الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العدل».. المنزه عن الظلم والجور في أحكامه وأفعاله

«العدل».. المنزه عن الظلم والجور في أحكامه وأفعاله
5 سبتمبر 2013 20:19
القاهرة(الاتحاد) - الله العدل هو العادل الذي لا يفعل إلا ما ينبغي له فعله ويليق به سبحانه، والعدل من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته سبحانه، هو المعتدل، يضع كل شيء في موضعه، هو الذي يعطى كل ذي حق حقه، لا يصدر عنه إلا العدل، فهو المنزه عن الظلم والجور في أحكامه وأفعاله. والعدل صفة إلهية، قال سبحانه: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة)، «سورة النساء: الآية 40»، وقال: (إن الله لا يظلم الناس شيئاً)، «سورة يونس: الآية 44»، وذلك لكمال عدله، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه. أعدل الحاكمين إن الله سبحانه وتعالى عدل في خلقه، وفي تشريعه وفي أمره التكويني، وفي أفعاله وأمره، والعدل هو المساواة في المكافأة أن خيراً فخير وأن شراً فشر، وهو سبحانه أعدل الحاكمين، فبالعدل قامت السموات والأرض، قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)، «سورة النحل: الآية 90»، وقال: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به)، «سورة النساء: الآية 58»، وقد جعل الله العدل دليلا على التقوى فقال تعالى: (...... اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)، «سورة المائدة: الآية 8». وصف الله قال الإمام الغزالي رحمه الله، من أراد أن يفهم وصف الله عز وجل بالعدل ينبغي له أن يحيط علماً بأفعال الله تعالي من ملكوت السموات إلي منتهي الثرى حتى إذا لم ير في خلق الرحمن من تفاوت، ثم رجع إليه بصره فما رأي من فطور، ثم رجع مرة أخرى فانقلب إليه البصر خاسئاً وهو حسير، وقد بهره جمال ما رأي، وحيره اعتداله وانتظامه، فعند ذلك يعبق بفمه شيء من معاني عدله، تعالي وتقدس. وقد خلق اللّه عز وجل أقسام الموجودات، وأعطي كل شيء خلقه، وهو بذلك جواد، ورتبها في مواضعها اللائقة بها وهو بذلك عدل، ولينظر الإنسان إلي بدنه فإنه مركب من أعضاء مختلفة فقد ركبه من العظم واللحم والجلد، وجعل العظم عماداً مستبطناً، واللحم صواناً له مكتنفاً إياه، وكذلك جعل الجلد صوانا للحم، فلو عكس هذا الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام واختل العدل. واختلف أهل العلم حول ما إذا كان العدل من الأسماء الحسنى، وقال بعضهم لم يرد اسما لله تعالى في القرآن ولم يصح به حديث، وقال آخرون، ورد في حديث عد الأسماء المشهور الذي رواه الترمذي وغيره، وقال شراح الحديث، العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو في الأصل مصدر سمي به، فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه، لأنه جعل المسمى نفسه عدلاً. من الأسماء وورد العدل اسماً لله مقيداً بكونه وصفاً لكلمات الله تعالى، كقوله سبحانه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا)، «سورة الأنعام: الآية 115». ومن الذين عدوه من الأسماء الحسنى، الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره، حيث قال وهو يعدد أسماء الله تعالى ويتكلم عن معانيها، الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه. وقال البيهقي في الأسماء والصفات، ومنها العدل وهو في خبر الأسماء مذكور، وبهذا القول قال جماعة من أهل العلم منهم الخطابي وابن منده وآخرون. وقد ثبت وصفه سبحانه بالعدل في أفعاله، كما في البخاري ومسلم، من حديث ابن مسعود، في شأن الذي اعترض على قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله». قال ابن القيم، والعدل من أوصافه في فعله ومقاله والحكم في الميزان. وأولى القرآن الكريم عناية منقطعة النظير بالعدل، فأوجبه وجوباً مطلقاً، وأمر بتحقيقه في الأقوال والأفعال والتصرفات، والحكم والفطرة والتقييم والشهادة والعلاقات، وتكررت كلمة «العدل» ومشتقاته ثمانٍ وعشرين مرة. ومع أن العدل عام وشامل أمر الله تعالى به دون تقييد، ولكنه تعالى خصص بعض الأشياء بمزيد من التأكيد، فالعدل هو من أهم مبادئ الإسلام، وهو الغاية في إرسال الرسل وإنزال الكتب، وهو المبدأ الذي لا يدخل فيه الاستثناء، ولا يخضع للضرورات، فإذا كانت الضرورات تبيح المحظورات فإن العدل يجب تطبيقه مع الأعداء والأصدقاء .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©