو يعتمد كل نادٍ 16 لاعبا فقط، وترك الحرية للبقية حتى يلعبوا مع أندية أخرى بدلا من الجلوس على دكة الاحتياطيين· حيث قال إن عددا كبيرا من الأندية سواء في إنجلترا أو إسبانيا أو حتى فرنسا يتعاقد مع حوالي 30 لاعبا من أبرز المواهب المتوفرة على الساحة، ثم يجلس أكثر من نصفهم على الدكة، حيث يحرمون من اللعب ويحرمون الجماهير من متابعة عروضهم والتمتع بأدائهم· وأضاف أنه عقد بعض الاجتماعات مع ممثلي بعض الأندية الكبرى في محاولة للحد من هذه الظاهرة وعدم الإضرار بكرة القدم·
احتراف الحكام قريبا
فيما يخص الحكام وتزايد الضغوط، قال إن ملف التحكيم من التحديات الكبيرة أمام أسرة الاتحاد الدولي في الفترة الحالية؛ لأن الحكام أصبحوا في عزلة عن أسرة الكرة، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى نقلة نوعية في التعامل مع هذا القطاع، ودعم كل الأطراف من أجل الارتقاء به والوصول إلى المستويات المرجوة· وأوضح أن الفيفا يدرس تطبيق احتراف الحكام؛ حتى يساعد الحكام على تقديم المستوى الذي يتماشى والتطور الذي تشهده الكرة في جميع المجالات الفنية والتسويقية والتنظيمية· وبخصوص فكرة الاعتماد على التجهيزات المتطورة في التحكيم رفض بلاتر مجددا أية استعانة بالتكنولوجيا في مجال التحكيم، معتبرا أن كرة القدم لعبة إنسانية لا يجب استبعاد الجانب الإنساني فيها واجتهاد الحكام وتقبل قرار الخطأ والصواب· وأضاف أن كرة القدم بسيطة وشعبية لا يجب أن تصبح معقدة ومصطنعة·
لا لتدخل السياسة
رفض جوزيف بلاتر تدخل الحكومات في عمل الاتحادات الأهلية لكرة القدم قائلا: هناك فرق كبير بين أن تساعد الحكومات الاتحاد وأن تتدخل في شؤونه، وأضاف أن الفيفا والاتحادات القارية تملك القوة اللازمة للتعويل على أنفسهم في إدارة شؤون اللعبة دون تدخل السياسة في ذلك وتطورها حتى تكون ملكا للجماهير·
عدد اليوم
